رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح عيسى.. الموت يصادر صاحب فقه المشاغبات

صلاح عيسى
صلاح عيسى

حتى فى ساعة رحيله وفى مشهد حياته الأخير لم يتوقف صلاح عيسى عن الشغب، كان قد دخل المستشفى، وهو يعانى مشاكل فى التنفس، شخّصه الأطباء على أنه «سدة رئوية»، وفى حين راح طاقم الأطباء يسابقون الزمن للسيطرة على مشاكل الرئة، فإذا بجسده كله يقرر التمرد، فقد توقفت الكلى عن العمل، وتتابعت الجلطات على القلب، وراحت أعضاء الجسد تتوقف واحدًا وراء الآخر، وكلما سد الأطباء ثغرة ظهرت ثغرات، وكأن الجسد يعلن أنه أصبح بلا قيمة دون «الدماغ» الذى غاب عن الوعى.. حتى فى مشهده الأخير لا يكف صلاح عيسى عن الشغب والسخرية.
وفى اللحظة نفسها التى كان صلاح عيسى يودع فيها الحياة على طريقته، كنت فى حضرة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، وكنت قد طلبت منه شهادة عن صلاح عيسى، يحكى لى فيها عن ذلك الكاتب والمؤرخ والمثقف الموسوعى وأحد أيقونات جيله، ورحب حجازى بالحوار عندما شرحت له هدفه النبيل: «إن شهادتك لا شك ستسعده وترفع من روحه المعنوية، وستشد من أزره فى محنة المرض، ولا بد أنها سمنحه طاقة إيجابية عندما يفتح عينيه ويستعيد وعيه»، وحتمًا سيرفع سماعة التليفون لكى يشكره، وفى وسط الحوار جاءتنى الرسالة على هاتفى: صلاح عيسى ماتت». ساعتها تخيلت روحه، وهى تصعد إلى السماء، وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة: «شكرًا يا أستاذ حجازى.. روحى المعنوية ارتفعت خلاص».

بقيت نجم بعد ظهورى مع شعبان عبدالرحيم فى «هالة شو».. وأصبحت «الراجل اللى شتم شعبان»
كانت السخرية جزءًا أصيلًا من شخصية صلاح عيسى وملمحًا أساسيًا وطاغيًا على كتاباته، ولا بد أن الذين اقتربوا من الرجل وأسعدهم زمانهم بالعمل معه لديهم حكايات لا تنتهى عن ذلك الجانب الساخر والروح المشاغبة عنده، وكنت واحدًا من هؤلاء السعداء، وامتدت السعادة لأكثر من ست سنوات عملت إلى جانبه مساعدًا له فى رئاسة تحرير جريدة (القاهرة)، التى صدرت عن وزارة الثقافة فى أبريل ٢٠٠٠، وجعل منها صلاح عيسى حدثًا صحفيًا أسبوعيًا منذ عددها الأول.
الذين حضروا تلك التجربة لا بد أنهم يتذكرون جيدًا سهرة الأحد، السهرة الممتدة حتى تباشير الفجر قبل الدفع بالعدد الجديد إلى المطبعة، وعلى الرغم مما كان فيها من إرهاق ومشقة، فإن صلاح عيسى كان يقدم لنا «هدية» فى نهايتها، فبعد أن يطمئن إن «كله تمام» كان يصعد إلى غرفة العمليات فى مطبخ الجريدة، ويبدأ فى حكاية من دفتر حكاياته القديمة، وسرعان ما نتحلق حوله، وتنفتح شهيته ويحكى ويحكى.. وما أدراك ما صلاح عيسى الحكاء؟
أحاول أن أستعيد بعضًا من حكاياته.. بطريقته الآسرة:
- مرة كلمنى مصطفى نبيل لما كان رئيس تحرير مجلة «الهلال»، وطلب منى أن أكتب مقالًا شهريًا.. قلت له: «خلينى أكون صريحًا معك.. الصحف مثل الستات تُنكح لثلاث: لسعة انتشارها.. ولنفوذها.. ولفلوسها.. وأنتم تفتقدون الشروط الثلاثة.. يبقى (أنكحكوا) مقالات ليه؟!».
