رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس «الميري».. حكاية مُوثِق تضحيات شهداء الأمن المركزي

اللواء دكتور بهاء
اللواء دكتور بهاء حلمي، مساعد وزير الداخلية الأسبق

"موثقًا لبطولات الشهداء بالأمن المركزي"، هكذا ظل الرجل يعمل بكل جهد، ليُعطي حقًا لمن رحلوا عن الدنيا دافعًا عن الوطن، ليتذكرهم الأحياء، ويقتدي بهم الباقون على خط المواجهة ضد المخاطر التي تهدد الوطن، اللواء دكتور بهاء حلمي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وأحد أهم رجال الأمن المركزي، كشف كواليس سنوات قضاها في "الميري" لـ"الدستور".

37 عامًا قضاها اللواء حلمي في وزارة الداخلية، كان أكثرها في قطاع الأمن المركزي منذ تخرجه في كلية الشرطة عام 1980، وعمل بجميع الوظائف بهذا القطاع الذي يخوض أخطر المواجهات ضد العناصر الإجرامية، متصدرًا خط المواجهة في المأموريات الخطيرة.

كتاب "شهداء الأمن المركزي" كان الأكثر انتظامًا وتوثيقًا لشهداء الشرطة، واختص شهداء الأمن المركزي، تولى مهمته اللواء حلمي، حاملًا على عاتقه توثيق قصص شهداء القطاع، فيقول عنه: هُناك شهداء على مستوى قطاعات الشرطة، لكن كان أكثر الشهداء من الأمن المركزي، وتحديدًا منذ 2011، وكان الهدف إبراز تضحيات الشهداء، ومشاركة أهاليهم هذه المشاعر، ورفع الروح المعنوية للقوات، وبدأنا إطلاق أسماء شهداء الأمن المركزي على الكتائب والقاعات، لكي تُذكر أسماؤهم داخل قطاعاتهم، ويكونوا قدوة حسنة في تضحياتهم، ونخاطب أسرهم في كل مناسبة، ونقول لهم إننا معهم.

وأضاف مساعد الوزير الأسبق: يحتوي الكتاب على أسماء الشهداء ونبذة مختصرة عنهم، وكان يصدر سنويًا بتحديث للشهداء عن العام المنقضي، ونُرسله لأسر الشهداء، ومن اللحظات السعيدة بالنسبة ليّ، أن هناك الكثيرون طلبوا الكتاب منا، وكانت هناك زيارة من وفد تابع لإحدى الدول العربية، وطلب أعضاء الوفد من مساعد الوزير ـ آنذاك ـ نسخة من الكتاب، وعرفنا أن له أثر طيب جدًا، والكثيرون يعرفون عنه، كما أنه ذات مرة حضرت لنا إحدى السيدات، وأخبرتنا أن شقيقها وابنها ضمهما كتاب شهداء الأمن المركزي، وأنهما شهيدين من شهداء القطاع، وكانت مفارقة أذهلتنا.

تولى اللواء حلمي، منصب مساعد رئيس القوات للتخطيط والمتابعة بالأمن المركزي، ثم أمينًا عامًا للأمن المركزي في 2013، وفي العام 2016، مساعدًا لوزير الداخلية لقطاع مؤسسات الشرطة، وفي مطلع 2017 مساعدًا للوزير لقطاع التخطيط والمتابعة، وظل بمنصبه حتى خروجه من الخدمة لبلوغه سن المعاش، في أغسطس 2017.

ويروي الرجل تجربته مع قوات الشرطة المشاركة في حفظ السلام، مضيفًا: تم إعداد خطة عمل لتحضير وإعداد وتجهيز وحدات الشرطة المصرية التي شاركت في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بالتنسيق مع التعاون الدولي، واستغرق إعداد وتجهيز أول وحدة شرطة حوالي عامين تحت إشرافنا المباشر منذ ٢٠٠٧ حتى ٢٠٠٩، وسافرت إلى دارفور، وكل عام يتم استبدال الوحدة بأخرى قوامها من الضباط والأفراد، ويتم إعداد تلك الوحدات على أعلى مستوى تدريبي على يد فريق متميز بالأمن المركزي، وفي كل مرة تشهد لجان الأمم المتحدة المسئولة عن التفتيش واختبار الوحدات، بالمستوى المشرف لوحدات الشرطة المصرية، مما زاد من طلب مشاركة وحدات مصرية أخرى في مواقع مختلفة مثل الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى ومالي.

وتابع اللواء حلمي: وفي عام 2013 تم إنشاء إدارة جديدة بمسمى إدارة حفظ السلام بالأمانة العامة للأمن المركزي، كأول إدارة نوعية متخصصة بهذا العمل بأول إدارة عامة وهي الأمانة العامة، وتم إنشاء غرفة عمليات لمتابعة عمليات حفظ السلام بتلك الإدارة التي حازت على الاهتمام من كافة قيادات الأمن المركزي والشرطة المصرية على حد سواء، وسعدنا كثيرًا بإشادة الرئيس عدلي منصور، بتلك الوحدات في خطابه عام ٢٠١٣، ومازالت الإدارة تعمل وفق تخطيط علمي ومتابعة دقيقة على يد نخبة من الضباط الشباب ممن يتحدثون لغات أجنبية بكفاءة، وحاصلين على دراسات عليا، وأود أن أُشير أيضًا إلى أننا قمنا بطباعة كتاب بعنوان إعداد وتجهيز وحدات الشرطة المشاركة في عمليات حفظ السلام من جزأين ليكون مرجع، وطلبت إدارة الشرطة بالأمم المتحدة نسخة منه.