رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس "العسكريين المتقاعدين" بالشرقية يسرد خطط حرب أكتوبر

العميد سيد وهيبى
العميد سيد وهيبى

تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر المجيد، تزامنا مع مرور 45 عاما على ذكرى الحرب والعبور، وقتها حشد شعب وجيش مصر قواهم وعقيدتهم للثأر لهزيمة 1976، وتحقق النصر وعبور قناة السويس وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

وتعددت أساس النصر والنجاح في أكتوبر 1973، وتعددت بطولات الجيش المصرى وقصص نجاحه، وتعددت المعجزات التى أنقذت أفراد الجيش من عدة وقائع موت محقق.

والتقت "الدستور" أحد رموز الجيش المصري، والذي كان له نصيب في القتال بحرب أكتوبر، ليسرد لنا بعض معجزات النصر وكيف استطاع الجيش المصري تحقيق الانتصار من خلال بعض خطط الخداع التي أوقعت العدو الإسرائيلي في شباك الهزيمة.

فهو العميد سيد وهيبى، رئيس العسكريين المتقاعدين بمحافظة الشرقية، من مواليد بلدة "العمارة" التابعة لمركز أبو حماد بالشرقية، له ثلاثة أشقاء ذكور وفتاتين، التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم فى أغسطس عام 1973، التحق بالكتيبة 43 صاعقة وبدأت رحلته مع الجيش المصرى.

وقال "وهيبى"، إن نصر أكتوبر جاء نتيجة لتخطيط ذكى ناجح، وعقيدة راسخة لدى ضباط وأفراد الجيش المصرى، رسمت ملامح النصر على صفحات تاريخ مصر، مؤكدا على تلاحم وترابط شعب مصر مع الجيش مع المؤسسات الدينية كقوة واحدة فى مواجهة العدو.

وأضاف فى تصريحات صحفية لـ"الدستور"، أنه تم إعداد العدة الفكرية والجسدية والحربية لتحقيق نصر أكتوبر، وقد تم وضع خطط بذكاء وحنكة خدعت العدو الصهيونى ومهدت للنصر.

وسرد رئيس العسكريين المتقاعدين، خطط الخداع، مشيرا إلى أنها تمثلت فى عدة عناصر أوحت للعدو بعدم إتمام الحرب؛ أهمها قرار الاستغناء عن السوفييت ما أظهر عدم جدية الخوض فى معارك، إلى جانب فتح باب الحج والعمرة والحفاظ على الروتين اليومي، كما تم الإعلان عن مشروع تدريب "41 تحرير" بتاريخ 2 أكتوبر والإعلان عن تسريح دفعة جديدة من الجنود قبل موعد الحرب.

واستكمل، أن القوات الجوية أعلنت عن زيارة إلى ليبيا بتاريخ 6 أكتوبر، وسفر محمد حسن الزيات، وزير الخارجية فى حكومة الحرب، يوم 5 أكتوبر لمقابلة هينرى كيسينجر، الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت، إلى جانب استمرار الدراسة فى مواعيدها، وعرض الحفلات السينمائية والمسرحية فى مواعيدها وهى مسرحية مدرسة المشاغبين، وامتداد عرض فيلم "خلى بالك من زوزو".

وأوضح أن، الاستعداد والحشد تم فى سرية تامة، حيث دخلت وحدات الكباري يوم 4 أكتوبر، وتم تسليم الأظرف المغلقة، واستعان المصريين باللغة النوبية التى صعب فك شفراتها مقارنة باللغات والإشارات الأخرى.

وأضاف أن كل ذلك الأسباب الخداعية كانت سببا فى بث الطمأنينة فى نفوس العدو، واستبعاد قرار الحرب من أذهان العدو، وخلق حالة من المفاجأة التى صرعت الجيش الإسرائيلى خاصة بعد اعتقادهم أنه لن تتمكن قوة من هدم خط بارليف؛ ولا سحق الجيش الصهيوني الذى أطلق على نفسه أنه قوة لا تقهر.

وأوضح "وهيبى"، أن نصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة، فقد استفاد الجيش الصرى من أخطاء هزيمة 1967، وكان النصر ثمرة تخطيط جيد وتسليح متطور وتدريب واقعي، ساهم فى إنجاح الحرب.

وكانت الكتيبة 34 صاعقة التى ينتمى إليها رئيس العسكريين المتقاعدين بالشرقية، من الكتائب المؤرقة لليهود، حيث كان لديهم الـ37 أسير إسرائيلى، وكانت إسرائيل تود الفتك بتلك الكتيبة، وتمكن النقيب طلبة محمود إسماعيل من زرع لغم فى بداية مدخل بور توفيق، وحين تقدمت إحدى الدبابات الإسرايلية فى طريقها لأفراد الكتيبة انفجر اللغم؛ فظنت إسرائيل أن الطريق كله ملغم، ما أدى لانسحاب إسرائيل من السويس كاملة ومحاصرتها من الخارج فقط.

ومن بطولات الكتيبة 43 صاعقة التى ينتمى إليها العميد سيد وهيبى، أن قائد الكتيبة أرغم القائد الإسرائيلي على تسليم أبطال القوات المسلحة المصرية علم إسرائيل منكسا، وآداء التحية العسكرية للجيش المصرى، حيث أصيب العقيد أركان حرب فؤاد بسيونى، قائد المجموعة التى تضم عدة كتائب، وحين قام الرائد زغلول فتحي، قائد الكتيبة 43 صاعقة، طلب "بسيونى" من زغلول فتحى أن يتسلم علم إسرائيل منكسا، وبالفعل تم إجبار شلومو أردنيست، قائد النقطة الإسرائيلية على الاستسلام وتنكيس علم إسرائيل وتأدية التحية العسكرية للجيش المصرى، ما كان مهانة كبيرة للقائد الإسرائيلي.

وفى ختام حديثه، طالب "وهيبى" بضرورة رجوع التربية العسكرية للمدارس بصورتها الصحيحة القديمة لبث روح الوطنية والعسكرية لدى شباب مصر، لافتا إلى أن التربية العسكرية اليوم يقضى بها الطلاب أيام معدودة بصورة روتينية لا تنفع ولا تضر، ولا تمت للتربية العسكرية الصحيحة السابقة بأى صلة.