رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألبير قصيري.. صاحب فلسفة الكسل.. وعاش طوال حياته بفندق في فرنسا

 الكاتب ألبير قصيري
الكاتب ألبير قصيري

لم ينتبه القارئ العربي إلى أهمية الكاتب ألبير قصيري، إلا بعد ترجمة روايته "شحاذون ونبلاء" إلى اللغة العربية عام 1987، وتأكدت مكانته بعد روايتيه "منزل الموت الأكيد"، و"العنف والسخرية".

وبالرغم من كتابة "قصيري" بالفرنسية، لكنه كان مخلصًا لوطنه حتى أنه لم يكتب بعيدًا عن هذا الوطن، كان مشغولًا بهمومه، بدا ذلك جليًا في روايته "شحاذون ونبلاء" التي تدور بحي الأزهر والمناطق الشعبية، وهي نفس المنطقة التي دارت فيها أحداث بعض روايات نجيب محفوظ.

كان لسفر "قصيري" إلى فرنسا أسبابًا عدة، فهو الذي انضم إلى المدرسة الدينية الفرنسية في القاهرة كما قال محمود سالم، وعاش مثل أغلب أبناء جيله بعد أن عاشت أسرته لفترة بين دمياط والإسكندرية.

أعجب قصيري ببودلير، وكان له تأثير قوي عليه، حتى أنه استلهم منه عنوان كتابه الأول، والذي نشره في القاهرة تحت عنوان "اللدغات" من بودلير.

سافر "قصيري" إلى باريس عام 1930، وفي العام التالي نشر ديوان شعره الأول والذي ضم عددًا قليلًا من الصفحات.

في عام 1939 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك التقى الكاتب هنرى ميلر والذي أعجب بإبداعاته وترجمها إلى اللغة الإنجليزية، وكان "قصيري" ينشر في تلك الفترة قصصًا في مجلة الأسبوع المصري.

وكتب "قصيري" مجموعة قصصية واحدة هي "بشر نسيهم الله" عام 1940، وهو نفس العام الذي صدرت فيه بالقاهرة روايته الأولى "منزل الموت الأكيد".

انضم "قصيري" إلى جامعة أدبية يسارية المنهج والاتجاه عرفت باسم "الفن والحرية"، كانت تؤمن بأن الفن لا يتكون من صور للحياة، وأبعد من كل التفسيرات المؤقتة والخالدة للأحاسيس، ولكل حالات وأوضاع الوعي، فالفن يمثل طريقة وجود موقف حيوي، ومن أبرز أعضاء هذه الجماعة: رمسيس يونان، جورج حنين، أنور كامل، فؤاد كامل، وكامل التلمساني.

كانت فلسفة ألبير قصيري في حياته هي "الكسل"، لم يعمل في حياته وكان يقول إنه لم ير أحدًا من أفراد عائلته يعمل، الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك، أما هو عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول: "حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر".

عاش ألبير قصيري طوال حياته في غرفة رقم 58 في فندق لا لويزيان بشارع السين بحى سان جيرمان دو بريه منذ عام 1945م وحتى وفاته، واختار العيش في غرفة فندق لأنه كان يكره التملك حيث كان يقول "الملكية هي التي تجعل منك عبدا".

تزوج ألبير قصيري من ممثلة مسرحية فرنسية ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا وعاش بقية حياته أعزبًا، وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول "أن أكون بمفردى".

تعرف ألبير قصيري في فرنسا على ألبير كامى وجان بول سارتر ولورانس داريل وهنرى ميللر الذين أصبحوا فيما بعد رفقته وصحبته اليومية طوال 15 عاما في مقهى كافيه دو فلور.

أصيب بسرطان الحنجرة وأجرى عملية جراحية فقد بعدها القدرة على الكلام.