رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تحقق: ماذا يحدث داخل "الوفد"؟

النائب محمد فؤاد
النائب محمد فؤاد

استقالات بـ«لجنة العمرانية».. الهيئة العليا تؤيد أبوشقة.. وسرى الدين يحاول وقف الأزمة

عادت الخلافات إلى حزب الوفد مجددًا، بعد قرار فصل الدكتور محمد فؤاد، نائب العمرانية، وما تبعه من تضامن عدد من الأعضاء معه، وشخصيات من كبار قيادات الوفد، منهم أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان.
فى الوقت نفسه، لا تنقطع مبادرات بعض الوفديين لاحتواء الأزمة وتقريب وجهات النظر، حرصًا على مستقبل الحزب وخوفًا عليه من الانهيار.
وبدأت الأزمة، بصدور بيان رسمى من الحزب، يُعلن فيه عدم مسئوليته عن مشروع قانون الأحوال الشخصية المقدم من النائب محمد فؤاد، الذى سخر بدوره من هذه الرؤية، ونشر مقالًا ساخرًا للتعقيب على بيان الحزب.
بعد ذلك أصدر «الوفد»، قرارًا، بفصل العضو، كما قرر إبلاغ مجلس النواب بالقرار، تمهيدًا لإسقاط عضويته، استنادًا إلى التفويض الصادر عن الهيئة العليا للحزب.
وسرعان ما أعلن عدد من مؤيدى «فؤاد» وقيادات لجنة الوفد بالعمرانية، تقديم استقالة جماعية، من عضوية الحزب وكل تشكيلاته، وتقدّموا بها إلى الدكتور هانى سرى الدين، سكرتير عام الحزب.
من جهته، أكد الدكتور عبدالسند يمامة، عضو الهيئة العليا بالحزب، أن قرار فصل «فؤاد» جاء لأسباب خطيرة ومهمة تستدعى الفصل، فرئيس الحزب وهو رجل قانون لن يخاطر بسمعته بقرار مثل هذا ومع عضو بثقل محمد فؤاد، مشيرًا إلى أن الأسباب الحقيقية للفصل لن تجدى نفعًا معها محاولات التسوية الودية.
وأكد «يمامة» لـ«الدستور» أن الأسباب المعروفة مثل مقال «كلمنى شكرًا»، الذى كتبه «فؤاد» ليس سببًا فى الأزمة، ولكن تقدم النائب بقانون الأحوال الشخصية وعمل جلسات حوار مجتمعى بشأنه دون أخذ موافقة للحزب يعد أحد الأسباب، مضيفًا: «الأسباب الأساسية للفصل غير معلنة حتى يرى المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، الوقت المناسب لإعلانها»
وأشار إلى أنه وفقًا لقرار سابق للهيئة العليا، فإنه يحق لـ«أبوشقة»، فصل أى عضو فى حال ارتكابه مخالفة جسيمة، وفى حالة الضرورة القصوى، مؤكدًا أن اللائحة تنص على أنه من حق رئيس الحزب أن يُحيل أى عضو هيئة عليا أو هيئة برلمانية يرتكب خطأ ما للتحقيق أمام لجنة مشكلة من الهيئة العليا، وإحالة أى عضو آخر للتحقيق أمام لجنة النظام قبل الفصل من الحزب.
وتوقع «يمامة» أن يتنحى المستشار بهاء أبوشقة، باعتباره رئيسًا للجنتى القيم والتشريعية بمجلس النواب، فى أمر البت فى عضوية «فؤاد»، إذا ما عرض قرار فصله من الحزب، وتغيير صفته الحزبية على لجنة القيم أو اللجنة التشريعية.
وأيد النائب فؤاد بدراوى، عضو الهيئة العليا للوفد، قرارات المستشار بهاءالدين أبوشقة، رئيس الحزب، معتبرًا أن «فؤاد» ارتكب مخالفات كثيرة، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يجلس الجميع على طاولة المفاوضات من أجل احتواء الأزمة.
وقال «بدراوى» لـ«الدستور» إن باب الحزب مفتوح أمام كل مبادرات حل الأزمة دون المساس بقواعد الحزب الأساسية التى تنص عليها اللائحة الداخلية.
