رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

(ملف) مهن ينعشها "اقتصاد الانتخابات": الهتيفة.. "مهنة المصلحجية تندثر وسط علو صوت "البلطجية"

جريدة الدستور

لا يظهرون سوى أيام الانتخابات فقط. حناجرهم هي رأسمالهم، يحاولون من خلالها أن تصل هتافاتهم إلى أسماع المواطنين من أهالي الدائرة الانتخابية. يصيغون هتافات وشعارات مضبوطة الوزن والقافية، كي تعلق بيسر في أذهان سامعيها، حيث يستعين بهم المرشحون للهتاف لهم وسط الجماهير، سواء من خلال السير خلفهم في المؤتمرات والجولات الانتخابية أو أن يقوم بالتجول بين شوارع الدائرة الانتخابية للمرشح، ويبدأ في حث الناس على انتخابه، فيما يعرف بـ"بيزنس" محترفي جمع الأصوات أو كما يطلق عليهم البعض"الهتيفة".

في منطقة عابدين. ذاع صيت الحاج "عصام الهتيف" بين أهالي المنطقة والمرشحين علي حد سواء. له باع طويل في الدعاية الانتخابية لمرشحي دائرته.

يروى "عصام" كواليس مهنته قائلاً: "مهنة (الهتيفة) كان لها وزن في السابق. كانت تعتمد على مهارة الشخص في صياغة الهتافات والشعارات الرنانة التي تجذب انتباه الأهالي. لكن اليوم أصبح أغلب المرشحين يعتمدون على استئجار مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل والبلطجية أحيانًا من مناطق بعينها للهتاف باسم مرشح وحث الناخبين على إعطائه أصواتهم مقابل مبلغ من المال يتم الاتفاق عليه مسبقًا بشكل سري عن طريق وسيط بين المرشح وهؤلاء الشباب.

وعن أماكن استئجار الهتيفة، قال عصام: إن "منطقة الدرب الأحمر ومنطقة السوق في عابدين والسيدة زينب من أشهر الأماكن التي تمتلئ بالهتيفة؛ حيث يتمركزون على المقاهي الشعبية هناك، في انتظار قدوم سمسار من طرف أحد المرشحين، ثم يبدأ التفاوض من خلال سلسلة من المكالمات الهاتفية لحين الاتفاق علي مبلغ معين مقابل أداء المهمة المطلوبة منهم.

وتابع: "هناك نوعان من (الهتيفة): أحدهما يختص بالتجول بسيارة أجرة مغطاة بصور المرشح مثبت عليها مكبرات الصوت لتذيع شريط تسجيل لصوت المرشح أو يتولي الهتيف مهمة ترديد عبارات التأييد له، مقابل دفع أجرة مقدما لسائق السيارة لتنظيم جولة يومية لمدة 7 - 8 ساعات، أما النوع الثاني فتنحصر مهمتهم في السير خلف المرشح في المؤتمرات الانتخابية وإلقاء عبارات مقتضبة لإقناع الناخبين ببرنامج المرشح وهو ما يتطلب دراية ووعي أكبر من الهتيف وبالتالي يرتفع أجره مقابل النوع الأول".

وعن أشكال الدعاية قبل الثورة يوضح: "قبل الثورة كانت الشوارع تمتلئ بـ(الصوانات) التي ينصبها مرشحو الحزب الوطني والأحزاب المنافسة له، بينما حاليًا اكتفى أغلب المرشحين بتوزيع مساعدات غذائية ومالية للأسر الفقيرة من أهالي الدائرة؛ طمعًا في الحصول على أصواتهم، وتنظيم رحلات للأهالي بأسعار رمزية وخدمات أخرى بغرض استقطاب الناخبين".

وأوضح أن المرشحين الظاهرين على الساحة حاليًا، جميعهم من المنتمين للحزب الوطني والذين سبق وأن سجنوا على خلفية اتهامهم في أحداث موقعة الجمل إبان ثورة 25 يناير قبل 4 سنوات.

الخطاطين: "الطباعة" قضت علينا.. و"الله يرحم أيام الحزب الوطني"

المطابع.. "خلية نحل".. ومرشحو "الوطني" دجاجة تبيض ذهبًا

أصحاب الفراشات: "الله يخرب بيت الفيس بوك"