رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمليات القتل تبث الخوف في مخيمات اللاجئين الروهينجا ببنجلاديش

جريدة الدستور

قال مسئولون إن بنجلاديش تنشر آلافا من رجال الشرطة الإضافيين في مخيمات اللاجئين الروهينجا في جنوب البلاد بعد سلسلة من عمليات القتل، أغلبها غير مفسر، زرعت الخوف بين مئات الألوف الذين فروا من ميانمار المجاورة.

ومنذ أغسطس عندما أجبرت حملة عسكرية في ميانمار العديد من أقلية الروهينجا المسلمة على عبور الحدود إلى بنجلاديش وطلب المأوى في المخيمات المكدسة، قتل 19 شخصا بعضهم من القادة في مجتمعاتهم.

واعتقلت الشرطة أشخاصا فيما يتعلق ببعض عمليات القتل لكنها تقول إن الدوافع ظلت غير واضحة في أغلب الأحيان.

وأفزعت عمليات القتل، التي عادة ما ترتكب في المساء وتنفذها مجموعات من الرجال يحملون المسدسات والسكاكين والعصي، سكان المخيمات التي يحرسها جيش بنجلادش أثناء النهار وعدد محدود فحسب من رجال الشرطة أثناء الليل.

وقال ايه.كيه.أم إقبال حسين، قائد الشرطة في بلدة كوكس بازار الساحلية، التي تقع المخيمات في دائرة اختصاصه، إن قوة خاصة من نحو2400 رجل يجري تشكيلها لحراسة المخيمات.

وقال مسئول بارز آخر بالشرطة وهو أفروجول حق توتول إن أعداد أفراد الشرطة تزيد بالفعل.
وأضاف: "لدينا ألف شرطي الآن لمليون شخص، لذا بوسعك أن تتخيل كيف هو الوضع".

ولجأ أكثر من 700 ألف إلى كوكس بازار منذ شهر أغسطس وانضموا إلى آلاف كانوا يقيمون هناك بالفعل ليصبح أكبر مخيمات اللاجئين في العالم وأسرعها نموا.

ووقعت أحدث عملية قتل، التي راح ضحيتها عارف الله (35 عاما)، الشهر الماضي في شارع مزدحم خارج مخيم بالوخالي حيث عين زعيما لآلاف اللاجئين.

وقالت الشرطة إن رجالا طوقوه مساء يوم 18 يونيو وطعنوه 25 مرة على الأقل، وفي الصباح التالي خلفت الواقعة بقعة دم كبيرة تحلق حولها جمع من اللاجئين.

وقالت الشرطة إن ثلاثة من الروهينجا اعتقلوا بسبب قتل عارف الله الذي كان يتحدث الانجليزية ويعمل لدى وكالات أجنبية في ميانمار وكثيرا ما التقى وفودا أجنبية جاءت لزيارة المخيم.

وقالت زوجته، التي طلبت من رويترز عدم نشر اسمها أو المكان الذي أجرت فيه اللقاء لأنها تخشى من هجوم، إن عارف الله كان ينتقد جيش إنقاذ روهينجا أراكان وهي جماعة مسلحة أثارت هجماتها على مواقع أمنية في ميانمار في شهر أغسطس الحملة العسكرية.

وتقول الجماعة إنها تقاتل من أجل حقوق الروهينجا.

وقالت الشرطة إن التحقيقات في القتل مستمرة وإنها لم تجد صلات بالجماعة.

وأحال متحدث باسم الجماعة رويترز إلى بيان لها يوم 31 يناير أفاد بأن جماعات مسلحة أخرى هي المسئولة عن "الأنشطة" في مخيمات اللاجئين وتستغل اسمها لتشويه صورتها.

وأضافت الجماعة أنها لا تهاجم مدنيين ولن تنفذ أي عمليات قتل في المخيمات لأنها ممتنة لكرم بنجلاديش لإيواء اللاجئين.

وصدر البيان بعد جريمة قتل يوم 19 يناير راح ضحيتها يوسف وهو زعيم آخر بالمخيم يتحدث الانجليزية.

وقالت جميلة زوجة يوسف الجالسة على أرض طينية في مسكنها بالمخيم إن زوجها كان يشاهد مباراة لكرة القدم على هاتفه مع ابنيه عندما اقتحم نحو 12 رجلا مسكنهم في مخيم تاينجخالي وهم يحملون السكاكين والمسدسات وأطلقوا عليه النار مرتين.

وقالت إن الشرطة حثتها على رفع دعوى قضائية وتحديد أسماء المشتبه بهم لكنها رفضت خوفا من الانتقام ولأنها لا تريد ترك المأوى لساعات للذهاب للمحكمة قائلة "أخاف على أطفالي".
وأكدت الشرطة تفاصيل قتل يوسف وقال الضابط توتول إن التحقيقات تعطلت لأن اللاجئين يخشون تحديد المشتبه فيهم.

وقال إن معلومات المخابرات التي تلقتها الشرطة حتى الآن تشير إلى أن العديد من عمليات القتل ومنها قتل يوسف وعارف الله نتجت عن خلافات شخصية جاء بها اللاجئون من ميانمار.

وأضاف أن الشرطة اعتقلت نحو 300 من الروهينجا في قضايا تتعلق بالقتل والسرقة والخطف في المخيمات منذ شهر أغسطس.