رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى تاريخ تأسيس المجالس الملية


منذ عام 2011 انتهت مدة المجالس الملية للأقباط الأرثوذكس سواء العام أو الفرعية، ولم يتم حتى الآن توجيه الدعوة للناخبين لتعيين مجالس ملية جديدة. وفى الوقت نفسه يتم توجيه الشكر والتهانى للمسئولين باسم المجالس الملية!! أين هى المجالس الملية هذه؟ وبأى صفة تتحدثون؟ وأين هى اجتماعات المجالس الملية التى تنعقد؟ حتى إنه فى الانتخابات البطريركية الأخيرة – عام 2012 – تم توجيه الدعوة للناخبين باسم المجلس الملى العام، ولم يوجد مجلس ملى عام؟ وهذه مخالفة قانونية.

تحت يدى مخطوط يحمل اسم «الروايات البهية فى إقامة المجالس القبطية» وهى بخط القمص يوحنا السُبكى الأنطونى. وهذه إحدى ثلاث نسخ فقط. وأتذكر فى عام 2004 كنت فى زيارة لقبرص على طائرة الخطوط القبرصية مع البابا شنودة الثالث، وقد قمت بتسليمه نسخة من هذا المخطوط فى أثناء الرحلة وذكرت له فيها كيف أن هذا المخطوط يذكر سبب تأسيس المجلس الملى العام. والقصة – كما وردت فى المخطوط الذى يضم 104 صفحات – هى: أنه فى ليلة عيد الميلاد المجيد الواقع فى يوم 29 كيهك سنة 1590 قبطية الموافق 6 يناير 1874 ميلادية، كان مجتمعاً جندى أفندى يوسف ويعقوب أفندى نخلة وعزوز أفندى منقريوس البياضى وميخائيل أفندى الحبشى فى بيت برسوم أفندى جريس رفيله – لأجل تعزيته على فقدان ابن أخته عبد المسيح شنودة الذى كان خوجة مدرسة الأقباط بجهة حارة السقايين. وحصلت المداولة بينهم عن حالة فقراء الطائفة وما وصلوا إليه من الاضمحلال وعدم السؤال عنهم مِن مَن يهمهم هذا الأمر. ويذكر البيان أن البطريركية فى ذلك الوقت كانت دون بطريرك وكان زمام الطائفة بيد أنبا مرقس – مطران البحيرة – وذاك لا يهمه هذا الأمر !! مع كون كامل أوقاف الطائفة مخصص ريعها للصرف على هؤلاء المساكين كما يشهد بذلك حجج الوقفيات المحررة بهم وبدلاً عن كون الريع يُصرف حسبما نص برغبة الواقفين جارى تبديده البعض بيد الرهبان والبعض بيد الكهنة ولا أحد يعرف له حساب ولا يكون محصوراً ولا معلوماً. «أرجو من القارئ أن ينظر كيف بدأت فكرة المجالس الملية!!». وبعد المداولة فى هذا الأمر رسى الحال بينهم بأنهم يتحالفوا ويتعاهدوا مع بعض بقسم أنهم يدافعوا عن حقوق هؤلاء المساكين لآخر نقطة دم من حياتهم بحيث مهما صادفوه من المصاعب لا يؤخرهم ولا يرعبهم. فقاموا وصلوا إلى الله وتحالفوا مع بعض عن ثبوتهم واتحادهم بقلب واحد للمباشرة فى هذا المشروع الحسِن. وبعدها تداولوا فى الطرق التى يجب اتخاذها لنجاح هذا المشروع وتبادلوا الأفكار بينهم ورسى الحال على إعطاء اسم لهذه الجمعية أولاً وأعطىَ لها اسم «جمعية الإصلاح». وتحرر إعلانات لكل نُظار الأوقاف وللأنبا مرقس – القائمقام – مضمونهم أن جمعية الإصلاح اُعُتُمدت ووضعت يديها على جميع الأوقاف ويتم صرف الريع حسبما هو مدون بالحجج المحررة بالوقفية. وبعد الإقرار من الأساقفة والشعب على لياقة القمص يوحنا البراموسى الناسخ لأسقفية الإسكندرية ليكون بابا وبطريرك، توجه إليه بعض أعيان الطائفة وسألوه عما إذا كان مصادقاً على وجود المجلس أم لا؟ فأظهر لهم رغبته فى إبقائه مستمراً فى أعماله!! أذكر منذ بضعة أشهر كنت أتحدث مع أسقف عن كيفية قيام أسقفية الإسكندرية ببيع أحد الأوقاف؟ فقال لى: «أنا شخصياً قمت ببيع أحد الأوقاف أيضاً»!! وهكذا أصبح الفقراء محرومين!! بل وتم تعيين كهنة فى المجلس الملى العام!!