رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار الشفاء الذاتي

جريدة الدستور

نظام الشفاء الذاتي هو المسئول عن صيانة الصحة لحظة بلحظة، وهناك فرق بين كلمة العلاج والشفاء، فالشفاء يأتي من الداخل أما العلاج فيكون من الخارج، ومن فضل الله علينا أن أجسامنا مجهزة لعمليات الشفاء بشكل دائم فالطبقات الخارجية للجلد تتجدد باستمرار كما أن البطانة الكاملة للأمعاء تنتهي ثم تتجدد كل يوم أما الكبد فيستطيع تجديد الأنسجة التالفة حتى لو استأصل 80% منه فالجزء المتبقي يستطيع تعويض ما يفقده العضو خلال ساعات طالما كانت الأنسجة في حالة طبيعية ولكن هناك أعضاء لا تستطيع بناء نفسها مثل عضلة القلب والخلايا العصبية للمخ.

إذا كان الجسد يجيد عملية الشفاء فلماذا نصاب بالمرض؟ وإذا كان نظام الشفاء موجود دائمًا فما هي الأشياء التي تعوق نظام الشفاء وتجعله غير قادر على استعادة التوزان المفقود فيظهر المرض؟ يوضح د. "أندرو ويل" في كتابه "الشفاء الذاتي" أن هناك مجموعة من العوامل التي تعوق نظام الشفاء وهي كما يلي:

1. نقص الطاقة: العلاج الذاتي يتطلب طاقة والطاقة مستمدة عن طريق التمثيل الغذائي، الأشخاص الذين يعانون من نقص أو سوء التغذية ليسوا مؤهلين للشفاء الذاتي كما أن الإجهاد الزائد، العمل الزائد، عدم الراحة وقلة النوم كلها أسباب تؤدي إلى نقص الطاقة.
2. ضعف الدورة الدموية: حيث يعتمد نظام الشفاء على الدورة الدموية التي تجلب الطاقة والمواد الغذائية إلى المناطق المصابة ولذا يجب الحفاظ على سلامة الجهاز الدوري من خلال اتباع نظام غذائي صحي والقيام بتمارين رياضية.
3. ضيق التنفس: يقلل من كفاءة نظام الشفاء من خلال تأثيره على عملية التمثيل الغذائي.
4. فشل أنظمة الدفاع (جهاز المناعة): من الأشياء التي تضعف جهاز المناعة الالتهابات المستمرة، السموم، الأمراض الناجمة عن مواد كيماوية أو تلوث.
5. تقدم العمر: مع مضي العمر تقل قدرة أجهزة الشفاء الذاتي، فالأطفال يشفون بعد إجراء عمليات جراحية لهم بشكل أسرع من كبار السن.
6. العقل: قد يحفز أو ينشط عملية الشفاء الذاتي أو يثبطها، إذا كنت لا تؤمن بأن الشفاء الذاتي يمكن أن يحدث فسوف تكون فرصتك لتحقيقه ضعيفة.
7. كثرة تناول النشويات والدهون والسكريات.
8. نقص أو زيادة البروتين: ينتج عن نقص البروتين وقف النمو والإضرار بقدرة الشفاء والعكس فالإفراط في استهلاك البروتين يقلل من قدرة الشفاء فعندما تأكل بروتينات أكثر من احتياجاتك فإن الجسم يأخذ احتياجاته للعمل على صيانة الأجهزة والفائض يستخدم كمصدر للطاقة ونظرًا لأن البروتين يحتوي على نيتروجين، وخلال عملية التمثيل الغذائي يتحول إلى فضلات نيتروجين عالية السمية ويقع العبء الأكبر على الكبد للتعامل معها والكلى أيضًا، هذا يعني أن الإفراط في تناول البروتين يرهق الكبد والكلى مما يحد من قدرة نظام الشفاء.
9. كثرة التعرض للموجات الكهرومغناطيسية: يوجد في المنزل عدد من الأدوات التي تشكل أخطارًا إلكترومغناطيسية قد تعوق عملية الشفاء مثل البطانيات الكهربائية حيث أنها تولد مجالات كهربائية كبيرة، فإذا كنت تستخدم بطانية كهربائية فتوقف عن ذلك تمامًا.
10. تعتبر إشعاعات المنبه الكهربية خطيرة للسبب نفسه، لا تضع المنبه بالقرب من رأسك أثناء النوم.
11. من يعملون في مجال الحاسب الآلي معرضون بشكل أكبر للأشعة الكهرومغناطيسية لذا يجب أن تشتري واقيًا لمنع الإشعاع لشاشة الكومبيوتر ونظارة شمسية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية إذا لم تكن لديك نظارة.

