رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ردود دولية غاضبة بسبب استمرار حرب غزة.. والاحتلال يواصل التصعيد

حرب غزة
حرب غزة

بعد مرور شهور طويلة، ما زالت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل مستمرة في قطاع غزة، على الرغم من المواقف الدولية المناهضة لإسرائيل، حتى الرفض الإسرائيلي الداخلي سواء على المستوى الشعبي أو حتى من قادة ورجال الحكومة والجيش.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي وجه رسالة وصفتها بالقاسية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن تكرار العمليات العسكرية في أماكن سبق العمل فيها داخل قطاع غزة نتيجة لعدم اتخاذ قرارات سياسية نهائية بشأن الحرب.

كما بعث رئيس الأركان رسالة أو تحذير إلى نتنياهو، مفاده أن الجيش مستمر في عمله العسكري وعودته إلى بعض المدن داخل غزة بدعوى أن سلوك حكومة نتنياهو عبثي ومن دون أي تحرك سياسي.

وأكد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس التزام المجلس بالعمل على إعادة المحتجزين في غزة حتى لو دفع ثمنا باهظا، وذلك في تصريحات تزامنت مع تصريحات نتنياهو بمواصلة الحرب في قطاع غزة حتى تحقيق الانتصار واستعادة المحتجزين.

وفي الصعيد الفلسطيني، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من انهيار المنظومة الصحية هناك خلال ساعات قليلة بسبب شح الوقود، مما يؤدي إلى تعطل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، اليوم، بأنه يجب تجنب التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الإصرار على اجتياح رفح سيكون خطأ كبيرًا ستتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عنه، لأنها الوحيدة القادرة على وقفه.

وحمل “أبوردينة” في كلمته مسؤولية هذه التداعيات الخطيرة للإدارة الأمريكية، والتي ستكون لها تأثير على المنطقة والعالم أجمع، نتيجة لتقاعسها عن التدخل بالشكل المطلوب لإجبار حكومة الاحتلال على وقف اجتياح مدينة رفح وتهجير المواطنين منها.

وعلى الصعيد الدولي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الحرب في غزة تتسبب في معاناة إنسانية مروعة، وألقى الضوء على الدمار الذي تركته الحرب في غزة والذي أدى إلى تمزيق الأسر وجعل أعداد هائلة من البشر بلا مأوى، ويعانون من الجوع والصدمة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه في وسط الظلام، فإن التزام المجتمع الإنساني بمساعدة ودعم الفلسطينيين هو بصيص من الضوء.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل فوري.

وفي السياق، دعا حزب العمال البريطاني لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل لأول مرة وسط مخاوف من هجوم عسكري على رفح.

لا توجد مؤشرات على تجاوب إسرائيل مع الضغوط الإقليمية والدولية

وفي السياق، أشار المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أنه لا توجد أي مؤشرات على تجاوب إسرائيل مع الدعوات والضغوط الإقليمية والدولية للتراجع عن أهدافها في رفح.

ووفقًا لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحتى عضو مجلس الحرب "بيني غانتس"، فإن إسرائيل مستمرة في خطتها العسكرية حتى القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.

وأضاف المركز المصري للفكر والدراسات في تقريره أن التوتر القائم بين مصر وإسرائيل على خلفية رفض مصر التصعيد الإسرائيلي في رفح ورفضها التنسيق مع تل أبيب حول نفاذ المساعدات بعد انضمام القاهرة لدعوة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، أصبح هذا التوتر جزءًا رئيسيًا من اهتمامات الإعلام الإسرائيلي والأمريكي.

وأوضح أن الاتصالات الأمريكية مع الجانب الإسرائيلي لتحجيم العملية العسكرية الشاملة المرتقبة في رفح، كما تناقشت الإدارة الأمريكية الخيارات البديلة مع إسرائيل لعملية رفح البرية، ولكن من الواضح أن تلك النقاشات لن تسفر عن تغير خطط إسرائيل، والذي يظهر من خلال تصريح نتنياهو في الساعات الماضية، والتأكيد على أن إسرائيل مستمرة في حربها بغض النظر عن الدعم الأمريكي.

هذا يأتي بالتزامن مع تفاقم حدة الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة في ضوء استمرار إغلاق إسرائيل كافة معابر القطاع ومنع دخول المساعدات منذ أيام، وتشهد مستشفيات القطاع أزمة حادة في توافر الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء مما يهدد باستمرار عملها خلال الفترة المقبلة.

كما قامت إسرائيل بتوسيع نطاق العملية العسكرية في رفح الفلسطينية بشكل عملي، حيث تجاوزت شارع صالح الدين باتجاه الغرب نحو حيي الجنينة والسلام، بالتزامن مع تكثيف غاراتها المدفعية والجوية على المدينة، وركزت الطائرات الحربية غاراتها العنيفة على أحياء البرازيل والتنور والشوكة شرقي ووسط رفح، بينما أطلقت طائرات "الكواد كابتر" المسيرة نيرانها بشكل كثيف في المناطق الشرقية للمدينة.

وتعتزم إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو المقبل، في ظل استمرار العنف الممارس ضد الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، مما يعكس التحرك الدولي الإيجابي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، كما أنه من المتوقع أن تلحق إيرلندا ودول أوروبية أخرى بخطوة إسبانيا.