رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زراعتنا.. غذاؤنا وغذاء العالم

بتسعة مليارات جنيه، حققتها خلال السنة الماضية، صارت صادرات مصر من الحاصلات الزراعية، الطازجة والمصنعة، ثانى أكبر مورد للعملة الصعبة، ولا يزال العمل مستمرًا لتنمية هذا القطاع الحيوى المهم، فى ضوء استراتيجية الدولة المتكاملة لإضافة أربعة ملايين فدان إلى الرقعة الزراعية، بحلول سنة ٢٠٢٧، أضاف منها مشروع «مستقبل مصر للتنمية المستدامة»، بالفعل، أكثر من مليون فدان على امتداد محور «روض الفرج- الضبعة الجديدة»، من إجمالى ٢.٢ مليون فدان، هى المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة.

مع افتتاحه المرحلة الأولى من موسم حصاد هذا المشروع، وعدة مشروعات زراعية أخرى تابعة لجهاز مستقبل مصر، أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الإثنين، أن «الحكاية ليست فقط زراعة الأرض، وإنما الأهم هو التصنيع الزراعى والغذائى، الذى يُعظِّم الاستفادة من المحاصيل ويزيد من أرباحها»، مشددًا على ضرورة أن يكون الإنتاج ضخمًا لتغطية احتياجاتنا، ثم الاتجاه إلى التصدير. كما أشار إلى أن توفير فرص العمل هو أحد أهم أهداف ومكاسب المشروعات القومية.

منذ أن تولى الرئيس السيسى الحكم، صدرت تكليفات رئاسية عديدة بدعم القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية، وزادت الاستثمارات الحكومية الموجهة إليها، باعتبارها من القطاعات ذات الأولوية، ونظرًا لدورها الحيوى فى تحقيق الأمن الغذائى، وتعزيز الاقتصاد القومى إجمالًا. ولعلك تتذكر أن الرئيس كان قد تعهّد، عقب أدائه اليمين الدستورية للولاية الرئاسية الجديدة، بتبنِّى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، مع التركيز على قطاعات الزراعة والصناعة وزيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى.

جهود تطوير القطاعات الإنتاجية الزراعية، واستعادة مكانة مصر التاريخية فى هذا المجال، تأتى فى إطار جهود تنموية شاملة، تتكامل فيها جميع القطاعات الاقتصادية لتحقيق أعلى قيمة مضافة للمنتجات المصرية، وتعزيز الأمن الغذائى، وتوفير فرص العمل، وزيادة الصادرات والحد من الاستيراد. وسبق أن وجّه الرئيس السيسى، فى ١٨ فبراير ٢٠٢٣، بتوفير أقصى درجات الدعم لقطاع الزراعة والمزارعين، ومواصلة تطوير منظومة الزراعات التعاقدية، لتشجيع التوسع فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية، والحد من الفاتورة الاستيرادية. وبعد اطلاعه على تطورات تنفيذ عدد من مشروعات الأمن الغذائى، وجهود تطوير السلالات المصرية للثروة الحيوانية، شدّد الرئيس على ضرورة تكثيف استخدام التقنيات الحديثة فى الزراعة والهندسة الوراثية، وتعظيم الاستفادة من الأبحاث العلمية لزيادة الإنتاج وخفض التكلفة.

الرئيس كان قد وجّه، أيضًا، بمواصلة الجهود الجارية لتعميق التصنيع والإنتاج الغذائى، خلال اجتماع عقده فى ٧ مارس ٢٠٢٣، مع رئيس الوزراء، ووزير التموين، ورئيس هيئة الشئون المالية لقواتنا المسلحة، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ورئيس مجلس إدارة شركة سايلو فودز. وهو الاجتماع الذى جرى خلاله تناول الموقف التنفيذى لمجمع «قها وإدفينا» للصناعات الغذائية المتطورة، بمدينة السادات، إضافة إلى متابعة سير العمل بالمدينة الصناعية الغذائية، «سايلو فودز»، التى صارت، بعد افتتاح مرحلتها الثانية، أحد أهم مشروعات التصنيع الغذائى على مستوى المنطقة العربية وقارة إفريقيا.

من هذا المنطلق، وسعيًا إلى تحقيق حلم إضافة ٤ ملايين فدان إلى الرقعة الزراعية المصرية، بحلول سنة ٢٠٢٧، تعددت مشروعات «جهاز مستقبل مصر»، بدءًا من الدلتا الجديدة، وصولًا إلى أسوان والداخلة والعوينات. ومن العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذى للجهاز، عرفنا أن هذه المشروعات تتيح أكثر من مليونى فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما عرفنا، أيضًا، أن الجهاز يقوم بدراسة مختلف الآليات الخاصة بتقليل تكلفة الإنتاج، ويعمل على إنشاء عدد من الأسواق، لتنشيط التجارة الداخلية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر كانت قد شدّدت، بلسان رئيسها، أمام الدورة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الدورة السابعة والسبعين، على ضرورة التعامل مع أزمة الأمن الغذائى، وطرحت استراتيجية متكاملة تستهدف معالجة أسبابها الجذرية، تقوم على تطوير نظم الزراعة والغذاء، وتلبية الاحتياجات العاجلة للدول النامية، و... و... واستنادًا إلى موقعها الجغرافى الفريد، أعلن الرئيس عن استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولى من أجل إنشاء مركز دولى لتخزين وتوريد وتجارة الحبوب، على أرضها.