رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعيين 28 مصرياً فى البرلمان


يوم الخميس 31 ديسمبر 2015، ونحن نودع عاماً مليئاً بالأحداث، صدر قرار رئاسة الجمهورية بتعيين 28 نائباً مصرياً، وأود أن أركز أن التعيين تضمن وطنيين وليس فئويين. المشكلة أن الإعلام المصرى عندما يصنف المُعينين إلى فئات مختلفة لابد أن يتمزق نسيج الوطن مع مرور الأيام بعد كل مناقشة أسفل قبة البرلمان وبعد كل إبداء رأى فى قضية من القضايا، حيث يتم تفسير الرأى على أنه حزبى أو طائفى. لذلك أرجو أن نتوقف عن هذه النغمة ونرتقى بسلوكياتنا. لقد بدأنا عهداً جديداً، بل ومن تدابير الله محب البشر أن يكون هذا التعيين المثالى مصاحباً لأنوار العام الجديد الذى يحدونا الأمل فيه أن يكون عاماً سعيداً مليئاً بالخيرات من تدابير الله صانع الخيرات الرحوم الذى لابد أن نشكره لأنه – طوال العام المنصرم – سترنا وأعاننا وحفظنا ونجانا منشرور كثيرة، ونسأله مع مطلع العالم أن ينجينا من الأعداء الخافيين والظاهرين.

عندما طالعت أسماء المُعينين أدركت تدخل يد الله فى هذا الاختيار، فلم يتم الاختيار عفوياً ولا مجرد استكمال عدد ولا مجرد اختيارات لإرضاء مؤسسات معينة لها مصالح شخصية فى ترشيحاتها، ولكنه كان اختياراً منصباً على الصفة الوطنية أولاً وأخيراً ومدى الصدق فى تناول القضايا الوطنية.

اسم د. مجدى يعقوب – الطبيب المصرى الوطنى المخلص – لم يكن غائباً عن التعيين، فقد تم تعيين السيدة أنيسة حسونة- المدير التنفيذى لمؤسسة مجدى يعقوب للقلب- ولأن المؤسسة من المؤسسات الناجحة فلابد أن يكون وراء هذا النجاح مدير ناجح. من هنا كان الاختيار موفقاً جداً. وهنا أعتقد أن فرحة د. مجدى يعقوب – لأنه وطنى مخلص – بهذا التعيين تفوق بكثير فرحته بتعيينه هو شخصياً كما طالب الكثيرون بذلك.

أيضاً اسم المرحوم اللواء عبد الكريم درويش – مدير كلية الشرطة السابق بل ومن أنجح مديرى كلية الشرطة – لم يكن غائباً عن التعيين، فقد تم تعيين نجله الأستاذ كريم درويش عضو المجلس القومى للشئون الخارجية وفى الوقت نفسه – للذين لا يعلمون – هو نجل د. ليلى تكلا الكاتبة والمُفكرة والوطنية الصادقة. تخيلوا إنساناً نشأ وتربى فى تلك البيئة الصحية جداً كيف يكون عطاؤه المخلص.

أيضاً تضمن التعيين اسم د. ماريان عازر- الأستاذ المساعد بجامعة النيل ومعاون وزير الاتصالات للمبادرات الاستراتيجية- من ماريان عازر؟ عندما أتكلم عنها فإنى أتكلم عن ابنتى وتلميذتى. فى فترة التسعينيات عندما تخرجت ماريان فى كلية الهندسة – جامعة القاهرة – التحقت للعمل بقسم الرياضيات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة كمساعدة فى التدريس «ما يُعادل وظيفة معيدبالجامعات المصرية» ولحُسن حظى – أو بأكثر تدقيق أنه بترتيب من الله – أن تعمل معى فى تدريس مادتى المعادلات التفاضلية والجبر الخطى. كانت مثالاً نادراً فى الالتزام والجدية وحُسن التعامل والأخلاق الرفيعة جداً. لم يحدث فى يوم من الأيام أن تأخرت عن الحضور إلى الجامعة أو تأخرت عن إنجاز أى عمل تقوم به. فى تلك الفترة كانت قد سجلت لدرجة الماجستير فى هندسة القاهرة فى موضوع «التشفير» وهو من الموضوعات المهمة فى الاتصالات الكهربية، وصارت من المتخصصين.

الفرحة التى تملكتنى بتعيين ماريان فاقت كثيراً فرحة تعيينى أنا، لأنها فى هذا المجال أكثر عطاءً منى. أتمنى للجميع كل التوفيق ولمصر كل النجاح. افرحوا أيها المصريون بهذا الإنجاز ودامت أفراحكم.