رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاطفال في العيد ما بين تعليم المهنة ومشاهدة ذبح الأضاحي

جريدة الدستور

وسط استعداد الأطفال لطقوس العيد والاحتفال بالملابس الجديدة وحصولهم على العيدية، هناك أطفال تجدهم متجاهلين تلك الطقوس في أول يوم، ليصطحبوا أباءهم في عملهم بذبح الأضاحي.

فيحرص الجزارون على اقتياد أبنائهم معهم لمساعدتهم في أعمال الذبح ولتقوية قلوبهم، حتى يمتهنوا مهنتهم عند الكبر دون خوف، يأتي ذلك وسط فرحة الأطفال بالمشهد الذي لم يتكرر إلا مرة كل عام.

ففي جزارة عباد الرحمن بمنطقة عين شمس، تجد أحمد ومحمود ويوسف ذوي الفئة العمرية من سبع لعشر سنوات، يقفون مع والدهم وعمهم وسط الشارع أثناء ذبح الأضاحي.

وحرص كل منهم على ارتداء حذاء جلد طويل يصل للركبة حتى يتمكنوا من السير على الأرض وسط الدماء دون تلطيخ ملابسهم، يقفون ومعهم خراطيم من المياه لإزالة دماء الضحية المتناثرة على الأرض.

وقال محمد سليمان إنه يحرص على اقتياد أبنائه معه كل عام، ليقوي قلبهم، ويطالبهم بالوقوف ومراقبة كل شيء دون مساس شيء، فهم لا يقدرون على حمل الأضحية أو ذبحها بحكم سنهم الصغيرة.

وأكد "سليمان" في تصريح لـ"الدستور" أن مشاهدة أبنائه لذبح الأضحية تعد أحد التقاليد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، فهم اعتادوا على مشاهدة الذبح لأنهم متعايشون مع هذا الوضع بصورة شبه روتينية.

وفي ذات السياق، تجد الإقبال على الحدائق ضعيفًا للغاية، فتنشغل كل أسرة بالأضحية التي تقوم بها، فتجد الأطفال يلعبون ويهللون بالشارع حتى يأتي دور أضحيتهم ليشاهدوا ذبحها وفقًا للسنة.

فتجد غالبية الأطفال يغمون أعينهم فور وضح السكين على رقبة الأضحية، وسرعان ما يهرولون على الأضحية ليلعبوا بالدماء وطبع الكف على الحائط.

ومن ناحية أخرى، نهت نرمين الكومي، استشاري علم النفس، عن رؤية الطفل لمراسم ذبح الأضحية قبل أن يتم عامه العاشر، فهناك الكثير من الأطفال يمتنعون عن تناول اللحوم لمجرد رؤيتهم الذبح والخوف من رؤية الدم، حيث تصيب بعض الأطفال رغبة في القيء إذا شاهدوا الدم، فضلا عن الإصابة بكوابيس تدور حول الذبح والقتل.

وأشارت "الكومي" لـ"الدستور" إلى أن بعض الأطفال يصابون بـ"الفزع الليلي"، وهو ناتج عن قلق شديد لا يستطيع الطفل التعبير عنه، وهو مستيقظ فيعبر عنه في الحلم، ما يجعل الكوابيس تطارده وتمنعه من النوم.

وشددت على ضرورة تهيئة الطفل الذي يتخطى عمره العاشرة نفسيًا لما سوف يحدث حتى يتأقلم مع الوضع، مع عدم إجباره على رؤية مشاهد الذبح والدماء في حالة خوفه.