رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تشهد احتفالات الأقباط بصوم العذراء على جبل درنكة

صورة ارشفية
صورة ارشفية

- «زفة» يومية يتقدمها راكبو الخيول.. والأنبا يؤانس يترأس الصلوات

واصل الأقباط احتفالاتهم بصوم العذراء مريم على دير جبل «درنكة» بمحافظة أسيوط، حيث يتردد الآلاف يوميًا على دير السيدة مريم وكنيسة ومزار سيدة الانتقال بالدير، للاحتفال وتقديم القرابين والنذور.
وأدى المحتفلون طقوس السير صعودًا قرابة الكيلو ونصف الكيلو متر إلى أعلى الدير، حيث توجد الكنيسة الأثرية مقر الاحتفالات بمولد العذراء.
وافترش المحتفلون جنبات الممرات والطرقات والشوارع الرئيسية ابتداء من بوابات الدير، وصولًا إلى أعلاه، فيما يصطف الآلاف للمشاركة بصفة يومية فى «الدورة» أو زفة الأيقونة، وأداء الصلوات والتسابيح بالإضافة إلى ترديد الترانيم والأغانى الدينية، والتسابيح من كورال الدير.
«أم رومانى»، سيدة قبطية تحرص على الحضور كل عام، تفترش طريق الصعود بصحبة أطفالها الصغار الذين يلهون بالحلوى، تقول: «أحضر إلى الدير كل عام وأشارك منذ بداية الاحتفالات، وحتى يوم الختام»، مضيفة: «يستمتع أحفادى بالجلوس داخل الدير، ويلهون طوال الوقت ويشاركون فى الدورة والصلوات».
ورأت أن التشديدات الأمنية داخل وخارج الدير أضعفت من طابع الاحتفالات، خاصة بعد أن نقل الباعة وأصحاب الملاهى الخاصة بالأطفال إلى منطقة بعيدة عن الدير.
وفى أعلى الدير وعلى مسافة أمتار من المغارة التى احتمت بداخلها العائلة المقدسة خلال فترة وجودها بدير درنكة بأسيوط، تقع المقبرة التى وضع بداخلها جثمان الأنبا ميخائيل عميد الأساقفة الأرثوذكس، وشيخ المطارنة، ومطران أسيوط المتنيح.
وأمام المقبرة، يصطف المئات من رواد الدير للتبرك والدعاء وتلاوة بعض آيات الكتاب المقدس، وطلب الغفران وسط تساقط الدموع، فيما يقوم البعض الآخر بالتبرك بالمقتنيات الأثرية التى تم وضعها فى دولاب زجاجى للعرض على زوار الدير.
وفى ساحة المغارة الأثرية، يجلس الزوار ليستمتعوا بالروحانيات الدينية، بينما يجلس آخرون فى ساحة الدير للاستماع إلى الترانيم والأغانى الدينية من الكورال الخاص بالدير، كما يحرص زوار الدير على إشعال الشموع أسفل أيقونة السيدة العذراء والسيد المسيح تبركًا بها.
وأمام أيقونة العذراء، وقف الزوار ليشعلوا الشموع ويهمهمون بآلامهم وأوجاعهم ويطلبون أمانيهم آملين فى تحقيقها وسط لحظات من السكون والتأملات الروحانية.
وفى محيط دير السيدة العذراء بجبل درنكة، شددت الأجهزة الأمنية من إجراءات تأمين الاحتفالات حيث وضعت مديرية أمن أسيوط بوابات إلكترونية على مداخل ومخارج الدير وعلى الطرق المؤدية إليه، للكشف عن الأسلحة والمعادن بالإضافة إلى التفتيش الذاتى للمترددين على الدير.
كما فرضت الأجهزة كردونًا أمنيًا فى محيط الدير، وتم منع دخول السيارات على مسافة تبعد حوالى ٢ كيلو متر من محيط الدير إلا المصرح لها من قبل الدير، كما تم منع إقامة الخيام القماش بالأرض أمام الدير أو فى الأماكن الملحقة بالدير واقتصار إقامة الاحتفالات الطقسية على دير العذراء. إدارة مرور أسيوط، من جهتها أيضًا، أجرت عدة تحويلات مرورية على طريق أسيوط الغنايم الغربى، وذلك لتيسير عملية سير سيارات الزائرين المشاركين فى الاحتفالات صيام العذراء بجبل درنكة ولمنع الازدحام والتكدس المرورى.
