من الواقع

ودع علماء مصر – بحزن شديد – أحد علمائها الأفذاذ والقادة المستنيرين الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمى المصرى، الذى رحل عن عالمنا صباح الجمعة 18 ديسمبر 2015 بعد رحلة كفاح مُشّرف فى جميع النواحى العلمية ملتحفاً بالتواضع الشديد والحُب الجم.

وُلد راحلنا الفاضل فى 27 أكتوبر 1924 بمدينة القاهرة. وفى عام 1947 حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وفى عام 1951 حصل على دكتوراه فى الجراحة العامة. أخذ يتدرج فى الدرجات الجامعية الأكاديمية حتى درجة أستاذ الطب والجراحة بجامعة القاهرة. فى عام 1966 شغل منصب وكيل كلية الطب جامعة القاهرة، وفى عام 1974 شغل منصب نائب رئيس جامعة القاهرة، ثم عُين وزيراً للصحة فى عام 1976، ثم رئيساً لجامعة القاهرة فى عام 1978، ثم رئيساً لأكاديمية البحث العلمى عام 1980. وفى عام 2011 بعد حريق المجمع العلمى ووفاة الأستاذ الدكتور محمود حافظ رئيس المجمع العلمى، تم انتخاب – بالإجماع – د. إبراهيم بدران رئيساً للمجمع فكان مثال التواضع الجم فى إدارة جلسات المجمع. وأذكر أنه فى آخر اجتماع للمجمع فى شهر نوفمبر 2015 فى المحاضرة التى ألقاها الأستاذ الدكتور محمود هاشم عبد القادر – رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة – بعنوان: «الضوء لمعالجة الأورام الخبيثة ومكافحة الملاريا».

بعد أن انتهى المحاضر من إلقاء محاضرته الشيقة، وجدنا د. بدران يقول: «والله دى حاجة تفتح النفس» وذلك من شدة إعجابه وتقديره للمعلومات التى تضمنتها المحاضرة. كان – حتى فى أواخر أيامه – يتابع جميع المحاضرات العلمية بالمجمع بإنصات شديد واهتمام بالغ وبمشاركة إيجابية.

لخبراته العلمية المتعددة اختير عضواً بالمجالس القومية المتخصصة، رئيس مجلس بحوث الصحة والدواء بأكاديمية البحث العلمى، رئيس جمعية تنمية المجتمعات الجديدة بوزارة التعمير والإسكان، عضو الهيئة الاستشارية بهيئة الصحة العالمية بجنيف – سويسرا، عضو المكتب الاستشارى بمكتب هيئة الصحة العالمية لشرق البحر المتوسط، وعضو الجمعية الطبية العالمية فى بروكسل – بلجيكا، عضو المركز الفرنسى للعلوم والطب بباريس – فرنسا.

له العديد من المؤلفات منها: كتاب فى ثلاثة أجزاء فى الجراحة العامة، نظرة مستقبلية للتعليم الجامعى فى مصر، نظرة مستقبلية للبحث العلمى والتطوير التكنولوجى فى مصر. هذا بالإضافة إلى العديد من البحوث العلمية فى الجراحة العامة. حصل على وسام العلوم والتعليم من الجمهورية الفرنسية عام 1980، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام جوقة الشرف من درجة فارس من فرنسا عام 1983، وسام العلوم والفنون وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 1985. وفى عام 1988 منحته الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه الفخرية.

وعندما تأسست جامعة النيل بالقاهرة تولى رئاسة مجلس الأمناء بها. وفى حديث جانبى معه عقب أحداث الأزمة التى حدثت مع جامعة زويل، عبر لى عن حزنه الشديد لتصرفات المسئولين بجامعة زويل نحو جامعة النيل!!

وإذ نودعه للراحة الأبدية نطلب له الرحمة والعزاء لأسرته الخاصة وأسرة المجمع العلمى فى مصر.