12. الحزن والاكتئاب: يوقفان عمل جهاز المناعة ويعطيان خلايا الأورام الخبيثة الفرصة للنمو والتحول إلى أورام ملموسة، لذا نصح أحد الحكماء أتباعه قائلًا "كونوا دائمًا مسرورين بغض النظر عن حالتكم الحقيقية، فإن السعادة يمكن أن تهب شخصًا الحياة".

ولنظام غذائي شفائي يجب مراعاة ما يلي:

• حاول أن تأكل سعرات حرارية قليلة عن طريق استبعاد الأطعمة عالية الدهن وتعديل وصفات الأطعمة المحببة لك لتكون أقل في محتواها الدهني.
• استخدم زيت الزيتون بدلًا من زيت النخيل والزبد الصناعي والسمن النباتي قدر المستطاع.
• أكثر من تناول الخضراوات والفاكهة والحبوب لأنها تحتوى على الألياف التي تعزز نظام الشفاء، الأشخاص الذين يتناولون أليافًا أقل لديهم معدلات أعلى لسرطان القولون والعكس صحيح.
• لتأكل بروتينًا قليلًا من كل الأنواع.
• حاول أن تستبدل البروتين الحيواني بالأسماك خاصة الأسماك الزيتية كالسلمون والسردين التي تحتوي على أوميجا 3 ومنتجات بذر الكتان والفول الصويا.
• حاول أن تمشي عشر دقائق في اليوم بشكل منتظم ثم قم بزيادة وقت المشي بشكل تدريجي ويمكنك إضافة بعض التمرينات الرياضية الصباحية.
• مارس مراقبة التنفس لمدة خمس دقائق كل يوم.
• ابدأ بتناول المزيد من الثوم بأي طريقة تناسبك، فالثوم من أهم المقويات الطبيعية ضد الإصابة بأمراض القلب والأوعية بالإضافة إلى كونه مطهرًا ومضادًا حيويًا كما يقوي جهاز المناعة، ويعد الثوم واحدًا من أفضل المقويات العامة لجهاز الشفاء في الجسم.
• تناول الزنجبيل فهو يقوي بطانة الجهاز العلوي من الجهاز الهضمي بطريقة تحميها من القرحة، وله فاعليته في مقاومة السرطان حيث يعرقل قدرة بعض مسببات السرطان في تغيير خلايا الحامض النووي وهو مفيد لجهاز الشفاء وتقوية المناعة، لكن يفضل عدم تناوله على معدة خاوية حتي لا يسبب حموضة.
• اشتر بعض الزهور واحتفظ بها في منزلك لأنها تدخل البهجة والسرور على النفس.
• زر أحد متاحف الفنون لتستمتع بعمل فني أو نحت قطعة معمارية تجد فيها الإلهام والجمال.
• استمع إلى موسيقى هادئة.
• فكر في خدمة تقدمها لأحد كمساعدة معاق أو مقعد أو التطوع للعمل عدة ساعات في مستشفي أو منظمة خيرية.
• فكر في الناس الذين آذوك أو أغضبوك، وحاول أن تفهم دوافعهم وأن تسامحهم ولو حتى شخص واحد.
• تغيير نمط الحياة فعال لعلاج عديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والبول السكري وشرايين القلب المزمنة والشرط الوحيد هو أن يكون لدى المريض الدافع والرغبة في الشفاء.