العاملون بالدير، أيضًا وفروا ما يقرب من ٣٠ سيارة ما بين أتوبيس وميكروباص لنقل المواطنين من كبار السن والمرضى والأطفال من أسفل الدير إلى أعلاه تسهيلًا وتيسيرًا عليهم ودون أجر مالى.
الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، وجه تعليمات مشددة لفرق الكشافة التابعة للدير بضرورة اليقظة والتعامل الجيد مع الزائرين، وتوفير سبل الراحة لهم وتقديم سبل الدعم اللازم.
وعلى صعيد الطقوس الدينية، ترأس الأنبا يؤانس، مطران أسيوط وتوابعها قداس الصلاة بصفة يومية ومن خلفه الآباء والشمامسة، ثم تلاوة التسابيح والترانيم الدينية.
وفى تمام السادسة مساء تخرج «الدورة» أو زفة الأيقونة بقيادة الأنبا يؤانس ومن خلفه الآباء والشمامسة حاملين الصليب، وصورًا للسيدة مريم العذراء، والسيد المسيح، ويطوفون الدير من الداخل ومن خلفهم زوار الدير.
ويتقدم الدورة راكبو الخيول وسط زغاريد الأهالى حيث تمر الدورة بالقرية لتستغرق رحلتها ساعتين ونصف الساعة تقريبًا حتى تعود مرة أخرى إلى مقر الدير.
عثمان الحسينى، مدير عام الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بأسيوط، قال إنه تم تشكيل لجان وغرفة عمليات لمتابعة الاحتفالات والتنسيق مع الجهات المختلفة بالإضافة إلى توزيع هدايا وشنط سياحية على زوار الدير خلال الاحتفالات لتعريف الزوار بالأماكن الأثرية داخل المحافظة والتى تمثل حضارات مختلفة.
مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، أضاف أن مولد السيدة العذراء بجبل درنكة يعد من أهم الموالد التى يتم الاحتفال بها فى أسيوط، وتشهد إقبالًا كثيفًا من الزائرين، سواء مصريين أو أجانب بمختلف أطيافهم مسلمين ومسيحيين يتجاوز عددهم المليون و٢٠٠ ألف زائر على مدار الأسبوعين وذلك للتعرف على المكان الذى لجأت إليه العائلة المقدسة، ومنه انطلقت رحلة العودة إلى فلسطين. وفى مدخل الدير، وأسفل الكنيسة تستقر المغارة الأثرية التى مازالت محاطة بالأيقونات المقدسة والقائمة على الجدران القديمة حيث يحرص الآلاف على زيارتها فى كل عيد حيث تتكون من عدة غرف، ومن المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد قضت بها بضع ساعات أو أيام أثناء عودتها إلى فلسطين.
وتحتوى كنيسة المغارة على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة بفلسطين وحجر من مدينة أورشليم القديمة وصورة من مخطوط قديم يروى تفاصيل رحلة العائلة المقدسة.
ودشن القائمون على الدير أول بانوراما كاملة عن المحطات والأماكن التى مكثت بها العائلة المقدسة بمصر، حيث تصور ٢٢ مكانًا زارتها العائلة المقدسة، ويستطيع الزائر أن يرى كل محطات وأماكن مرور العائلة المقدسة من خلال غرفة على شكل ساعة، وذلك داخل البانوراما.
ويضم دير العذراء سيدة الانتقال جزءًا حجريًا من بقايا مرسى المراكب الذى كان يستخدم فى وقت الفيضانات، وهو المكان الذى من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته فى طريق عودتها إلى فلسطين، عن طريق أحد المراكب المستخدمة فى هذه المنطقة.