رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات مأذون المشاهير: عن تعاسة رشدى أباظة ورومانسية نور الشريف.. وزواج الفنانين السرى

جريدة الدستور

عندما اختار الشيخ أحمد عبدالحكم الدويب قبل ٣٨ عامًا أن يكون مأذونا، لم يدر أنه سيكون جزءًا من حكايات الفنانين والسياسيين الذين شهد عقود زواجهم، وكان فى كثير من الأحيان وسيط الخير بينهم والمصلح، وكان أيضًا من يحرر عقود طلاقهم.. الكثير من الأسرار بمكتبه الصغير ببولاق الدكرور تنتقل إليك فى تلك السطور القادمة.
فى البداية يحكى الشيخ أحمد عبدالحكم علاقته بالمأذونية، موضحًا أنه خريج شريعة وقانون وقد ورث تلك المهنة عن أبيه الذى ورثها عن جده عن منطقة بولاق الدكرور، وقد نشأ فى بيئة شاهد فيها والده صاحب سلطة أدبية فى المنطقة ويعمل له الناس حسابا نظرا لمكانة المأذون بين الناس، خاصة أنه يتدخل كثيرًا فى الصلح بين العائلات والأزواج من أجل منع حدوث الطلاق حتى لو خسر خسارة مادية كونه يوقف إجراء الطلاق، وكان يهون ذلك شعوره بأنه عمل ما يمليه عليه ضميره وما يراه، وهو ما ورثه عنه مستشهدًا بعشرات المواقف التى قرر فيها إنهاء حالات طلاق كادت تتم لولا تدخله وإعادة المياه لمجاريها، وحالات فشل فيها مثلما حدث مع نور الشريف.

نور الشريف ونجلاء فتحى
يحكى الدويب ويعود بالزمن لعام ٢٠٠٦ عندما استدعاه الفنان نور الشريف بمنزله بالمهندسين وأخبره بأن يأتى بدفتر الطلاق، فعلم أن هناك مشكلة كبيرة بين الفنان وزوجته بوسى وذهب بالفعل، وعند الباب سلم عليه نور الشريف وعندما قبله همس له «أنا مش ناوى على طلاق» فطمأنه الدويب فى القبلة الثانية وهمس له «وأنا مجبتش دفتر الطلاق أصلا»، وهنا ابتسم نور الشريف، ثم جلس معه وبوسى وحاول حل الأزمة التى كانت بينهما وبالفعل تم حلها ولكنه فوجئ بعد أسبوع بمكالمة أخرى منه يخبره فيها باستحالة العشرة وبالفعل تم الطلاق، وكان نور الشريف حزينا صامتا مكتئبا أثناء إجراءات الطلاق، وبعد حوالى تسع سنوات كان القدر يجهز له مكالمة أخرى من نور الشريف يخبره فيها بأنه فى طريقه للعيش مرة أخرى مع بوسى، وبالفعل ذهب إليهما فى فيلتهما الجديدة بالشيخ زايد وكتب كتابهما مرة أخرى ولكن وسط حالة صحية صعبة للفنان الذى ظهرت عليه أعراض مرضه بشدة وتوفى بعدها بفترة قليلة وكأنه كان يريد تحقيق حلم قبل مماته.
ويحكى الدويب أنه من أحلى المرات التى عقد فيها القران كان قران الإعلامى والكاتب حمدى قنديل والفنانة نجلاء فتحى بعد قصة حب كانت محط إعجاب الوسط الفنى كله، وكانت الفنانة نجلاء فتحى متألقة كعادتها فى مظهرها، أما قنديل فكان ذا ابتسامة ومرحًا ولم يحضر أحد كتب الكتاب سوى المقربين بشدة منهما مثل أخيه عاصم قنديل الذى كتب كتابه بعدها على ناهد فريد شوقى بعد طلاقها من مدحت السباعى، ويومها قالت له نجلاء فتحى «انت هتخلينا نقعد نقول وراك برضه تبنا إلى الله وندمنا على ما فعلنا قبل ما نقول زوجتك نفسى» ثم وجهت رؤيتها لفريد شوقى قائلة ولا إيه يا ملك؟ فقال فريد شوقى «طبعا لازم نندم على ما فعلنا عشان هنتجوز وندخل على ذنوب جديدة» فانفجر الجميع فى الضحك.