- لما السادات رفدنا فى فبراير ١٩٧٢ بدعوى الخروج على الخط الوطنى ومهاجمة سياساته، وكنت واحدًا من ١٠٣ صحفيين مرفودين فى كل الجرايد، قرروا يدونا نصف المرتب، وكنت كل يوم الصبح أروح «الجمهورية» كالعادة، لغاية لما الأستاذ مصطفى بهجت بدوى، رئيس مجلس الإدارة، بعت لى، ووجدته محرجًا جدًا، وهو يطلب منى: «بلاش تيجى الجرنال تانى يا صلاح.. وعرفت إن هناك زميلًا كتب تقريرًا لجهات الأمن يقول فيه إن مكتبى تحول إلى مركز ثقافى روسى، لأن كل الشيوعيين المرفودين يجتمعون فيه، ويهاجمون الرئيس بحرية وبجاحة.. وكان يقصدنى أنا وحسين عبدالرازق وفريدة النقاش ومحمد عودة، والأهم أننا نضحك رغم الرفد، ولأننى كنت أحب الأستاذ مصطفى بهجت قلت له حاضر، ونقلنا المركز الثقافى السوفييتى لحديقة نقابة الصحفيين، وعملنا مجلة حائط نشتم فيها السادات، والأهم إننا فضلنا نضحك غيظًا فى المخبر اللى كتب فينا التقرير».
لما طلعت مع شعبان عبدالرحيم فى الحلقة الشهيرة فى برنامج «هالة شو» - برنامج التوك شو الذى كانت تقدمه د. هالة سرحان فى قناة روتانا - قلت له كلامًا يزعل وهاجمته، واعتبرته عنوانًا على الرداءة وانحطاط الذوق الغنائى فى مصر «كان ذلك فى عام ٢٠٠٤، وظهر فى الحلقة الناقد الموسيقى أشرف عبدالمنعم مدافعًا عن ظاهرة شعبولا»، تانى يوم إذاعة الحلقة كان عندى مشوار فى البنك، فوجئت بمعاملة مختلفة على غير العادة، وكل الموظفين جايين يسلموا علىَّ، ويتسابقون فى تلبية طلبى، وأول مرة يعاملوننى على إنى باشا، «الفار لعب فى عبى»، وكنت عايز أفهم السر فى التغيير المفاجئ ده، وبعدين اكتشفت إنى بقيت «نجم» بعد ظهورى مع شعبولا، وأصبح لقبى فى البنك «الراجل اللى شتم شعبان عبدالرحيم».
لكن صلاح عيسى كان يصل إلى درجة «التجلى» عندما يستعيد ذكرياته فى السجن، فى سنوات الاعتقال الطويلة، التى جعلت منه واحدًا من أشهر المعتقلين السياسيين فى كل العصور، يحكى بتجلى عن «حبسة» سبتمبر ١٩٨١ التى جمعت فى معتقل واحد نجوم السياسة والصحافة والثقافة، يحكى عن زميله فى الزنزانة حمدين صباحى: «كان معتقلًا مثاليًا، يسهر طوال الليل، وينام طوال النهار، وفى المساء يلقى الأشعار».
ويحكى: «وقفت مع د. محمود القاضى أسمع تحليلاته السياسية العميقة لما قرأه فى صحف الصباح من أنباء وآراء، ربما انضم إلينا د. محمد أحمد خلف الله، قلت معقبًا: «بس ده تحليل ما يخرجناش من السجن يا دكتور محمود»، ضحكنا، ففى أى زاوية من زوايا السجن كان حزن اليوم يختفى.
