رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

8 أسئلة خادعة فى مقابلات العمل

جريدة الدستور

يمكن لمديري التوظيف المتمرسين جمع الكثير من المعلومات؛ من خلال طرح بعض الأسئلة المختارة بعناية؛ لكن في حين قد تبدو الإجابة عليها أمرًا سهلًا، إلا أن بعض هذه الأسئلة موضوعة؛ لجعلك تكشف عن معلومات ربما تحاول إخفاءها بقدر ما تستطيع، أو بعبارة أخرى: إنها أسئلة خادعة. تقول تينا نيكولاي، مؤسسة موقع Resume» Writers' Ink» للتدريب الوظيفي: "قد يطرح مديرو التوظيف في بعض الأحيان أسئلة خادعة؛ للكشف عن جوانب التناقض في سيرتك الذاتية". إلا أن لين تايلور، الخبيرة في مجال التوظيف ومؤلفة كتاب "كيف تروض مديرك الطاغية"، تقول: إن ذلك لا يتعلق فقط بكشف عيوبك، مضيفة: "هدفهم الحقيقي هو التأكد من أنك تتلاءم تمامًا مع الوظيفة، ليس فقط على الورق؛ لكن من جانب الثقة بشخصيتك". إليك فيما يلي هذا النموذج من الأسئلة الخادعة الشائعة، التي قد يتم طرحها خلال مقابلة العمل، وكيفية الإجابة عليها:

لماذا تريد العمل لدينا؟

إن أصحاب العمل يطرحون هذا السؤال؛ لأنهم يريدون معرفة ما الذي يحفزك، ومدى رغبتك في الحصول على هذه الوظيفة.

لماذا هذا السؤال خادع؟، تقول تايلور: «من الواضح أنك تريد العمل لمصلحة هذه الشركة لعدة أسباب، إلا أن تحديد أولوياتك يكشف الكثير عن المهم بالنسبة لك". قد تقول لنفسك: "انا لا أحصل على الراتب، الذي أستحقه" أو "لدي مدير سيئ" أو "هذا العمل قريب من مكان إقامتي"، لكن هذه الأمور لا يحبذ مدير التوظيف سماعها.

ما الإجابة التي يبحثون عنها؟
يريد مديرو التوظيف ما إذا كنت قد بحثت جيدًا عن تلك الشركة، وتفهم المجال، الذي تعمل فيه، ويرغبون أيضًا معرفة إذا ما كنت فعلًا تريد هذه الوظيفة أم أنها مجرد مقابلة عمل تقوم بها.

صف نفسك بكلمة واحدة:

تقول تايلور: "إنه من خلال كلمة واحدة؛ يمكن لأصحاب العمل تقييم شخصيتك، ومدى ثقتك في إدراك ذاتك، وما إذا كان أسلوب عملك يناسب الوظيفة".
كما يمكن أن يمثل هذا السؤال تحديًا لك، خاصة في حال طرحه في وقت مبكر من المقابلة؛ ذلك لأنك لا تعرف نوع الشخصية، التي يبحث عنها المدير. تقول تايلور: "هناك خط رفيع بين مديح الذات والثقة، والناس لديهم وجوه متعددة؛ لذا فإن وصف نفسك بكلمة قصيرة، قد يكون أمرًا مستحيلًا".
ما الإجابة، التي يبحثون عنها؟
جاوب بحذر؛ حيث توضح تايلور: "إذا كنت معروفًا بأنك شخص من أهل الثقة، لكنك تحب حقيقة أن أصدقاءك يثنون على روحك الفكاهية، التزم بالمسار المحافظ".
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقدم على وظيفة محاسب، فلا يمكنك أن تصف نفسك بكلمة "مبدع" أو "خلّاق" وهكذا. وقد تكون هذه فرصة رائعة؛ لإبراز أفضل الصفات الخاصة بك؛ للحصول على الوظيفة.

