رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يريد ذوو الاحتياجات الخاصة المشاركون فى منتدى شباب العالم؟

جريدة الدستور

- قررت «الأوقاف» تخصيص خطبة أول جمعة فى نوفمبر حول دور الشباب فى بناء الدولة بمناسبة المنتدى

ينتظر شباب مصر والعالم، خلال نوفمبر المقبل، انطلاق الدورة الثانية من منتدى شباب العالم، فى مدينة شرم الشيخ، والمتوقع أن تسهم فى تبادل الثقافات بين صغار السن من مختلف دول العالم، والتعرف على حضارات بعضهم البعض، بجانب الاستفادة من خبرات كل المشاركين.
وانطلاقًا من كون العام الجارى هو «عام ذوى الاحتياجات الخاصة» بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تقرر تنظيم جلسة لهم خلال فعاليات الدورة المنتظرة، لعرض أبرز مشكلاتهم، وحلولهم لها، ومطالبهم من كل أجهزة الدولة. «الدستور» التقت عددًا من المشاركين المنتظرين فى منتدى شباب العالم، من ذوى الاحتياجات الخاصة، للتعرف على أبرز ما سيطالبون به، ورؤيتهم للحدث العالمى.

أحمد رأفت: طرق ومواصلات مجهزة.. وبرامج توعية لتغيير نظرة المجتمع تجاهنا

يشغل المهندس أحمد رأفت منصب مدير قسم «السوشيال ميديا» فى الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية، شاءت له الأقدار أن يُولد غير قادر على السير، ولم يكن أمامه إلا اختياران، إما الاستسلام لما يعيشه، أو تغيير قدره بالاعتماد على الله عز وجل والكفاح المتواصل.
اختار رأفت- من فوق كرسيه المتحرك- الاعتماد على الله لتغيير قدره، بعدما اعتبر أن ما به هو اختبار لا بد من النجاح فى اجتيازه دون التفكير فى أى إمكانية فشل، حتى وصل إلى حلمه، وأصبح يتقلد المنصب المهم سالف الذكر.
«رأفت» كُرم من قبل الأمم المتحدة خلال الاحتفال بـ«اليوم العالمى للشباب» بجامعة المستقبل، وحصل على المركز الثانى فى الشطرنج والثالث فى التصوير الفوتوغرافى على مستوى الجمهورية.
يسترجع المهندس أحمد رأفت مشواره المهنى وتحديه «الإعاقة»، قائلًا: «اختبار الله لى لم يؤثر على مشوارى التعليمى والمهنى، فعلى سبيل المثال دخلت مدرسة عادية لا لذوى الاحتياجات الخاصة، لقدرتى على الاندماج مع طلابها، بجانب الدعم الذى تلقيته من مسئوليها، ما جعلنى لا أشعر بأى فروق بينى وبين أصدقائى، حتى تمكنت فى النهاية من الالتحاق بالجامعة والمضى فى مشوارى التعليمى والعملى».
ويشير رأفت إلى أن الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت وعالم الفيزياء ستيفن هوكنج هما مثله فى الصبر والتحدى، فالأول شغل منصب رئيس القوة العظمى الأولى فى العالم رغم كونه من ذوى الاحتياجات الخاصة، والثانى لم يعقه الشلل الرباعى من أن يكون عالم الفيزياء الأبرز.
وإلى جانب روزفلت وهوكنج، كان رأفت يتلقى دعمًا معنويًا كبيرًا من والدته الدكتورة عزة سامى، نائب رئيس تحرير جريدة «الأهرام» سابقًا، ووالده اللواء رأفت الجندى، وشقيقه «سامى» الذى يعمل دائمًا على تشجيعه للاستمرار فى النجاح. وعن هدفه من المشاركة فى منتدى شباب العالم، يقول: «لم أشارك فى الدورة الأولى، وأشارك هذا العام من أجل التعرف على ثقافات دول العالم، والأفكار التى تمكنت من خلالها هذه الدول تحقيق التطور والتقدم على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، بجانب تأكيد الدعم الذى يتلقاه ذوو الاحتياجات الخاصة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى».
ومن المنتظر أن يلقى رأفت كلمة فى جلسة ذوى الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات المنتدى، التى ستدور حول ٣ محاور لدعم هذه الفئة، هى الأسرة والمجتمع والعمل»، ويكشف عن أنه سيطالب خلالها بدعم الأسرة وتنميتها لمواهب ابنها من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتغيير نظرة المجتمع تجاهه، مع ضرورة عدم التركيز على دعمهم ماليًا فقط، وتوفير الدعم والتأهيل النفسى لهم، مضيفًا: «سنطالب بتوفير برامج توعية للمجتمع حول كيفية التعامل مع الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة». ويتابع: «محتاجين طرق ووسائل مواصلات مجهزة وأساليب جديدة فى التعليم وعلاج، خاصة فى ظل اهتمام أجهزة الدولة بأوضاعنا النابع عن توجيهات الرئيس السيسى، الذى أوجه الشكر إليه على إطلاقه ٢٠١٨ عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، ومحاولاته لتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة، بجانب سن قانون ذوى الإعاقة ووضع لائحته التنفيذية التى تضم مزايا عديدة، مع تكليف وزير الدفاع بإنشاء مركز لتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة على أحدث ما وصل إليه العالم». وفيما يتعلق بالحركة والانتقال خلال مشاركته فى منتدى شباب العالم، قال إن مرافقًا سيكون معه، وتحديدًا والده أو أحد أقاربه.

