رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظواهر الدوري: مصر تدخل «موسوعة جينيس».. تغيير 13 مدربًا بعد 16 جولة على البطولة.. «الإسماعيلي» يتصدر أسرع إقالة.. ومدرب جديد لـ«المحلة» كل 3 مباريات

جريدة الدستور


رغم مرور 16 جولة فقط على بداية الموسم الحالي من بطولة الدوري المصري، أقدم 13 فريقًا من فرق البطولة على تغيير مدربيهم، بل إن بعضها استخدم 4 مدربين حتى الآن بمعدل مدرب لكل 3.3 مباراة، فيما غير بعضها ثلاثة مدربين فقط.
وتفوّق الدوري المصري بذلك، من خلال الرقم المرشح للارتفاع، على الدوري السعودي الذي انتهى دوره الأول قبل فترة بتغيير مدربي 7 فرق، تمثل نصف الفرق المشاركة في دوري المحترفين .
وانفرد الدوري المصري أيضا برقم ثان يؤهله لدخول موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، ليس بسبب قوة المنافسة بين أنديته، ولا المعدلات الإيجابية مثل عدد الأهداف أو التسديدات على المرمى، وإنما في معدل الإقالة الأسرع عالميا للمدير فني .
الرقم القياسي حققه النادي الإسماعيلي، الذي أقال مدربه التونسي نصر الدين النابي، بعد 19 يومًا على توليه قيادة الفريق، متفوقا على رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور، الذي أقال المدرب البرازيلي "باكيتا " بعد 28 يوما من توليه المسؤولية قاد خلالها الفريق في خمس مباريات فاز باثنتين منها وتعادل في مثلهما وخسر لقاء واحدا أمام طلائع الجيش، ليصبح ثالث أسرع مدرب يقال من منصبه على مستوى فرق بطولات دوري المحترفين في العالم .
ويسبق" باكيتا" الإيطالي "لويجي" دل نيري الذي أقيل من تدريب بورتو البرتغالي بعد 15 يوما فقط صيف عام 2004، قبل أن يقود الفريق في أيّ مباراة، والسبب كان عدم انتظامه في حضور التدريبات، والأسباني كماتشو الذي لم يصمد في تدريب ريال مدريد صيف عام 1998 أكثر من 23 يوما، بسبب خلافاته مع رئيس النادي .
لجوء مجالس إدارات الأندية المصرية إلى التضحية بالمدربين يعود أحيانا إلى رغبة بعض الأعضاء في الظهور الإعلامي، حيث تتداول وسائل الإعلام أسماءهم وهم يصرحون بالأسباب الواهية التي دفعتهم لإقالة مدرب وتعيين آخر .
وأرجع الدكتور طه إسماعيل المحاضر بالاتحاد الدولي لكرة القدم سبب ظاهرة الإقالات المتعددة بالدوري المصري هذا الموسم إلى نوعية اللاعبين بالفرق
وأضاف أنه في ظل عدم وجود نوعيات جيدة من اللاعبين لن يستطيع المدرب أن يحقق النتائج والأداء المطلوبين مهما كانت كفاءته، والدليل أن فريقا مثل غزل المحلة تعاقب على تدريبه أربعة مدربين، كما أن فريق المقاولون العرب قاده مدربون كبار مثل حسن شحاتة وطارق العشري، لكنهما فشلا في تحقيق نتائج جيدة مشيرا إلى أن هناك فرقا بالدوري هذا الموسم لا تضم لاعبين يمتلكون موهبة التهديف، أو القدرة على تنفيذ التحركات الجماعية في الملعب، لذا ستظل وضعيتهم سيئة رغم تغيير المدربين، مضيفا أن نقص المواهب سبب رئيسي في الأزمة، فلا بد من وجود بعض اللاعبين المميزين في كل فريق، وهذا هو الأساس، أما عدم القدرة على توظيف اللاعبين فهذه مشكلة المدرب ,ودلل على كلامه بأن فريقي الأهلي والزمالك مثلا استمرا في تقديم عروض مقبولة، وحققا انتصارات متتالية رغم تغيير مدربيهما عدة مرات هذا الموسم، لأنهما يمتلكان عناصر مميزة ولديها مهارات فردية عالية تستطيع حسم المباريات، مثل مصطفى فتحي في الزمالك وعبدالله السعيد في الأهلي .
وعن وضعية فريق بتروجيت الذي بدا مهتزا مع أحمد حسن، قبل أن يحقق انتصارات عديدة مع مدربه الجديد طلعت يوسف، قال طه إسماعيل إن قلة خبرة أحمد حسن في مهمته التدريبية الأولى قد تكون سبب تراجع النتائج، خاصة أن بتروجيت يملك لاعبين مميزين، لكن تواضع خبرة المدرب أفقده القدرة على توظيف اللاعبين بشكل جيد أو التعرف على إمكانياتهم وقدراتهم، بخلاف المدرب طلعت يوسف صاحب الخبرة الذي استطاع في مواسم سابقة تحقيق نتائج جيدة مع فريق اتحاد الشرطة رغم عدم وجود نجوم بالفريق .
وأوضح إسماعيل الذي سبق له تدريب الأهلي ومنتخب مصر أن القدرة المالية تسيطر في كثير من الأحيان على اختيار اللاعب الجيد والمدرب الجيد أيضا، والتغييرات الكثيرة للمدربين في الفريق الواحد تعني أن هناك أزمة فنية يرغب النادي في عبورها للهروب من الهبوط، وهذا ما يحدث في أندية المحلة والمقاولون والحدود والشرطة، لكن الفرق الكبيرة مثل الأهلي والزمالك تقوم بتغيير مدربيها لأنها تنافس على بطولة ولا تتحمل أيّ نتائج غير الفوز المتوالي .