هل هناك مقارنة بين هذه الوظيفة والوظائف الأخرى؟

إن سؤالهم في الأساس هو "هل تتقدم بطلب للحصول على وظائف أخرى؟"، ويريدون من ذلك معرفة كيف تتحدث عن الشركات أو الوظائف الأخرى، التي تظهر فيها اهتمامًا، ومدى صدق إجابتك.
لماذا هذا السؤال خادع؟
إذا كان ردك "هذه هي الوظيفة الوحيدة، التي تقدمت إليها"، سيشعر مدير التوظيف بالقلق؛ حيث إن هنالك عددًا قليلًا من المرشحين، الذين يتقدمون لوظيفة واحدة؛ لذلك قد يفترض مدير التوظيف أنك غير صادق بإجابتك. أما إذا تكلمت بصراحة عن الوظائف، التي سعيت للحصول عليها بإيجابية؛ فسوف ينظر لك المحاور بريبة، ويتساءل لماذا لم يتم قبولك في تلك الوظائف؟!. وتضيف نيكولاي: "ومع ذلك، لا يمكنك أن تتكلم عن تلك الوظائف الأخرى بسلبية".
ما الإجابة التي يبحثون عنها؟ يمكنك القول: "هنالك العديد من المؤسسات والشركات، التي أجريت فيها مقابلات شخصية، ومع ذلك لم أقرر بعد أيها الأنسب لمسيرتي الوظيفية".

هل يمكنك ذكر ثلاث نقاط قوة وضعف لديك؟

إن مدير التوظيف يبحث عن نقاط الضعف المُنفرة، التي تؤثر في سير العمل؛ مثل: عدم القدرة على العمل ضمن فريق أو عدم القدرة على الوفاء بالمواعيد النهائية للعمل.
وتقول تايلور: "كل وظيفة لديها متطلبات فريدة؛ لذا يجب أن تسلط إجابتك الضوء على نقاط قوتك، ويجب أن تشير لكون نقاط ضعفك وسماتك السلبية قد تضاءلت؛ بسبب الإجراءات الإيجابية، التي كنت قد اتخذتها". قد يكون وقع نقاط ضعفك مدمرًا؛ حيث إن الكشف عنها يمكن أن يُضر بك في حال لم تشرح لمدير التوظيف أنك تتخذ خطوات لمعالجتها، وكما تقول تايلور: "قد لا تتوافق نقاط قوتك مع مجموعة المهارات أو نمط العمل المطلوب للوظيفة؛ لذا من الأفضل الاستعداد لهذا السؤال مقدمًا، أو المخاطرة بالوقوع في حقل من الألغام".

ما الإجابة التي يبحثون عنها؟
يرغب مديرو التوظيف معرفة أن نقاط قوتك ستكون أصولًا جيدة للمركز الجديد، في حين أن أيًا من نقاط ضعفك لن يكون لها هذا الضرر بقدرتك على إتمام عملك على أكمل وجه.

لماذا تريد ترك وظيفتك الحالية؟

لماذا يطرحون هذا السؤال؟
تقول تايلور: "رئيسك المحتمل يبحث عن أي نمط أو صفة سلبية لديك، خاصة إذا كنت تقفز من وظيفة لأخرى، وكانت مدة العمل في هذه الوظائف قصيرة الأجل".
كما قد يبحث مدير التوظيف على ما إذا كانت لديك مشكلات في العمل مع الآخرين، التي أدت إلى إنهاء خدماتك أو أنك لا تتحمل ضغوط العمل وغيرها من العلامات المنفرة.

لماذا هذا السؤال خادع؟

في حال لم تجب على هذا السؤال بدبلوماسية، يمكن أن تثير إجابتك المزيد من الأسئلة والشكوك أو يمكن أن تصبح فرصتك لنيل الوظيفة على المحك.
ما الإجابة التي يبحثون عنها؟
إنهم يبحثون عن شخص يريد الخوض في تحديات تناسب مجموعة المهارات، التي يتمتع بها، وفقًا لتايلور.

