رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تحديد شهر لتقنينها.. القصة الكاملة للأديرة غير المعترف بها

جريدة الدستور

"كل من لا يقبل هذه الدعوة بتقنين أوضاع الأديرة، ويعلن العصيان على الكنيسة يكون له نية أخرى لا علاقة لها بالرهبنة بل لأغراض شخصية منحرفة عن الطريق السليم، وسيحكم على نفسه بالتجريد من الرهبنة والكهنوت" حملت السطور السابقة قرارا اللجنه الرهبانية لشئون الاديرة والرهبان، والذي يحمل في طايتها قرارات حاسمة بشأن الأديرة غير المعترف بها من قبيل البطريركية، تمهيدًا لتوقيع عقوبات كنسية على من يخالف تلك عقب مرور شهر.

وحملت تحذيرات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإعطاء مهلة شهرا للأديرة غير المعترف بها كنسيًا، لتقنين أوضاعها، وذلك بالخضوع لإشراف البطريركية عليها روحيًا ورهبانيًا وإداريًا وماليًا فى هدوء وسلام.

وأصدرت اللجنة الرهبنية بيان قالت من خلاله، أنه سيتم البدء فى تعمير هذه الاديرة رهبانيًا وروحيًا بطريقة صحيحة بحسب قوانين الرهبنة المعمول بها فى الأديرة العامرة ثم بعد ذلك الاعتراف بها كأديرة.

ولفتت أن الخطوات اللازمة لتصحيح الأوضاع هى تسجيل الأرض باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس والخضوع لمن يرسله قداسة البابا للإشراف الروحى والمالى والإدارى على المكان غير المعترف به، والرجوع إلى شروط لائحة الرهبنة فى تعمير دير جديد.

أديرة حذرت الكنيسة الأقباط من زيارتها

قامت بطريركية الإسكندرية العام الماضي بإصدار بيانًا تحذر فية من الاديرة غير المعترف بها والتي نشـأت بعيدًا عن الكنيسة الارثوذكسية، ومن غير اشراف كنسي، ومنها دير الأنبا كاراس بوادي النطرون، ودير عمانوئيل وادي النطرون، ودير ماريوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، ودير الزيتونة بطريق العبور، السيدة العذراء مريم والأنبا كاراس السائح الذي انشائه الراهب يعقوب المقاري، ودير الأنبا متاؤس الفاخوري بوادي النطرون".

أديرة تسبب في أزمات
وكان من أبرز الاديرة غير المعترف بها والتي تسببت في مشاكل مع الدولة دير وادي الريان، الذي تبرات منه الكنيسة، وتبرأ البابا تواضروس الثاني من رهبانه قائلًا" صبرت عليهم لأقصي درجة" ثم عادت الكنيسة الأرثوذكسية، ووقننت أوضاعه تمهيدًا للاعتراف به كنسيًا، وذلك بعد خضوع رهبان الدير للبابا تواضروس، كذلك حذر المجمع المقدس في عام 2014 من التعامل مع الأماكن غير المقننة، وليست تحت إشراف واعتراف الكنيسة ويوصي المجمع بعمل توعية شعبية شاملة عن هذه الأماكن، وتشكيل لجنة لدراسة أوضاعها.

قصة الراهب اغابيوس الفاخوري
في عام 2014 أوصى المجمع المقدس في جلسته الختامية تجريد الراهب "أغابيوس الفاخورى" والثابت بقيد الميلاد "قديس رؤوف غالي"، من رتبة الرهبنة ولم تتم رهبنته بأى دير من الأديرة القبطية، ولا يحمل أى صفة كهنوتية ونحذر من التعامل معه في المنطقة التي يقطن بها بالطريق الصحراوي "القاهرة-الإسكندرية".

تحذير الكنيسة الأرثوذكسية "يعقوب المقاري" لم يكن وليد اللحظة واليوم حيث أنه بالفعل تم تجريده من رهبنته عام 2015، وذلك لجمع تبرعات لبناء دير الأنبا كاراس بوادي النطرون بدون موافقة المجمع المقدس بالكنيسة.

وشرع الراهب يعقوب منفردًا في تأسيس دير بوادي النطرون، باسم السيدة العذراء، والقديس الأنبا كاراس، الذي سكن بصحراء وادي النطرون في القرن الرابع، رغبة منه في إحياء ذكرى هذا القديس، وقام بجمع عدد من التبرعات من بعض الأقباط حتى استطاع بناء أجزاء كبيرة من الدير.

أوضح الأنبا سرابيون مطران لوس أنجيلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي، موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الأديرة المعترف بها والأديرة غير المعترف بها والتى أسسها بعض الرهبان، مشيرًا إلى أن هناك مشكلة لها أكثر من جانب، والجانب الأول هو الواقع الموجود وبدأت الكنيسة تخضع لهذا الواقع.

وأشار مطران لوس أنجيلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواى، إلى أن فكرة الأديرة غير المعترف بها بدأت من راهب قام ببناء دير، وأعترضت عليه الكنيسة، وفيما بعد رأت الدير تم بنائه فبدأت بتقنينه، دون معاقبة الشخص وأظهار الخطأ، بل وأعطاء الشخص الذى قام بالبناء الخاطئ مسئولية الدير، مؤكدًا أن الأخطاء الكبيرة دائمًا تأتى من التساهل فى خطأ صغير.