رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غموض

جريدة الدستور

لِثَلاثِينَ سنةْ
أعبُرُ المَمْشَى إلى الكَافُورِ فى الصُّبْحِ..
ولا أحفلُ إلا بالقَطَا يصرُخُ..
فى مَاءٍ نَفَاهُ الليلُ خلفَ الجِسْرِ..
مَمْزُوجًَا بِدَمْ

لِثلاثينَ سَنَةْ
أتَأَبَّى فى الصَّبَاحَاتِ على الرِّيحِ..
وأجرى..
أتَشَظَّى
فى قِرَاءَاتِى لِمَوْتٍ غَارقٍ فى المَاءِ..
مَوْتٍ يَسكُنُ الأشْجَارَ..
أطَّهَّرُ فى مَرْثيةِ الطَّيرِ..
ولا أُنْقِذُ سِرْبًا واحدًا..
من وَحْشَةِ الإِيْغَالِ فى تِيهٍ خِضَمْ
أبْتَلِى ناجيةً فى مركضٍ مستوحشٍ..
حتى إذا ألقت بما شاءت من الأوْرَادِ فى نهرين..
أوَّلتُ لها مَوْتِى..
وما خبَّأتُ فى شِعرى من المقتولةِ الأولى..
على غَيمٍ رمَاديٍ..
وغنيتُ..
لكى يغسلَهَا السِّرْبُ الذى لم يَنْج ُ..
فى بَالِ الدِّيَمْ

بين جِسْرَيكِ..
وما خبَّأَهُ الكافورُ فى بَالِ السَّحَاباتِ..
تَوَالَتْ هذهِ الأعوامُ..
غاصتْ زهرةُ المُمْكِنِ فى نَقْصِ التَّآويلِ..
وحَلَّ الليلُ فى ألفِ حُلُمْ
بينَ مَا أدرِى وما نَدَّ على روحى..
قطًا يُلقِى بهِ فى مَدْرَجِ الليلِ..
صدىً ملتبسٌ..
لا أتَّقِى إِيْغَالَهُ بينى وبينى
يمضغُ العشبَ..
ويستدفئ فى أطْمَارِهِ الأبْهَى..
مهيضًا
مُوْشِكَا أن يَنْهَدِمْ

لثلاثين سنة
أجتلى بَرِّيَّتِى وحدى تمامًا
أحْتَفِى بالمطرِ المُوْحِشِ والغُدْرانِ..
مِمَّا لم يَذُقْ غيرى..
ومِمَّا نِلتُهُ وحدى تمامًا
مِن ألَمْ