رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من العرب إلى الإخوان المسلمين ياقلبى لاتحزن!


نعم مصر بعد ثورة 25 يناير لم تعد الكنز الإستراتيجى لإسرائيل ، ولن تكون الوسيط المحايد بينها وبين الفلسطينيين.

نعم جاءت قرارات د. محمد مرسى بعد ضرب إسرائيل لغزة لتقترب من الوجدان الشعبى بسحب السفير المصرى من تل أبيب وتحميل السفيرالإسرائيلى فى القاهرة برسالة شديدة اللهجة لحكومته والتى جعلته يغادر القاهرة على عجل قبل أن يسمع الجملة الشهيرة فى عالم الدبلوماسية بأنه شخص غيرمرغوب فيه .

نعم ارتفع مؤشرالرضا الشعبى بإرسال د. هشام قنديل رئيس الوزراء على رأس وفد رفيع لمناصرة أهالينا فى غزة فى تصرّف يرتفع بنا جميعا إلى عنان السماء بعودة مصر الثورة إلى أحضان فلسطين بعد أن كان البرود سائدا بينناعلى المستوى الرسمى طبعا .

ولولا أحداث قطار الصعيد لارتفعت شعبيته مرسى وشعبية الحكومة لمدى يعوضها عما خسرته طوال الأسابيع الماضية .

لكن يبدو أن هناك أمورا قدرية أو ميتافيزيقية أو إلهية أو بشرية أو فلوّلية تقف بالمرصاد لمرسى وحكومته ، وساهم فيها للأسف الشديد تصرفات غير حكيمة من الحكومة وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين ...

تصرفات تجعل أى منصف لهم أو حالم بمستقبل أفضل للبلد من خلال حكم الإخوان أو بالأصح من خلال الآلية الديمقراطية التى جاءت بهم فى موقف لايحسدون عليه ، لأننا لانستطيع الدفاع عنهم رغم أنهم مظلومون فى بعض الأحيان .

مثلا من منا عنده الجرأة ؟ بل والقلب ليقف ويقول: _والأهم من القول_ هل سيسمعه أحد ؟ إذا قال :-

هل لو كان يجلس الآن مكان محمد مرسى شخص فى قامة د. محمد البرادعى أو حمدين صباحى أو عبد المنعم أبو الفتوح أو حتى أحمد شفيق حتى لانغضب الفلوّل ( !!) ولو مؤقتا ، هل كان وجود أحدهم سيمنع كارثة استشهاد نحو 51 طفلا تحت عجلات قطار الإهمال؟ !!

ها لو كان أحدا من هؤلاء أو من رموز الليبرالية أو العلمانية أو اليسارية يجلس مكان د. هشام قنديل وحكومته هل كان سيصلح ما أفسده نظام المخلوع لمدة 30 سنة ؟، فى عدة شهور ،

وحتى لو كانت لديه الإرادة فمن أين يأتى بالتمويل؟ ، وهل سيبدأ بالنقل والطرق والقطارات أم بالصحة والتعليم والأمن أم الإعلام والتموين والصناعة ... الخ ؟ .

للأسف الشديد مقتل 51 طفلا وأكثر من 20 رجلا فى حوادث الطّرق يوم السبت الماضى وحده، يجعلنا لانصب غضبنا فقط على الحكومة فقط ، لكن بصراحة لو كانت أمامى لقتلتها فورا.

وإذا كان القتل بالمعنى السياسى يعنى إقالة هذه الحكومة ،

فهل الإقالة هى الحل...؟

فقد أقلنا حكومة الجنزورى من قبل وسنقيل عشرات الوزارات بعد قنديل ،

لكن هل سنتقدم خطوة للأمام !!

الإجابة طبعا لا إذا سارت الأمور كما تسيرالآن

ومع ذلك أقولها بصراحة إن الغضب الشديد منا يرجع إلى أن حكومة قنديل وكل ماجاء به حزب الحرية والعدالة من أشخاص وقيادات ومايفعلونه حتى الآن بنا من قرارات وقوانين وسياسات لايجعلنا نشعر بالتعاطف معهم حتى ولو كنت مناصرا للتجربة الديمقراطية ،

وللأسف لو كان لهم أعداء هناك بيدهم سلطة تشويه الإخوان. مافعلوا مثلهم حتى يكرهم الفلول والثوار وغالبية الناس فى آن واحد .

وتكمن المشكلة الحقيقية التى لايريد أن يقترب منهاأحد أن الكل باع الوهم للشعب المصرى أثناء الحملات الانتخابية البرلمانية والرئاسية ،من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، حتى ارتفع سقف الأحلام والطموحات عند المواطنين إلى عنان السماء ، ولم نفق من هذه الأوهام حتى الآن ،

كلنا ننتظر ال 200 مليار دولار استثمارات ومنح أجنبية مع مشروع نهضة يرفع مصر إلى مصاف الدول المتقدمة فى غمضة عين ،

كلنا يحلم بتنفيذ مشروع تحويل منظقة قناة السويس إلى أكبر منطقة حرة فى العالم بالإضافة لاستصلاح ملايين الأفدنة وإقامة آلاف المصانع!!!

