رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيمة الفرد فى الإسلام.. وعند «الإخوان» ولينين


جميعنا يعرف «لينين»- المؤسس الأول والأب الروحى للشيوعية- رحل هذا الرجل بحسرته قبل أن يطمئن على ترسيخ قواعد نظريته فى مجتمعه.. توفى بفشله وخيبة أمله على ضياع حلم عمره ومجهوده.. رحل قبل أن يرى مشروعه النور.. رحل عاجزا مقهورا من توحش الرأسمالية الغربية وتوغلها فى بلاده.. لكنه لو كان حيا اليوم لسعد كثيرا وفرح وانتشى، وربما فكر ألف مرة أن يوزع «الشربات» على أصدقائه وأعدائه معا.. ليه بقى؟.. لأن هناك من كان يطبق دعوته وفكرته باسم «الإسلام» والإسلام منهم ومن جرائمهم برىء!!.

قصدى من هذا الكلام هو إلقاء الضوء على تعظيم الإسلام لقيمة الفرد.. وفى ذات الوقت تحقيره عند الجماعة الإرهابية التى تحشو رأسه بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان.. أفكار تجعله- كما تابع جميعنا- يُفجر نفسه ليقتل ويروع الآمنين ظنا منه- كذبا وافتراء- أنه سيموت شهيدا ويفوز بالحور العين.. وما إلى ذلك من الأفكار الهدامة التى ملأت رأسه لتنفيذ إرادة «أبالسة الإنس» داخل البلاد وخارجها.

إن حادثتى تفجير كنيستى طنطا واسكندرية مؤخرا جعلتانا ننبش فى ماضى عناصر الجماعة التى تأسست عام 1928 بطريقة يحيطها الشك.. وعلى يد قيادات تلوثت يدها بدماء الأبرياء.. عناصر اتخذت من «التقية» دينا ومذهبا فى التعامل مع من لا يرضون عنهم.. لقد كنت- كغيرى كثيرين- مخدوعين فيهم وفى شعاراتهم البراقة حتى تمكنوا بعد 25 يناير 2011.. ثم كشفوا عن وجوههم الحقيقية فترة استخراج بطاقات الانتخابات المحلية والبرلمانية وبالمرة الرئاسية والاستفتاء على دستورهم البااااطل.. حصدوا كل شىء بشعاراتهم الدينية غير الصادقة من جانب.. ومن جانب آخر بالتنظيم دون الفرد!!.

فالفرد عند التنظيم الإخوانى غير معترف به على الإطلاق أمام نجاح فكرة التنظيم.. وهو المنطق نفسه الذى يورثه مكتب الإرشاد منذ نشأته للأجيال المتعاقبة.. وهذا هو باختصار شديد عالم الإخوان الخفى الذى يربط وجود الفرد بمقدار ما يقدمه من خدمات للتنظيم.. وهذا يأتى حسب مكانة الفرد وما يتم تكليفه به ومدى إظهار طاعته لمسئوليه.. ويتساوى فى ذلك مع من كان مندوبهم فى الرئاسة ومندوبهم فى كتابة التقارير أو حمل السلاح لإرهاب المواطنين.. ثم تطور الأمر عند أتباعهم وحاملى أفكارهم إلى العمليات الانتحارية الأخيرة.. فإذا خالف هذا الفرد ما يعرف بـ«السمع والطاعة» لرؤسائه.. فإنه فى هذه الحالة يكون قد خرج عن الجماعة ويتهم بعدم الانتماء لها. كما أنهم يستغلون الشباب البسيط فى تنفيذ مخططاتهم فمثلا هناك مواقف استغلوا فيها هذا الشباب أسوأ استغلال.. ومنها الشحن العاطفى الناجح الذى رأيناهم عليه فى مظاهرات يناير 2008 فى الإسكندرية وغيرها من محافظات المحروسة.. والتى كانت تدعو لفتح الحدود مع غزة.. مستخدمين فى ذلك شعاراتهم التى «لا يكلون منها ولا يملون».. وهى شعارات معادية للحكومة آنذاك.. ولا ننسى أيضا شعاراتهم منذ بداية 25 يناير.. ختاما بآخر ما قالوه فى مظاهرات نصرة القدس قبل الإطاحة بهم وبنظامهم الفاشى برغبة شعبية جارفة لم يسبق لها مثيل.. وخيراً فعلت قواتنا المسلحة للقيام بهذا الدور العظيم بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى فوضه الشعب وأمره بالقضاء على الإرهاب الإخوانى الذى يهدد الآن ومن قبل أمن واستقرار البلاد والعباد.. ضاربا بعرض الحائط تهديدات حلفاء الإخوان من أمريكان وألمان وأتراك وإيرانيين.

ملخص هذا الكلام أن «مرسى» كان مجرد فرد فى الجماعة.. وزى ما قلنا إن الفرد فى التنظيم الإخوانى «نكرة» ويمكن الاستغناء عنه والتضحية به عند اللزوم.. المهم أن يكون هذا التنظيم فى منأى عن الضياع.. فمثلا نجد حسن البنا- مؤسس النظام الخاص فى جماعته- قام بنفس العمل مع الطالب الإخوانى الذى اغتال محمود فهمى النقراشى!!.

الكلام اللى فات ده وراه شىء مهم.. إيه هو؟.. الشىء المهم فى موضوع المقال عن الشيوعية وجماعة الإخوان وتضحياتهما بالفرد لصالح الكل لا يمت للإسلام بصلة.. لا من بعيد أو قريب.. وقد شاهدنا وتابعنا قيادات التنظيم فى اعتصام رابعة العدوية وغيرها من الأماكن.. يضحون بعناصرهم ويورطونهم مع الدولة تحت شعارات ومزاعم أساءت للإسلام وللدولة المصرية فى عيون العالم أجمع.. وحتى لا نبتعد عن مضمون ما نهدف إليه.. فتعالوا نتأكد من كلام رب العزة عن قتل المسلم.. يقول تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».. معنى ذلك أن ما حدث فى عهد نظام جماعة الإخوان من قتل لشباب مصر بدم بارد والتضحية بأعضائهم فى سبيل تحقيق أهدافهم- يؤكد لنا يوما بعد يوم أن هؤلاء القوم ينطبق عليهم الكلام الذى قاله إمامهم «ليسوا إخوانًا.. وليسوا مسلمين».