رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جلوبال تايمز: روسيا تسعى لخلق نموذج قوى للتعاون الاقتصادى مع مصر

المهندس طارق قابيل،
المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة،

أكدت صحيفة "جلوبال تايمز" أن العلاقات الاقتصادية المصرية - الروسية تشهد تطورًا سريعًا على مختلف المستويات حيث الروابط السياسية والاقتصادية بين البلدين لها أسس تاريخية وقوية، وتشهد العلاقات التجارية تقدمًا ملحوظًا، وبلغ حجم التجارة الثنائية في الربع الأول من عام 2018 1.33 مليار دولار، بزيادة قدرها 55 5 من 862 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وأضافت الصحيفة أن روسيا وضعت استراتيجية اقتصادية جديدة في إفريقيا من خلال إقامة علاقة اقتصادية قوية مع مصر بالإضافة إلى العلاقات العسكرية، وجاء ذلك عقب توقيع وزير التجارة والصناعة الروسي دينيس مانتوروف ونظيره المصري طارق قابيل اتفاقًا لتأسيس منطقة صناعية روسية خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المصرية-11 في موسكو لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الصناعية والزراعية والجمركية.

وسيكون إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر معلما تاريخيًا في سياق تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وفقًا لمانتوروف، كما سيعزز منتجات التكنولوجيا الفائقة الروسية في الأسواق الجديدة الضخمة في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

وقد سبق هذا الاتفاق صفقة رئيسية لبناء محطات للطاقة النووية، مما يعطي روسيا موطئ قدم قوي في القارة الإفريقية حيث تريد روسيا الوصول إلى الأسواق الإفريقية عبر مصر، وكذلك من خلال إنشاء مناطق صناعية في دول إفريقية أخرى حيث تخطط روسيا لإنشاء مناطق صناعية مماثلة في جميع أنحاء العالم، تغطي الأسواق الإقليمية الواعدة، من المرجح أن تكون أوروجواى هي الموقع التالي.

وتسعى روسيا إلى خلق نموذج قوي للتعاون الاقتصادي مع مصر لتشجيع دول إفريقية أخرى على بناء علاقات مماثلة معها، وتأمل روسيا أيضا في بناء تغييرات هيكلية يمكن أن تخفف من اعتمادها على عائدات النفط وتطوير صادراتها الصناعية.

وشهدت روسيا التجربة الصينية في إفريقيا والنجاحات العديدة التي حققتها الصين من خلال التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية، كما أن روسيا والصين عضوان فى مجموعة البريكس، الأمر الذي سيزيد من التعاون مع دول القارة السمراء.

وفي أبريل 2017، استضافت مصر ندوة منطقة التعاون الصينية-الإفريقية التي استغرقت يومين، والصين هي واحدة من أهم الشركاء في مجالات الصناعة والتجارة مع الدول الإفريقية، وشهدت مصر زيادة في الاستثمارات الصينية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاع المنسوجات، كما شهد التعاون الأوسع بين الصين والدول الإفريقية زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة.

وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول الإفريقية 170 مليار دولار في عام 2017، وتعمل 100 3 شركة صينية في مشاريع مهمة في عدد من البلدان الإفريقية، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية، هناك أيضا أحداث ثقافية ومشاريع تبادل كل عام.

وتعمل شركة تيدا الصينية، والتي تعد واحدة من أقدم وأكبر شركات تطوير منطقة السويس الاقتصادية والتعاونية، على إنشاء منطقة صناعية جديدة تبلغ مساحتها 7.23 كيلومتر مربع، وقد بدأت بعض المصانع في المنطقة الجديدة بالفعل في الإنتاج وبدأ البعض الآخر في البدء.

وستحتاج المنطقة الصناعية الروسية إلى 13 سنة قبل أن تبدأ العمل، وهو ما يعني أن استثمارات الصين ستتمتع بالسوق دون منافسة روسية كبيرة لفترة طويلة، كذلك فإن وجود الصناعات الروسية في منطقة قناة السويس سيعزز الإنتاج الصناعي وعدد المشترين، الأمر الذي سيفيد المصانع الصينية، كما سيساعد على تطوير العلاقات والتعاون بين الصين وروسيا.

وتعد رغبة روسيا في إنشاء منطقة صناعية في مصر خير دليل على صحة استراتيجية الصين في إفريقيا.