رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

(ملف) مهن ينعشها "اقتصاد الانتخابات": المطابع.. "خلية نحل".. ومرشحو "الوطني" دجاجة تبيض ذهبًا

جريدة الدستور

تعد اللافتات والمنشورات المطبوعة، إحدى المعالم المميزة لموسم الانتخابات، حيث تزدهر مهنة الطباعة خلال الفترة التي تسبق إجراء الانتخابات ولاسيما البرلمانية منها نظرًا لكثافة أعداد المرشحين.

ومع انطلاق ماراثون الانتخابات، تحولت المطابع المنتشرة في أحياء السيدة زينب، والأزهر، والعتبة إلى خلية نحل تعمل ليل نهار، دون توقف لتسابق الزمن من أجل الالتزام بتعاقداتها مع المرشحين، من توفير وسائل الدعاية بالكميات المحددة المتفق عليها والتي تتنوع بين بانرات ولافتات ومنشورات وملصقات، وغيرها من وسائل الدعاية المختلفة.

"مطبعة عباد الرحمن".. إحدى المطابع الكائنة بمنطقة العتبة. العمل داخلها لا يتوقف. أصوات ماكينات الطباعة لا تهدأ. حركة مكوكية من وإلى المطبعة لتسليم المطبوعات المتفق عليها.

يقول الحاج يحيى إبراهيم، مالك المطبعة، إن "المطابع من أبرز المؤسسات التي تنتعش في المناسبات الانتخابية؛ نظًرًا لحجم الملصقات والمنشورات والمطويات، التي يتولى المرشحون توزيعها على الناخبين على نحو قد يفوق أحياًنا قدرة المطبعة الإنتاجية، فتضطر للعمل على مدار الساعة وأحيانًا تلجأ إلى خدمات شباب عاطل عن العمل لمساعدتها في الطباعة أو نقل المطبوعات إلى أصحابها مع تمديد ساعات العمل إلى وقت متأخر من كل يوم، بغية توفير (طلبيات) الأحزاب السياسية والمرشحين".

وأكد الحاج يحيى، أن "المطبعة تستعد لموسم الانتخابات بزيادة (طلبيات) المواد الخام التي يستورد أغلبها من الخارج كالأوراق والأحبار نظرًا لتضاعف حجم الطلب على المنشورات المطبوعة خلال تلك الفترة السابقة لإجراء الانتخابات.

ولفت إلى أن "نسبة إقبال المرشحين على التعامل مع المطابع، شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الانتخابات الراهنة مقارنة بالانتخابات التي كانت تُجرى قبل ثورة 25 يناير، حيث كان مرشحو الحزب الوطني يكتفون بعدد قليل من اللافتات، وفقًا لسقف محدد للإنفاق لا يتخطونه، نظرًا لثقتهم في الفوز بمقاعد المجلس، فلم يكونوا يعبأون بالإنفاق ببذخ علي الدعاية الانتخابية، بينما في عهد الإخوان كانت لهم مطابعهم الخاصة ولا يتعاملون مع غيرها".

وأردف: "أما حاليًا فهناك إقبال كبير على المشاركة في الانتخابات وهو ما انعكس على حجم الطلب علي الدعاية الانتخابية التي تضاعفت كثيرًا، حيث ظهر في البرلمان الحالي مرشحون جدد من الشباب حديثي العهد بالسياسة ليس لديهم الأموال الكافية لتمويل حملات انتخابية، فيكتفون بعمل دعاية لا تتعدي الـ 3 آلاف جنيها، فيما ينفق المرشحون السابقين عن الحزب الوطني "المنحل" أموالًا طائلة قد تصل إلى مليون جنيه طمعًا في استعادة مقاعدهم في البرلمان مرة أخرى".