من جهته، قال المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا للحزب، إن سبب تفاهم الأزمة هو التراشق بالتصريحات عبر وسائل الإعلام، وصدور قرارات سريعة من الطرفين بشأنها، مؤكدًا أن القضية كان من الممكن أن تتم معالجتها داخل جدران «بيت الأمة» وإحداث تقارب دون أن تصل إلى مفترق الطرق.
وأكد «قورة» أن قيادات الحزب تسعى إلى تفعيل كل مبادرات احتواء الأزمة لعدم شق صف الوفديين وحدوث تناحر داخل الحزب، خصوصًا بعد تقدم عدد من الأعضاء باستقالاتهم، لافتًا إلى أنه من الصعب أن يستمر هذا الصراع مع اقتراب الاحتفال بمرور ١٠٠ عام على تأسيس الحزب.
إلى هذا، دافع شريف بهجت، عضو الهيئة العليا للحزب، عن النائب محمد فؤاد، مؤكدًا أن قرار الفصل «مخالف للائحة»، لأنه تم دون تحقيق، كما جاء القرار منفردًا من رئيس الحزب، فيما تشترط اللائحة لفصل أى عضو هيئة عليا أو هيئة برلمانية أن تشكل لجنة للتحقيق معه، فيما يخضع باقى الأعضاء للتحقيق أمام لجنة النظام فى حال وجود مخالفات.
وأوضح «بهجت» أن الهيئة العليا كانت قد فوّضت رئيس الحزب السابق «الدكتور السيد البدوى»، بالحق فى فصل الأعضاء فى حالة الضرورة القصوى دون الرجوع لها، مؤكدًا أن هذا القرار جاء لشخص «البدوى» ولا ينسحب على أى رئيس آخر، مشددًا على أن الهيئة العليا هى أعلى سلطات الحزب ولا تملك حق فصل أى عضو دون تحقيق.
وأكد أن الادعاء بأن النائب محمد فؤاد، تقدم بقانون الأحوال الشخصية دون أخذ موافقة الحزب «غير صحيح»، لأن بيت الخبرة البرلمانى بالحزب نظم عدة جلسات استماع على مدار عام ونصف العام وهو ما يعنى أنه ليس سبب الخلاف وأن هناك أسبابًا أخرى.
ودعا «بهجت»، المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، للتراجع عن قراره، قائلًا: «مثلما بدأ عهده بعودة الطيور المهاجرة يجب أن يستكمل فترة ولايته بنفس هذا النهج والعمل على جمع شمل الوفديين».
وفى سياق متصل، وجّه الدكتور هانى سرى الدين، سكرتير عام حزب الوفد، كلمة إلى جموع الوفديين، أكد فيها قدرة قيادات الحزب على تجاوز الأزمة بإخلاص النوايا وإعلاء مصلحته، مؤكدًا أن الاختلاف فى المواقف تجاه قضايا الحزب والوطن «أمر طبيعى»، مضيفًا: «الوفد بتاريخه ومبادئه يتسع لجميع المصريين ومن باب أولى جميع الوفدين».
وأوضح «سرى الدين» أنه سعى مع رموز وقيادات الوفد فى منع تفاقم الأزمة للحفاظ على وحدة وتماسك الحزب، رافضًا دعوات البعض للإقصاء أو التطهير.
وأكد أن الأزمة الحالية ستكون لها تداعيات مختلفة على الحزب، ولا شك أنها ستلقى بآثارها وتبعاتها على مستقبل الحزب، مضيفًا: «من هذا المنطلق سعيتُ مع رموز وقيادات الوفد للحيلولة دون تفاقم الأزمة، وإيقاف تداعياتها السريعة، للحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه، باعتباره ملكًا لكل الوفديين».
وأشار «سرى الدين» إلى أنه سيواصل جهوده للم شمل جميع أبناء الوفد دون تفرقة أو تمييز، لافتًا إلى أنه سيتجاوز هذه الأزمة سريعًا، مؤكدًا أنه يثق فى قدرة المستشار بهاء أبوشقة، بصفته أحد حكماء ورموز الوفد، قبل أن يكون رئيس الوفد، على قيادة السفينة بهدوء وعقلانية إلى بر الأمان.