الزواج السرى للمشاهير
عن الفرق بين زواج العامة وزواج المشاهير يقول الدويب إنه من خلال خبرته يرى أن المشاهير كثير منهم لا يهتم بالماديات وإن كثيرا من عقودهم لا تحتوى على مهور، عكس العامة الذين يهتمون جدًا بالأشياء المادية فى بنود الزواج لكى يضمنوا مستقبلهم لو حدث انفصال، ويحكى عن زواجات فسدت بسبب مشاكل القايمة والعفش والمنقولات، أما عن الزواج السرى للمشاهير فيقول الدويب إنه يعتبر نفسه أمين أسرار المشاهير، كونه الوحيد الذى يكون شريكًا فى جوازاتهم السرية التى تتم بين الطرفين والوكيل والشهود المقربين دون علم أحد من الأسرتين أو العامة، نظرًا لحساسية مواقفهم فى المجتمع وظهورهم واعتبارات أخرى، قائلا إنه لا يستطيع أن يفصح أكثر من ذلك، لأن ذلك أمانة.

أحمد نظيف وفاروق العقدة وسيد طنطاوى أبرز الشهود
عن الشهود المشاهير يقول الدويب إن كثيرًا منهم قام بدور الشاهد على الزواج مثل الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، الذى شهد على عقد زواج نجل اللواء حسن صدقى وكيل المخابرات العامة، والدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الشريف السابق، الذى شهد على عقد زواج نجل المستشار ماهر عبدالواحد، النائب العام، والدكتور حسين كامل بهاء الدين، وزير التعليم الأسبق، الذى شهد على عقد زواج نجل محمود شريف، محافظ القاهرة ووزير الإدارة المحلية الأسبق، على ابنة الدكتور عفت السادات، وهناك من المشاهير من يكون شاهدا لأكثر من عقد مثل المستشار فاروق سيف النصر، وزير العدل الأسبق، الذى كان شاهدا للكثير من مناسبات أصدقائه، وفى عقد قران حفيدته الذى عقدته كان أصدقاؤه يتسابقون ليكونوا الشهود، ويحكى الدويب موقفا طريفا حدث له مع الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى الأسبق، عندما كان حاضرا كشاهد على زواج أحد أقاربه ووقع على عقد الزواج بتوقيع اسمه بالشكل الذى يمضى به على الأموال، وهنا اعترضت على توقيعه وأخبرته بأنه يعتبر توقيعا غير صحيح لأن التوقيع يكون بالاسم الثلاثى، وهنا ضحك وقال يعنى بوقع على فلوس البلد كلها ومش عاجبك توقيعى، ثم انفجر الجميع فى الضحك ووقع التوقيع الثلاثى فى النهاية.

رشدى أباظة كأبنى ووحيد سيف فضحنى
يحكى الدويب عن رشدى أباظة أنه تزوج من ابنة عمه عام ١٩٨٠ بعد زيجات كثيرة لدنجوان السينما المصرية لم يوفق فيها، ويقول، وقتها شعرت به يعيش سعادة بالغة بهذه الخطوة بعدما لم يوفق فى زيجاته الفائتة، وكان الجميع يحسده كونه يتزوج كثيرا من الوسط وخارجه، ولكن لا أحد يعلم أنه لم يكن بتلك السعادة التى كان يتصورها البعض كونه كان يبحث عن الاستقرار وليس الانتقال من زيجة لأخرى مثل عسكرى الشطرنج والأمل الذى رأيته فى عينيه يومها أظنه انطفأ سريعا بعدما لم يكمل زواجه هذه المرة وحدث الطلاق وعاد مرة أخرى لرحلة البحث عن زوجة جديدة واستقرار جديد. وقصة أباظة على عكس قصة عمار الشريعى تماما، هكذا يكمل الدويب موضحا أنه كتب كتاب الموسيقار الراحل عمار الشريعى على الإعلامية ميرفت القفاص وظلا معًا سنوات طويلة على وفاق حتى وفاته، فكانت «جوازة مثالية»، والسبب فى نجاح الجوازة هو التفاهم، وربما هذا لم يجده الفنان وحيد سيف الذى فوجئت به بحالة عصبية عنيفة فى الشارع الذى يقع به مكتبى يبحث عنى لطلاق إحدى الفنانات التى ارتبط بها وكان يبدو أنه وصل معها لدرجة الانفجار التى جعلته بتلك العصبية التى جمعت حوله الجماهير وقد انتابتهم الصدمة، كونه ذلك الفنان الكوميدى الذى يضحكهم.