ما أكثر شيء تفخر به في حياتك المهنية؟

لماذا يطرحون هذا السؤال؟
يريد مدير التوظيف التعرف إلى ما يثير شغفك، والمجال الذي تتفوق فيه، وما إذا كنت تشعر بالفخر بعملك. وتقول تايلور: "إن طريقتك في وصف مشروعك المفضل على سيبل المثال، لا يقل أهمية عن المشروع نفسه"، مضيفة: "لو تحدثت بشكل جيد عن أعمالك السابقة، بإمكانك فعل الشيء ذاته في العمل الجديد".
لماذا هذا السؤال خادع؟
قد يفترض مدير التوظيف أن هذا النوع من العمل هو ما تريد فعله حقًا أو تريد التركيز عليه في المستقبل؛ لذلك من الأفضل ألا تبدو كشخص منغلق الأفق، واسرد مجموعة أكبر من المهارات والاهتمامات.
ما الإجابة التي يبحثون عنها؟
يريد مدير التوظيف رؤية قدرتك على التعبير بشكل جيد وقدرتك على بث الحماسة في الآخرين، وإظهار الطاقة الإيجابية لديك.

هل فكرت في أن تصبح رائد أعمال؟

لماذا يطرحون هذا السؤال؟
جزء من المقابلة هو اختبار ما إذا كانت لديك رغبة خفية في إدارة شركة خاصة بك، وبالتالي التخلي عن العمل في الشركة، وليس من الجيد أن تُشعر المدير بذلك بالطبع؛ حيث سيفكر بأن الوقت الذي سيذله في تدريبك والمال الذي سينفقه عليك سيتلاشى.
لماذا هذا السؤال خادع؟
معظم الأشخاص يتمنون أن يكونوا أصحاب عمل خاص في مرحلة من حياتهم؛ لكن بدرجات متفاوتة، إلا أن هذا السؤال صعب؛ لأنه يمكن عن غير قصد جذبك للحديث عن رغبتك في امتلاك عمل خاص بك، وخاصة إذا كانت إجابتك مملوءة بالحماس، وبذلك سيكون صاحب العمل متوجسًا من أنك في يوم من الأيام ستتركه.
ما الرد الذي يبحثون عنه؟
لا بأس في أن تخبر مديرك بأنك أدرت في يوم ما عملًا خاصًا بك أو كنت تعمل بشكل مستقل، وهذا قد يكون أكثر إقناعًا من قولك "لا لم يسبق لي القيام بذلك". وهذه قد تكون فرصة لتوضيح لماذا تحب العمل في بيئة الشركات كجزء من فريق، ويمكنك أيضًا أن توضح سبب استمتاعك بالعمل.

هل يمكنك التحدث عن نفسك؟

لماذا يتم طرح هذا السؤال؟
إنهم يطرحون هذا السؤال؛ لتحديد كيف ينظر المرشحون لأنفسهم، ومدى ثقتهم بمهاراتهم. وتقول نيكولاي: "يريد صاحب العمل معرفة أن المرشح يمتلك الثقة بالنفس؛ وذلك من خلال المعلومات، التي يصف بها نفسه، ومدى ملائمة هذا الوصف مع المهمة، التي ستوكل إليه. وإذا كانت الإجابة الافتتاحية ضعيفة، يمكن أن تصبح المقابلة فوضى أو جعلها مقتضبة قدر الإمكان".
لماذا يعد هذا السؤال خادعًا؟
إن هذا السؤال يريد استدراجك للتحدث عن حياتك الشخصية، وهذا أمر يجب ألا تتطرق إليه. تقول نيكولاي: "معظم المرشحين لا يدركون أن هذا السؤال خادع؛ لذا قد يجيبون على هذا السؤال من وجهة نظر شخصية؛ مثل: أنا متزوج ولدي 3 أطفال، وإجابات مثل هذا القبيل".
ما الإجابة التي يبحثون عنها؟ إنهم يريدون إجابة تركز على القيمة، التي أضفتها لقسمك وشركتك، وفي هذا السياق توضح نيكولاي: "يريد رب العمل منك التحدث عن إنجازاتك؛ لذا قسم الإجابة إلى جملتين أو ثلاث جمل رصينة ومختصرة؛ بحيث تبدأ المقابلة بأعلى نقطة قوة لديك".
حاول الإجابة كالتالي: "أنا معروف بقدرتي على تحسين أداء الفرق الضعيفة؛ وذلك نتيجة لمهاراتي الفطرية في تحليل المشاكل، والخروج بحلول مبتكرة في وقت قياسي". وهذه الجملة فقط من شأنها أن تخبر مدير التوظيف، بأن لديك مهارات تحليلية، والقدرة على حل المشاكل، والقدرة على قيادة فريق.