رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملامح عثمان عبدالباسط.. ملك الكوميديا

على الكسار
على الكسار

اسمه الحقيقى على خليل سالم، استخدم اسم الكسّار الذى ينتمى للقب عائلة والدته ليصبح «على الكسار»، أشهر نوبى بالأداء التمثيلى وليس بالأصل والجذور، فكثيرًا ما يتوقع أبناء الأجيال الجديدة ‏عند مشاهدتهم أحد أفلامه مصادفة أن الرجل سودانى أو نوبى، وذلك لإتقانه اللهجة النوبية.‏
لُقِّب على الكسار بـ«عثمان عبدالباسط»، تلك الشخصية التى ابتدعها لمنافسة شخصية «كشكش بيه» الخاصة بنجيب الريحانى، بعد أن قضى سنوات فى العمل مع الطباخين النوبيين فى قصور ‏أولاد الذوات، هؤلاء الذين تعد بشرتهم السمراء نوعًا من الوجاهة الاجتماعية لأرباب عملهم فى تلك الحقبة.‏
يقول الريحانى فى مذكراته: «بدأ صيت الفنان الشاب على الكسار ينتشر عندما عينته مدام مارسيل فى كازينو (دى بارى)، فعندما هدى التوفيق مدام مارسيل إلى الأستاذ على الكسار، بدأ كازينو ‏‏(دى بارى)، يحتل مكانًا مهمًا فى شارع عماد الدين، كما بدأ نجم الأستاذ الكسار يتلألأ فى ذلك الحين إلى جانب نجمى، فقد أوجدت الظروف منافسًا قويًا لفرقتنا الناجحة».‏
وعندما سطع نجم الكسار كتب الريحانى: «فكرت كثيرًا فى طريقة لإصلاح الفرقة، ورأيت أن كازينو (دى بارى) المجاور لنا الذى تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ على الكسار، قد احتكر ‏إقبال الجمهور، فما العمل إذن؟».‏
بالفعل نجح الكسار فى استثمار تأثير هذه الشخصية التى قدمها من قبل على المسرح واستمر فى تقديمها فى السينما من خلال تعاونه مع المخرج توجو مزراحى وألكسندر فاركاش فى فيلم «بواب ‏العمارة» ١٩٣٥، الذى استمر فى إخراج أفلام الكسار الذى يحمل فيها اسم عثمان عبدالباسط لفترة زمنية طويلة، شملت عدة أفلام ناجحة مثل «خفير الدرك» ١٩٣٦ و«١٠٠ ألف جنيه» فى نفس ‏العام، وفى ١٩٣٧ كان فيلم بعنوان «الساعة السابعة».‏
لم يغيِّر الكسار لقب عثمان عبدالباسط إلا فى فيلم «على بابا والأربعين حرامى» عام ١٩٤٢ للمخرج نفسه، ومن ثم عاد إليه من خلال فيلم «نور الدين والبحارة الثلاثة» فى عام ١٩٤٤.‏
سئم الجمهور شخصية «عثمان» التى نالت نجاحًا لسنوات طويلة، فاضطر إلى القبول بالأدوار الثانوية حد التهميش، وذلك لانصرافهم إلى مشاهدة إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو، إلى أن وصل به ‏الحال لأداء أدوار الكومبارس كما فعل فى دور «العبد نور» واستخدم البشرة السمراء التى تعبر عن تضادها مع اسمه فى الكوميديا وذلك فى فيلم «أمير الانتقام» بطولة أنور وجدى وإخراج هنرى ‏بركات عام ١٩٥١.‏
وقعت مارى منيب فى حب على الكسار، وتركت الفرقة المسرحية بسبب غيرتها من زكية إبراهيم، التى لعبت دور حماة عثمان فى عدة أفلام أشهرها «سلفنى ٣ جنيه» عام ١٩٣٩.‏
يقول ماجد الكسار عن والده إن شخصيته الحقيقية مختلفة تمامًا عن التمثيل، إذ كانت له شخصية مهيبة فى المنزل؛ له عينان يتطاير منهما الشر إذا غضب، الجميع يخشاه، لم يكن يتحدث كثيرًا، ‏وضحكته خفيفة، ولم يكن أحد يجرؤ أن يدخل عليه حجرة نومه إلا بعد أن يطرق الباب ويأذن له بالدخول.‏
ويضيف ابن الكسار: «كان يعيش حياة بسيطة، فكثيرًا ما كان يدخل المطبخ ليصنع الفتة باللحمة.. والعاشوراء»، كما أنه «لم يكن أسمر البشرة بل إنه يدهن وجهه بخلطة سمراء كى يبدو نوبيًا يجيد ‏اللهجة النوبية، فيُضحك عشاقه ومتابعيه».‏