ونسى الكل أهم شىء فى المعادلة هو الإنسان المصرى البسيط الذى خدعوه بأوهام ولم يخبروه بحقيقة الأزمة الكارثية التى أورثنا إياها نظام المخلوع .

نسى الكل أهم شىء فى المعادلة هو الإنسان المصرى البسيط الذى قام بالثورة من أجل (عيش وكرامة وحرية وعدالة اجتماعية)، فوجد أحاديث عن مشروعات تزيد غنى رجال أعمال جدد أو قدامى ، وتزيد الفقراء فقرا ،.

وجد قرارات بخنق الحريات ومحاولات الاستئثار بكل شىء !!

ولأن البسطاء من غالبية الشعب شربوا المقلب من جميع المرشحين ، سواء فازوا أو لم يفوزوا ، وصدقوا الوهم وانخرطوا فى مطالب فئوية لتحسين أوضاعهم المالية ، ومعهم حق وهم يقرؤوا ويسمعوا عن شلالات من المليارات القادمة وللأسف تعامل معها الكل بأنها جاءت وتجلس فى خزائن البنك المركزى تنتظر من يصرفها !!!

الكل نسى أن الخروج من المأزق الحالى ليس بالدستورأوانتخابات مجلسى الشعب والشورى فقط ولكن بالعمل والعرق ، لكن المشكلة أن لا أحد يريد أن يعمل أو يترك أحد يعمل ..

أما الجرح الفلسطينى ومن يخشى من اقترابنا من الإخوة فى غزة أقول أمننا القومى هناك ، وإذا ذهبنا إلى هناك فنحن ندافع عن أمن مصر قبل أن ندافع عن حماس وأهل غزة .

وإذا كنا فرحنا جميعا بعودة مصر الثورة إلى سابق عهدها ،وهلّل البعض لنا ولسنا فى حاجة إلى ذلك..

لكن يبقى السؤال مشروعا ماذا فعل الإخوة العرب مع الفلسطينيين ؟

كانوا يطالبوننا بطرد السفيرالإسرائيلى وقطع العلاقات وإلغاء إتفاقية السلام وإعلان الحرب على إسرائيل وعدم وقف القتال حتى آخر جندى مصرى !!

هل فعلت بعض الدول العربية التى ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مع الكيان الصهيونى شيئا ؟

لم نسمع مثلا أن هذه الدول قد قلّدت مصر فى سحب سفيرها أو إرسال رسائل شديدة اللهجة أو حتى إرسال همسة عتاب .

لتل أبيب ،

لم نسمع أن الدول التى تصدّرالبترول والغاز لإسرائيل قد أوقفت التصديرولو لبعض الوقت

لم نسمع مثلا إغلاق المكاتب الاقتصادية والتجارية الإسرائيلية فى بعض العواصم العربية وإغلاق نظيرتها فى تل أبيب.

لم نسمع أن الدول التى تسلح المعارضة السورية ضد النظام الباطش هناك أن تفعل نفس المسلك مع المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيونى .

أم أن الأسد ليس مثل نتنياهو وباراك ؟!

لم نسمع أن بعض الدول قد أعلنت غضبها أو التلّويح حتى بأى كلام ولو طق حنك على رأى الإخوة اللبنانيين ضد الدعم الأمريكى اللامحدود لإسرائيل.

لذلك أقول عظيمة يا مصر وحمد لله على سلامتك

أخيرا أقول للإخوان المسلمين بدون لف أو دوران لاتجعلونا نفقد حماسنا لكم أو نكفر بالديمقراطية التى جاءت بكم ، وتعاملوا مع مصر باعتبارها دولة كبرى وليست كشك سجائر!!

مدّوا أيديكم لأهل الخبرة حتى ولولم يكونوا من بين أنصاركم ، فالمثل الشعبى يقول إعطوا العيش لخبازه ولو يأكل نصفه !!

ابعدواعن مستشارى السوء الذين يقبرونكم كل يوم فى مشكلة لاداعى لها لو تصرفتم بحكمة

اعترفوا بأخطائكم حتى تنجحوا وتواصلوا المشوار ، فالاعتراف بالحق فضيلة ،

تصالحوا مع الثوار الأحرار وإعلنوا الحرب على الفلوّل ، لأنه لايعقل أن يستمرالفلوّل فى أماكنهم أو تستعينوا بهم عن قصد أو دون قصد ، لأنهم يأخذونكم إلى الهاوية.

بصراحة مهمتكم صعبة لكن ليست بالمستحيلة.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.