بدأنا نبحث عن تحليل سياسى آخر ينتهى بخروجنا من السجن، تقدم فؤاد سراج الدين قادمًا من ناحية باب العنبر، وقفنا جميعًا، أفردنا له مقعدًا فى الشمس، تقدم نحونا بخطوات راسخة رغم وهن الصحة، كما ينبغى لفلاح عتيد من كفر الجرايدة، عابثناه باسمه الجديد: «لويس السادس عشر»، ضحك، روى لنا حكاية، نادانى النقيب ضابط السجن، سلمنى كوبونات الكانتين لأوزعها، وضعتها تحت إبطى، توجهت إلى ملعب الكرة الطائرة، وقفت أتابع اللاعبين: «محمد فائق وحسين عبدالرازق وكمال أبوعيطة ومحمود زينهم، قلت لنفسى ولهم: «إن مصلحة السجون ومباحث أمن الدولة مسئولتان عن مستوى الرياضة والشعر، ففى السجن يظن الجميع أنهم رياضيون، ويكتب الجميع شعرًا فى عيون حبيباتهم».
وكأنه جاء إلى الدنيا لكى يشاغبها ويسخر منها، رحلة بدأها طفلًا فى قريته «بشلا» بمحافظة الدقهلية، التى ولد بها فى ٤ أكتوبر ١٩٣٩، لأسرة من البرجوازية الصغيرة تعمل بالمقاولات، وكان عليه أن ينتقل معها إلى القاهرة فى خريف عام ١٩٤٨، وتعرف الصبى الصغير على لذة القراءة صبيًا، وكانت متعته فى قراءة القصص البوليسية، خاصة مغامرات اللص الشريف «أرسين لوبين» إلى أن دله والده على القراءة الحقيقية فى كتب طه حسين، ويحكى صلاح عيسى أنه كان يدخر من مصروفه ليشترى الكتب، فإذا وجد كتابًا يفوق مصروفه، فإنه كان يترك ورقة لوالده يعلقها فوق سريره يطلب منه «زيادة» ليشترى كتابًا جديدًا، ودائمًا كان يجد «الفلوس تحت المخدة فى الصباح».
ولازمته الشخصية المشاغبة فى رحلته الطويلة مع الكتابة، إلى حد أنه اختار لمقاله عنوانًا ثابتًا فى كل العصور: «مشاغبات».

بيان ضد الزمن: «حيث سرت تحت سور الداخلية العريض.. قررت أن أبيض»
كان صلاح عيسى قادرًا على الشغب والسخرية حتى وهو فى غياهب السجن، فقد استطاع بروحه الساخرة أن يحلى مرار لياليه الثقيلة، ففى «حبسة» زمن عبدالناصر، ولما كان زملاؤه فى «الحبسة» من كبار الشعراء والمبدعين، فإنه قرر أن يشاركهم ويحرضهم على تأليف قصيدة عصماء يسخر فيها من الشعر الحديث، ويشاغب شعراءه، فكانت القصيدة التى أشار إليها ونشرها فى مقدمة مجموعته القصصية «بيان مشترك ضد الزمن»، وتقول:
حبيبتى
عيناك بُلغتان
عيناك كجزمتى منخار ليلنا العميق
وحيث سرت تحت سور الداخلية العريض
حبيبتى.. قررت أن أبيض.
وحتى آخر مقال له ظل صلاح عيسى هو المشاغب الأبدى، مشتبكًا مع الأحداث، قادرًا على السخرية، وكأنه يؤدى بإخلاص المهمة التى جاء من أجلها إلى الدنيا: «يشاغبها ويسخر منها ومنا ومن نفسه.. ومن القلب الذى أضناه عشق هذا الوطن».
كنت أعرف تقدير صلاح عيسى لأحمد عبدالمعطى حجازى شاعرًا ومثقفًا، ويمكنك أن تقف على بعض من هذا التقدير فى الفصل الأخير من كتابه «تباريح جريح: مرثية أخرى للعمر الجميل»، وهو مستوحى من القصيدة الشهيرة لحجازى وديوانه الذى يحمل العنوان نفسه.
