رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملفات "حماس" في القاهرة إنهاء الانقسام.. إجراء الانتخابات.. ورفع العقوبات

جريدة الدستور


تحتضن مصر جولة جديدة من جولات المصالحة الفلسطينية، بين حركتى حماس وفتح، فى إطار رغبتها بتوحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية. ‏
وتعقد القيادات المصرية، الخميس، اجتماعًا مع وفد حركة حماس، الذى وصل إلى القاهرة، أمس، برئاسة صالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى للحركة، ويضم موسى أبومرزوق، ‏وحسام بدران، وعزت الرشق، وخليل الحية، وروحى مشتهى، وذلك من أجل مناقشة الملفات التى تعوق تنفيذ المصالحة، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة.‏
وذكرت مصادر أنه من المقرر أن تشهد الاجتماعات، بحث سبل إنهاء الخلافات الموجودة بين الحركتين، فيما يخص أزمة تمكين السلطة الفلسطينية بشكل كامل فى غزة، واستيعاب موظفى ‏حكومة حماس فى حكومة الوفاق الوطنى المقرر تشكيلها، على أن يتم فيما بعد بحث الملفات الكبرى التى تخص الملف الأمنى والمصالحة الاجتماعية، وإجراء انتخابات عامة ورئاسية.‏
وتمكنت مصر، بالتوافق مع حماس وفتح، من إنجاز أولى خطوات المصالحة بتسليم حركة حماس إدارة معابر القطاع بالكامل إلى السلطة الفلسطينية، وهو ما تم بتاريخ ١ نوفمبر العام الماضى، ‏فى مراسم رسمية برعاية مصرية. ‏
وكان من المنتظر أن تتم خطوتان تاليتان، هما تمكين شامل للحكومة فى القطاع، ومن ثم استيعاب ٢٠ ألفًا من موظفى حماس فى حكومة الوفاق، ولكن شهد الأمر عدة خلافات أدت إلى عدم إتمام ‏الأمر.‏
ومن المتوقع أن توجه مصر دعوات إلى بقية الفصائل الفلسطينية، فى الأيام القليلة المقبلة، من أجل استكمال مشاورات المصالحة.‏
وذكر طاهر النونو، عضو المكتب السياسى لحماس، أن الجولة الجديدة فى مباحثات المصالحة ستشهد التباحث حول العديد من الملفات والخطوات الفعلية، التى يجب اتخاذها من أجل إنهاء الانقسام، ‏مشيرًا إلى أنه سيتم عقد لقاءات ثنائية مع القيادة المصرية، وأنه ليس مطروحًا حتى الآن، عقد لقاءات مع وفد حركة فتح.‏
وأضاف، فى تصريحات، لـ«الدستور»، أن الحركة ستناقش إلى جانب العلاقات الثنائية مع مصر عدة محاور محددة، فيما يخص إنهاء الانقسام، أهمها ضرورة عقد جلسة توحيدية للمجلس ‏الوطنى، بحضور كل الفصائل الفلسطينية، ومن ثم تحديد موعد إجراء انتخابات عامة ورئاسية، إضافة إلى رفع كل الإجراءات العقابية التى وقعتها السلطة على القطاع المحاصر.‏
وقال نافذ عزام عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، إن مصر على تواصل دائم مع كل الفصائل الفلسطينية، فيما يخص المصالحة، وكذلك مستجدات الساحة الفلسطينية.‏
وأضاف عزام، لـ«الدستور»: «نقدر الجهود التى تبذلها مصر من أجل تحريك الأوضاع وتحقيق الوحدة الفلسطينية، وكذلك تخفيف الحصار عن القطاع»، مشيرًا إلى أن الحركة تثمن فتح القاهرة، ‏معبر رفح بشكل منتظم منذ أوائل شهر رمضان الماضى.‏
وأوضح أن مصر نفذت خططًا كثيرة، أدت لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وقضت بإدخال بضائع وسلع ومواد يحتاجها، فى ظل تشديد الحصار من جانب الاحتلال الإسرائيلى.‏
وتابع: «هناك لقاءات مستمرة على مستوى الفصائل، خاصةً وسط الحراك الجماهيرى السلمى فى مسيرات العودة الكبرى، ونتوقع أن تصبح الأمور أفضل على الصعيد الداخلى فى ظل الجهود ‏المصرية»، مؤكدًا أن مصر هى المكان الأمثل لعقد حوار بين الفصائل الفلسطينية، بغض النظر عن الخلافات الموجودة بينها.‏
وأكد عزام أن المساعى المصرية موجودة قبل مباحثات صفقة القرن، والقاهرة تقوم بدورها التاريخى تجاه كل ما هو صعب فى الساحة الفلسطينية، فدومًا ما تحمل على عاتقها حل الملفات ‏الصعبة، مشيرًا إلى أن المصالحة الفلسطينية أمر ملح وضرورى لمجابهة صفقة القرن، والتصدى لأى محاولات خارجية، من شأنها إضعاف فلسطين من الداخل.‏
من جانبه، قال عزام الأحمد المسئول عن ملف المفاوضات فى حركة فتح، إنه ليست هناك حاجة لمناقشات ومباحثات جديدة فيما يخص المصالحة، بينما الحاجة ملحة الآن إلى وجود خطوات فعلية ‏على الأرض لتمكين الحكومة، خاصةً فى ظل الجهود المصرية الضخمة التى تبذل من أجل إنهاء الانقسام، مؤكدًا التمسك بمصر كوسيط نزيه لإنهاء الانقسام وتوحيد الداخل الفلسطينى.‏
فى السياق ذاته، قال أسامة القواسمى عضو المجلس الثورى لحركة فتح، إن الجولة الحالية من المصالحة فى القاهرة، تشمل التباحث حول استئناف الجهود المصرية لإتمام المصالحة الداخلية، ‏إضافة إلى الشق السياسى وما يتعلق بصفقة القرن.‏
وأضاف القواسمى، لـ«الدستور»: «الجولة الحالية تهتم ببحث المصالحة الداخلية واستئناف الجهود المصرية لإتمامها، وكذلك تمكين الحكومة بشكل نهائى وكامل دون تدخل من الجهاد الإسلامى أو ‏حماس أو الجبهة الشعبية وغيرها، فنحن لا نريد حوارات أو مباحثات من جديد، ولكن نريد أن تتم خطوات فعلية لا يعيقها أى فصيل». وأكد القواسمى أن عزام الأحمد، مسئول ملف المصالحة ‏الفلسطينية فى الحركة، والموجود فى القاهرة، أبلغ القيادات المصرية بتوصيات اللجنة التى شكلها المجلس المركزى، وهى توصيات إيجابية تقوم على اتفاقيتى عام ٢٠١١ وأكتوبر ٢٠١٧، اللتين تم ‏توقيعهما فى مصر. ‏
وتابع: «لقاء عزام كان إيجابيًا مع الجانب المصرى، وتم خلاله الاتفاق على دعوة القاهرة لوفد من حماس، والتناقش حول القضايا العالقة فى المصالحة، ومن ثم إخبارنا بنتيجة المحادثات».‏
وأوضح أن الشق الثانى فى زيارة وفد فتح القاهرة، هو التباحث فيما يتعلق بصفقة القرن، لافتًا إلى الحركة استمعت إلى الموقف المصرى الرافض لها، الذى يتفق مع موقف القيادة الفلسطينية.‏