إسلام وهبان: تنظيمه أكثر من مرة سنويًا.. وتوفير مصاعد فى الجهات الحكومية

«حلم وفرصة».. بهذه العبارة بدأ الصحفى ومعد البرامج إسلام وهبان، الحديث عن مشاركته فى النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، موضحًا: «مشاركتى حلم لأننى لم أشارك العام الماضى، وفرصة لأنه يتيح لذوى الاحتياجات الخاصة الفرصة للتعرف على آخر ما توصلت له التكنولوجيا فيما يتعلق بمساعدتهم، عبر الاقتراحات التى يقدمها الشباب المشارك من أنحاء العالم».
ويتعهد: «خلال مشاركتى فى المنتدى مش هاركز على المشاكل، وسأعمل على إبراز قدرات ذوى الاحتياجات الخاصة فى تحقيق أحلامهم والوصول إلى أهدافهم، وسأعرض نماذج منهم نجحت فى إثبات نفسها وتحقيق حلمها».
وعن أهم المطالب التى سيقدمها خلال مشاركته فى المنتدى، قال إنها ستركز على تيسير الإمكانيات التى يمكن من خلالها مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة، وأهمها توفير وسائل مواصلات مجهزة، وتيسير الطرق كونها العائق الأكبر أمامهم، بجانب توفير المصاعد فى كل المؤسسات والجهات الحكومية، خاصة للطوابق المرتفعة.
ووجه «وهبان» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتركيزه على متطلبات الشباب بصفة عامة وذوى الإعاقة تحديدًا، من خلال دفعهم إلى المشاركة فى منتدى شباب العالم، والتى تكشف للعالم عن دعم النظام الحاكم فى مصر للشباب، وتحقق التفاعل بين الشباب من مختلف الجنسيات حول العالم، مضيفًا: «باطلب من الرئيس يكون منتدى شباب العالم أكثر من مرة فى السنة».
ولفت إلى أن مرافقًا سيكون معه خلال فعاليات المنتدى، على الأغلب أحد أفراد أسرته، وتحديدًا والدته أو والده، كونهما على علم ووعى كامل بطبيعة ما يحتاجه خلال السير.