وقبل أن يبدأ صالونه الشهرى فى «بيت الشعر»، والذى كان قد خصصه لصلاح جاهين وذكراه، عرضت على الشاعر الكبير أن نسجل شهادته عن صلاح عيسى، دعمًا له فى محنة مرضه، عسى أن يتعافى منها ويسره حينها ما فيها من مشاعر صادقة، وما تتضمنه من معانٍ يستحقها على لسان شاعر كبير، ولهذا الهدف النبيل وافق حجازى بلا تردد، وبدأنا فورًا فى تسجيل شهادته.
قال الشاعر الكبير بلغته العربية الرصينة:
أزعجتنى الأخبار المتواترة عن مرض صلاح، وأتمنى أن يعود إلى قلمه ودوره، لأننا ما زلنا بحاجة إليه، صلاح عيسى فى ظنى هو نموذج للمثقف المناضل، هو مثقف حقيقى بكل معنى الكلمة، ويستطيع قارئه أن ينتفع دائمًا بما يكتب، سواء كانت دراسات عميقة، كما فعل مثلًا فى دراسته عن الثورة العرابية، أو مقالات صحفية فى الأحداث اليومية، إذ إنه يمتلك قدرة على عرض القضية التى يعالجها عرضًا واضحًا ووافيًا، وأن يشرك معه القارئ فى تفاصيلها، وفى فهمه لها وتقديره لأهميتها، ثم إنه بعد ذلك قادر على تحليلها بدقة والوصول إلى موقف منها وليس مجرد رأى.. إنه ليس مجرد كاتب يعرض وجهة نظر، بل هو مثقف مناضل وصاحب موقف، ومستعد لأن يخوض معركة فى سبيل الانتصار لموقفه.
حتى وهو يكتب عن موقف شخصى أو قضية خاصة فإنه يستطيع تحويلها إلى قضية عامة، فعندما كتب مؤخرًا عن مشاكل الصحافة وموقف البرلمان منها، فقد حولها إلى قضية للحريات العامة فى المجتمع.. لحقوق الإنسان، وليس حق الصحفى وحده.
ما أذكره أننى عرفت صلاح عيسى فى بدايات حقبة الستينيات، عرفته وتعرفت عليه ضمن مجموعة من الشباب الثورى المتحمس لفكر معين، ولهم نفس المواقف والرؤية، بالتحديد الشباب الماركسى، ومن وقتها وأنا مهتم بقراءة ما يكتب، ومتابعة مواقفه.
ووضعتنا الظروف فى خندق واحد فى زمن السادات، ولا أحب أن أستخدم التعبير الشائع بأننا كنا من ضحاياه، فأنا أتحدث عن مناضل، وليس ضحية، صلاح عيسى عندما قرر أن يتخذ مواقفه المعارضة كان يدرك أنه سيدفع ثمنها، وثمن النضال الحقيقى غالبًا يكون مكلفًا وباهظًا.
دخل صلاح السجن وتعرض للفصل من عمله وطورد فى رزقه ومورست ضده عمليات تعذيب وحشية، كان يمكن أن يدفع فيها حياته، كما حدث لشهدى عطية الشافعى، ورغم ذلك خرج صلاح عيسى رابحًا، ولا أقصد بالطبع الربح المادى، بل أتحدث عن المكانة التى نالها فى حياتنا السياسية والثقافية.
ولا أستطيع أن أتجاهل تجربته فى جريدة «الأهالى» ودلالاتها، أدت الجريدة وأدى حزب «التجمع» دورًا لا بأس به فى المعارضة، لكنه يبقى محدودًا فى ظل هذه الأنظمة الاستبدادية التى لا تؤمن بدور المعارضة ولا الثقافة.
