رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتقوا الله فى مصر.. وشعبها


حينما تحكم عليك الظروف وتجلس-مصادفة- مع بعض العناصر الإخوانية أو المنتمين إليهم.. ستجدهم لا يكلون ولا يملون من «اللت» و«العجن» عن مساوئ الفترة الحالية.. وإذا حاولت مناقشتهم أو الاعتراض على «هزيانهم»..ستجدهم يقسمون لك بأغلظ الأيمان أنهم ليسوا إخواناً ولا صلة لهم بالإخوان لا من قريب ولا من بعيد .. ويدعون أن كل ما يهمهم مصلحة مصر ليس إلا !!...

... وتجدهم يحدثونك –مثلا- عن ارتفاع الأسعار دون أن يتطرقوا لمساعى الحكومة مع القوات المسلحة لخفضها..وعن الفساد المستشرى هنا وهناك دون أن يذكروا لك أنه ميراث عقود مضت وليس وليد اللحظة !!..وعن المشاريع القومية العملاقة بأنها مشاريع «وهمية» دون سند أو دليل على «هرتلتهم» !!..وعن شرعية الإجرام «الداعشى» و«أنصار بيت المقدس» ضد ضباطنا وجنودنا الذين لاذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن تراب الوطن !!.. وتلاحظ من خلال كلاماتهم المسمومة وجود تشابه وتنسيق غريب فى الصيغة والأسلوب..وكأن من يُلقنهم هذا العبث هو شخص أو جماعة بعينها !!.

هذا الأسلوب -لمن لا يعى خطورته -له نتائج كارثية على نفسية المواطن ..لذا أنصح الجهات المعنية بالأمر أن تدرس هذا المخطط اللعين الذى بدأ يتنامى بشكل مخيف وسريع مع اقتراب ذكرى 25 يناير..وفى هذا السياق أذكر قصة كنت قد قرأتها من قبل ..ملخصها أن عدداً لا بأس به من الضباط والجنود الأمريكان كانوا يقبلون على الانتحار فى أحد سجون كوريا الشمالية فى أثناء الحرب العالمية الثانية بشكل يدعو للدهشة رغم أنه كان سجناً نموذجياً فى مواصفاته مقارنة بالسجون العالمية.. وعندما بحث علماء النفس عن السبب.. اكتشفوا أن إدارة السجن كانت تشبعهم بالأخبار السلبية دون الإيجابية عن وطنهم..هذه المعلومة ذكرتنى بما يتبعه الإخوان وإتباعهم حاليا..ولا غرابة فى ذلك لأن مصر بالنسبة لهم ليست وطناً ..هم يريدونها خراباً ودماراً تنعق فيها الغربان والبوم لتكون بعد ذلك مأوى لأمراء الحروب وتُجار الدين ..ومن يريد التأكد مما أقول فليرجع إلى ما ذكرته د.باكينام الشرقاوى ــ المستشار السياسى للمعزول – وهى تقول : «أنا إخوانية مش مصرية».. وإلى كلام محمد مهدى عاكف ــ المرشد السابق لجماعة الإخوان- وهو يقول: «طظ فى مصر وأبومصر واللى فى مصر».. أما «المعزول» فكان كرمه زايد «حبتين» حينما أبدى استعداده للتنازل عن حلايب وشلاتين للأخ عمر البشير ..كل هذا كان يمكن أن يهون لولا تآمرالجماعة الإرهابية مع العصابة الصهيو-إخوانية على بيع 40٪ من أرض الفيروز مقابل 8 مليارات دولار بشهادة أعضاء الكونجرس الأمريكى الذين يحاكمون «أوباما» حاليا على هذه الجريمة التى أثقلت كاهل دافعى الضرائب الأمريكية.

ما سبق كان قليلاً من كثير فى أدبيات «الإخوان»عن الوطن الغالى..وهذا ما أكدته فى مقال سابق.. يعنى بصريح العبارة.. مصر شعباً وأرضاً لا تهم الجماعة ولا محبيها ومشتاقيها وعبيدها وخُدامها فى شىء ..لكن على النقيض تهمنا نحن «الغلابة» الذين لا وطن لهم سواها..تهمنا نحن الذين نشأنا وترعرعنا على عشق ترابها من آبائنا وأمهاتنا ومدرسينا.

ما سبق كان قليلاً من كثير فى أدبيات «الإخوان»عن الوطن الغالى..وهذا ما أكدته فى مقال سابق.. يعنى بصريح العبارة.. مصر شعباً وأرضاً لا تهم الجماعة ولا محبيها ومشتاقيها وعبيدها وخُدامها فى شىء ..لكن على النقيض تهمنا نحن «الغلابة» الذين لا وطن لهم سواها..تهمنا نحن الذين نشأنا وترعرعنا على عشق ترابها من آبائنا وأمهاتنا ومدرسينا الذين استقوا حبهم لمصر من القرآن الكريم فى قوله عز وجل: «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. سورة يوسف «الآية 99».. ويقول عنها الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه الأجلاء ــ: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فقال أبوبكر الصديق ــ رضى الله عنه وأرضاه ــ لما يا رسول الله؟.. فقال الحبيب: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين».. وينصح الحجاج بن يوسف الثقفى طارق بن عمرو حين ولى حكم مصر فيقول له: «هم ــ أهل مصر ــ إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض».

وخلال كلمات قليلة ومعبرة يقول البابا كيرلس مخاطباً المحتل الإنجليزى: «إذا كان موت الأقباط سيحرر مصر.. فليمت الأقباط وتحيا مصر».. ويقول البابا شنودة «إن مصر وطن يعيش فينا.. وليس وطنا نعيش فيه».. أما الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: «من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟.. فمن المسلمون؟!.. ومن المؤمنون؟.. مصر التى صدرت الإسلام للدنيا كلها.. صدرتهحتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام.. أنقول عنها ذلك؟!.. إنها مصر.. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو فى الخارج.. إنها مصر وستظل دائماً»..