رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للدين رب يحميه

 

عندما هاجم الكاتب محمد حسنين هيكل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات تم منعه من الكتابة في كل الصحف المصرية.

وبعد عدة سنوات من حكم الرئيس مبارك استأذن الكاتب إبراهيم سعدة (وكان يرأس مجلس إدارة أخبار اليوم ) الرئيس مبارك أن يسمح لهيكل بالكتابة في جريدة أخبار اليوم.. وبعد إلحاح شديد وافق الرئيس مبارك.

لكن هيكل للأسف لم يستغل الفرصة بذكاء، وكتب مقالا ناريا بعنوان: كيف يؤخذ القرار في مصر!!

هاج وماج الرئيس مبارك، واتصل بإبراهيم سعدة غاضبا وأمره بمنع هيكل من الكتابه نهائيا..
حاول إبراهيم سعدة كثيرا مع مبارك ووعده أن يتم الرد علي هيكل الحجة بالحجة لإثراء حريه الرأي والصحافة لكن مبارك رفض تماما.

واضطر إبراهيم سعده للاعتذار لهيكل الذي قال له (أعلم جيدا أن حرية الرأي مغلولة في مصر).

وبالفعل كتب إبراهيم سعدة في اليوم التالي بالجريدة إن هيكل يعتذر عن الكتابه لوعكة صحية.. ومرت الأيام ونسي الناس اختفاء هيكل القسري.
تذكرت هذه القصة عندما تابعت الثورة العارمة ضد إنشاء مركز (تكوين) واتهامه بالكفر والإلحاد والزندقة والفتنة الطائفية وكل أنواع الموبقات لمجرد أن بعض أعضائه كانوا في الماضي يفكرون عكس التيار، وربما تجاوزوا الخط الأحمر  أحيانا أثناء طرح وجهة نظرهم.

علما بأنه لا يجوز دينيا تكفير أي إنسان وكلنا نتذكر رفض الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تكفير داعش رغم جرمها العلني.

مصر تمتلك أكبر منارة إسلامية في العالم وهي الأزهر الشريف.. وبالطبع قادرة على الرد على هذا المركز وتفنيد ادعاءاته وأفكاره بسهولة ويسر.  فلماذا كل هذا التعصب والكراهية ضد الفكر الآخر؟

الرئيس السيسي نادى مرارا بتجديد الخطاب الديني (والمقصود به تنقيه كتب الحديث والتراث مما هو مدسوس عليهم، وليس تعديل بعض آيات القرآن الكريم كما يحب أن يشيع البعض، حاشا لله)، ومشيخة الأزهر لم تستجب بالقدر الذي يتفق مع خطورة الوضع مما أعطى الفرصة لظهور هذه المراكز.

لا أدري لماذا لا يشكل أزهرنا الوسطي لجانا لتنقيح بعض الخزعبلات الموجودة في كتب التراث القديمة والتي تسىء للدين مثل الإسرائيليات تماما كإرضاع الكبير والقدرة الجنسية الخارقة للرسول عليه الصلاة والسلام، والثعبان الأقرع في القبر وغيرها الكثير.. لو تم ذلك لأخرسنا الألسنة وأسدينا معروفا وجميلا لكل كتب التراث..