ومع ذلك، فالدور الذى لعبه المثقف المناضل، وصلاح عيسى هنا نموذج حقيقى، كان مهمًا وضروريًا وحقيقيًا، ويدل على أن المثقف المصرى كان حاضرًا وفى الطليعة، وأنا أرد هنا على الذين يتساءلون دائمًا: أين المثقفون؟!
صلاح عيسى دفع من عمره سنين فى المعتقلات.. هناك مثقفون دفعوا حياتهم: «شهدى عطية، وفرج فودة مثلًا»، أنا ذهبت إلى المحكمة مرات بسبب مواقفى وبيع عفش بيتى فى مزاد لسداد غرامات مالية قاسية.
فى تلك اللحظة كان على هاتفى خبر رحيل صلاح عيسى، وكان لا بد للحوار أن ينقطع.. فحينها كانت روح صلاح عيسى فى طريقها إلى السماء، ولم يعد فى حاجة إلى حوارنا، حوار كنا نتمنى أن يقرأه فى الدنيا، ولكنه جاء فى الوقت الضائع.

مقالات «الثورة بين المسير والمصير» قادته إلى السجن
كان صلاح عيسى يكتب ما يراه الحق مهما كان الثمن، وكان مستعدًا لأن يدفع ثمن شغبه.. ونزقه.
قاده شغبه إلى أن ينتقد عبدالناصر فى عز مجده، وعنفوان سطوته، فكتب مقالاته المشاغبة: «الثورة بين المسير والمصير»، التى قادته إلى السجن.
يحكى عنها فى كتابه الذى صار مرجعًا مهمًا لما جرى فى مصر خلال الخمسين عامًا الأخيرة: «كتبت هذه الدراسة فى يوليو ١٩٦٦، ونُشرت فى الأعداد ٣٢٨ و٣٢٩ و٣٣٠ من مجلة (الحرية) البيروتية، حين كنت أعمل مراسلًا سياسيًا لها بالقاهرة، وقد أثار نشرها غضب كثيرين فى دوائر الحكم المصرى، قيل لى فيما بعد، إن الرئيس جمال عبدالناصر كان على رأسهم، وانتهى هذا الغضب بأن كتب على صبرى - الأمين العام للاتحاد الاشتراكى العربى - مذكرة للرئيس عبدالناصر، لخص فيها المقالات، وأشر الرئيس فى ذيلها: يُعتقل ويُفصل».
وتجلى شغبه ووصل إلى ذروة وهجه فى تجربة «الأهالى» التى حولها إلى جريدة مشاغبة متمردة معارضة «بجد»، وما زال تاريخ الصحافة يذكر له باب «الإهبارية»، الذى نحت كلماته من أسماء الصحف القومية الثلاثة «الأهرام، الأخبار، الجمهورية» فكان يأخذ من أخبارها، ويحولها إلى «مسخرة» بتعليقاته، التى أغضبت كل رموز السلطة، ورفعت توزيع الجريدة إلى ١٥٠ ألف نسخة.
امتلك صلاح عيسى أسلوبًا لاذعًا لاسعًا، يجمع بين البساطة والدقة والعمق والروعة، فيصل مباشرة إلى هدفه دون تعقيد.. كرصاصة قناص.
كتب مرة ينتقد المؤرخ المعروف د. عبدالعظيم رمضان: «فى شهر واحد قدم د. عبدالعظيم رمضان استقالته من التجمع مرتين، ونشرها ثلاث مرات، وفى المرتين كرر أسبابًا، وأضاف ألفاظًا، وغيَّر أفكارًا، واستحدث مواقف، وفى هذا وذاك أصبحت حالة الدكتور رمضان (فرجة) تعرض فى وقت واحد فى دارين من دور العرض الحكومية، غير ما يستجد، هما (أكتوبر) و(أخبار اليوم)، لتثير العطف لا الغضب، والسخرية لا التفكير، والتسلية لا الحوار».