محمد خالد: توفير «ضمان اجتماعى» لتوفير حياة كريمة.. وأجهزة مساعدة بنصف الثمن

منذ مشاركته فى الدورة الأولى للمنتدى، إلى حضوره مجددًا الفعاليات هذا العام، يحمل محمد خالد، مصمم الجرافيك، مجموعة من الأحلام والأفكار التى يأمل من خلالها فى تحسين حياة ذوى الاحتياجات الخاصة، وتحقيق أهدافهم.
خالد تمكن منه مرض «الروماتويد» منذ سنوات عمره الأولى، فحد من حركته، ومنعه من الالتحاق بالكلية التى يرغب فى دخولها رغم تفوقه، لكنه لم يحد من طموحه، ولم يمنعه من عشق الفن الذى أحبه منذ نعومة أظفاره، ليبدع فيه ويشكل تجربة رائدة فى عالم الرسوم المتحركة ومثالًا يُحتذى به.
تخرج ابن مدينة «شبين الكوم» فى كلية الآداب قسم الفلسفة السياسية، وبفضل تشجيع والديه ودعمهما عزز عشقه للرسوم المتحركة والصور، وأتقن فنون «الجرافيك» والـ«ثرى دى»، ليصبح أول «مودلر» بمحافظة المنوفية، ليكتب عنه عملاق هذا الفن مصطفى عزازى، ويصفه بـ«المحارب الذى لا يهدأ»، متوقعًا له مستقبلًا باهرًا. خلال مشاركته الأولى فى منتدى شباب العالم، تناول العديد من الأفكار التى يحلم أن يساعد بها ذوى الاحتياجات الخاصة، وأهمها توفير «رامبات» للنزول من الأدوار المرتفعة، خاصة أن هذا واحد من أكبر العقبات التى تواجههم، بجانب تيسير الطرق والمواصلات. وطالب بأن توفر لذوى الاحتياجات الخاصة أماكن مخصصة ومجهزة تساعدهم على سهولة الحركة، مع إمدادهم بأجهزة متحركة تساعدهم فى تحقيق أحلامهم، على أن تتحمل الدولة نصف قيمتها المالية. ودعا إلى ضرورة إقرار منظومة ضمان اجتماعى لذوى القدرات الخاصة، بما يسهم فى توفير حياة كريمة لهم، ويكون بمثابة «معاش» يساعدهم على مواجهة ظروف الحياة، خاصة فى حالة عدم وجود مصدر دخل آخر لهم. وتقدم بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على اهتمامه الكبير بذوى الاحتياجات الخاصة، مضيفًا: «نشعر بفرحة كبيرة من الدعم الذى نلقاه من الرئيس، والدفع بنا فى المؤتمرات والمنتديات التى يشارك فيها شباب العالم، ما يدعمنا فى حياتنا ويصلنا إلى أهدافنا». وإلى جانب التصميم، يتمتع «خالد» بموهبة الكتابة، فهو يكتب الكثير من القصص القصيرة، فى مجال الرعب والرومانسية، ولديه العديد من المقالات الفلسفية والفكرية فى بعض الصحف، ويسعى دائمًا لأن يطور نفسه بالتعلم الذاتى والقراءة.
ويختتم بأن حركته وانتقاله فى المنتدى سيكونان من خلال «الاسكوتر» المتحرك الخاص به، الذى استخدمه فى نسخة العام الماضى.

محمد عزمى: تمكيننا فى الجهات الحكومية.. وتسميتنا بـ«ذوى القدرات الفائقة»

جعل من إعاقته وسيلة لتحقيق حلمه، ولم يسمح لها بأن تكون عائقًا أمامه، ونجح فى أن يثبت نفسه ويؤكد للجميع أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، إنما بداية لطريق آخر يساعد على تحقيق أهدافه، لذا لم يكن غريبًا أن يتمكن من الحصول على ليسانس الآداب عام ٢٠١٥، بتقدير عام جيد. فى العام الماضى، شارك ابن قرية «أسنيت» التابعة لمركز «كفر شكر» بمحافظة القليوبية فى منتدى شباب العالم الأول، لكى يبعث برسالة مفادها أن ذوى الاحتياجات الخاصة قادرون على فعل أى شىء، ولا يختلفون عن الأسوياء، وهو ما يسعى لتأكيده من جديد فى دورة هذا العام. وأوضح: «سعيت للمشاركة فى منتدى شباب العالم هذا العام، لأننى أعتبره فكرة جيدة يتحاور خلالها شباب العالم مع بعضهم البعض، ما يسهم فى تبادل الثقافات والأفكار، والتعرف على الحضارات المختلفة من أنحاء العالم».
وتطرق لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لذوى الاحتياجات الخاصة، قائلًا: «هو مستمع جيد، ويحاول حل المشكلات التى تواجه هذه الفئة من أبناء الوطن، من خلال تلقيه مجموعة من الاقتراحات الخاصة بذلك، والعمل على تنفيذها، وهو ما جعله يخصص جلسة لذوى الاحتياجات الخاصة فى الدورة المنتظرة»، معربًا عن سعادته البالغة بالاهتمام الكبير الذى يقدمه الرئيس لهم، بالإضافة إلى الاهتمام البالغ منه بالمقترحات التى تقدم لمساعدتهم.
وتعهد بتقديمه عددًا من المطالب خلال مشاركته فى جلسة ذوى الاحتياجات الخاصة، أهمها تمكينهم على جميع المستويات، وفى كل المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى العمل على حل المشكلات التى تواجههم فى استخراج الأوراق من هذه المؤسسات، فضلًا عن تأهيل الطرق ووسائل النقل، لتيسير الحركة أمامهم، وتغيير مصطلح «ذوى الإعاقة» إلى «ذوى القدرات الفائقة».
وأشار إلى مشاركته فى أكثر من مؤتمر ومنتدى برعاية الرئيس السيسى، من بينها مؤتمر الشباب الأول الذى أقيم فى شرم الشيخ، حيث جلس بجوار الرئيس حينها، ثم مشاركته فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، ثم منتدى شباب العالم الأول العام الماضى. واختتم بأنه لا يحتاج إلى المساعدة للحركة خلال فعاليات المنتدى، خاصة أنه شارك فى نسخة العام الماضى دون الحاجة إلى مرافق، معتمدًا على قدرته الذاتية فى الحركة والتنقل.