رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصحاب الأجسام المظلمة


هل سبق ورأيت فى حياتك «جسماً مظلماً»؟ نعم يوجد!!

إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً. هؤلاء هم أصحاب الأجسام المظلمة. فنحن فى هذه الآونة نجتاز تلك الفترة وبيننا من أصحاب تلك الأجسام المظلمة حيث التراشق بالاتهامات والسباب والادعاءات الكاذبة والتشهير والتطاول بالألسنة دون مراعاة لكرامة الإنسان وأصول الحياة البسيطة والهادئة. أناس فقدوا سلامهم الداخلى وهدوء النفس وانزلقوا فى مستنقع الشر وصاروا من أصحاب الأعمال الشريرة بل والأكثر من ذلك من أصحاب الأجسام المظلمة.

تصوروا إنساناً مظلماً ماذا تتوقعون منه من أفعال؟ وعلى العكس الإنسان المنير الذى يُشرق بلمعانه على كل من يقابله، فيكون السلام هو السائد فى هذا اللقاء. وهنا أسوق أمثلة من أصحاب الأجسام المظلمة:

الإنسان الذى يشرب الكذب كالماء، فكل كلامه كذب وخداع، وملامح الشر تبدو من عينيه، فلا يتمنى الخير لأحد ويخدع الكثيرين بكلام ملىء بالسموم. ولكن بعد فترة لابد أن يُكتشف أمره فيزداد كذباً وخداعاً ولا يمكنه أن يحيا فى سلام مع الآخرين، فيضمر الشر للكثيرين، ومن كثرة الكذب يبدأ أن يصدق نفسه ويتحول الكذب لديه إلى حقائق، وتكون كل أحكامه على الآخرين خادعة، فلا يعرف فى حياته طريق الحق. إنه من أصحاب الأجسام المظلمة.

أيضاً الإنسان المنافق الذى لا يملك الشجاعة فى أن يقول الحق، فيتكلم بكلام النفاق مع كل أحد وهو ليس بصديق لأحد لأنه يعلم أن كلمة الحق مكلفة جداً لذلك يتجنب مشقة الشهادة بالحق اعتقاداً منه أنه يحيا فى سلام، مع أنه سلام مزيف قائم على الخديعة وضعف الشخصية. إنه من أصحاب الأجسام المظلمة. أيضاً الإنسان المتمركز حول نفسه، فيريد كل شىء لنفسه ونفسه فقط، فلا يود أن يشاركه أحد فى الخيرات الوفيرة بل يريد أن يكتنزها لنفسه. هذا يكون قلبه قاسياً ولا يشفق على المحتاجين، ولا يشارك المتألمين آلامهم، ولا الحزانى أحزانهم، ولا المرضى ضيقاتهم، فيكون كالأرض الصخرية التى لا تأتى بأى ثمرة.

أيضاً الإنسان الخالى من أى حكمة، فلا يفهم ما يدور حوله، ولا يشارك الآخرين فى احتياجاتهم لأنه لا يفهم معنى الإنسانية، فيكون جسماً مظلماً لا ينفع بشىء.

بعكس الإنسان المنير الذى يحمل حباً صادقاً لخليقة الله، فيسعى نحو كل متألم ويشاركه آلامه، وكل محتاج فيسدد احتياجاته وأكثر، يشارك الفرحين أفراحهم، وما يملكه فى يديه ليس ملكه هو ولكنه ملك للآخرين، فلا يشعر بالامتلاك الشخصى ويود أن يبذل نفسه من أجل الآخرين لأنه إنسان معطاء وجسمه منير بلمعان.

جميعنا رأينا فى حياتنا أمثلة أصحاب الأجسام المظلمة وأصحاب الأجسام المنيرة، فلا تنقادوا إلى المظلمين لئلا تتشبهون بهم، وكونوا دائماً من أصحاب الأعمال الصالحة، فلا ترددوا كلام الكذب، ولا تشاركوا المنافقين أفعالهم، وتحلوا بحياة الاتضاع والحكمة والبذل والعطاء، فالمعطى بسرور يحبه الله. والإنسان الذى يحمل فى قلبه محبة حقيقية لله يكون من أصحاب الأجساد النيرة، لأن الله نور وليس فيه ظلمة البتة.