وعن أنواع الدعاية، يوضح الحاج يحيى، أن "أشكال الدعاية تتنوع بين ورق (بانرات) بأحجامه وورق منشورات بأحجامها"، مضيفًا أن "أشكال المطبوعات لم تختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة بخلاف التعليمات الصادرة بمنع كتابة أية شعارات دينية على أوراق الدعاية مع الاكتفاء فقط بإبراز اسم المرشح والدائرة و الرمز الانتخابي ورقم المرشح".

وأكد أن "الانتخابات البرلمانية تعد باب رزق كبير للعاملين بالمطابع بالمقارنة بالانتخابات الرئاسية والتي يتنافس فيها عدد محدود من المرشحين لا يتعدى أصابع اليد الواحدة في كثير من الأحيان، وبالتالي ينخفض سقف الإنفاق علي الدعاية، بينما في المقابل تزخر الانتخابات البرلمانية بالمرشحين في مختلف الدوائر"، متوقعًا أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مزيدًا من الإقبال علي المطابع مع بدء المرحلة الثانية للانتخابات، لافتًا إلى أن أغلب الدعاية الانتخابية محصورة حاليًا في الأقاليم مقابل 10% ممن يلجأون إلي طباعة الدعاية الخاصة بهم في القاهرة.

وعلى بعد خطوات منه، تقع مطبعة الدريني، إحدى أكبر المطابع بشارع الأزهر، يقول مالكها الحاج محمد الدريني، أن "انتخابات العام الجاري تختلف عن سابقتها كثيرًا، مرجعًا ذلك إلى أن الانتخابات كانت في السابق إبان عهد الحزب الوطني محسومة فلم يكن يجرؤ أحد على الترشح في مواجهة مرشحي الحزب الوطني، وكانوا هم الآخرين لا يجهدون أنفسهم بالإنفاق على الدعاية.

وأشار إلى أن "العمل خلال الشهر الذي يسبق الانتخابات يتم علي مدار الساعة طوال اليوم، مقسمة على ثلاث ورديات عمل لملاحقة طلبات المرشحين"، موضحًا أنه يقوم بطباعة الدعاية لـ 4 مرشحين يتراوح حجم الإنفاق على حملاتهم الانتخابية بين 7 آلاف إلى 100 ألف جنيه، موضحًا أن "أشكال الدعاية تتنوع بين بانرات أصغرها 200 متر، وقد تصل إلى ألف و4 آلاف متر، إضافة إلى المنشورات الورقية و التيشيرات المطبوعة، و الملصقات".

ويضيف الدريني أن المطبعة ليست المستفيد الوحيد وإنما يستفيد معه مجموعة من أصحاب المهن المرتبطة بالطباعة وتنتعش تجارتهم، مثل محلات القمصان t-shirt التي يشتري منها كميات مهمة ليقوم بطباعة اسم الحزب عليها، وكل الأدوات المكتبية، من رزم الأوراق وأنابيب الحبر.

ولفت إلى أن هناك تعليمات وردت إلى أصحاب المطابع بحظر طباعة أية منشورات تؤيد أعضاء مرشحين منتمين إلى جماعة الإخوان أو تروج لها، علاوة علي الرقابة الذاتية للعاملين بالمطابع الرافضين لنهج أعضاء الإخوان العدائي ضد الشعب المصري، مشيرًا إلى أن أعمال الدعاية تظل مستمرة لحين بدء فترة الصمت الانتخابي، وبعد إعلان النتائج تبدأ مرحلة إعداد لافتات التهاني وكروت دعاوى لحضور مؤتمرات وينخفض حجم الطلب تدريجيا بنسبة 75% بعد انتهاء السباق الانتخابي.

وفي منطقة السيدة زينب اشتكى العاملون في المطابع من ركود الطلب على الدعاية من قبل المرشحين، قائلين: "مفيش أي دعاية في الموسم ده لحد دلوقتي لكن قبل كده مكناش بنلاحق علي الطبع".

وتوقع العاملون أن يزداد حجم الإقبال على الدعاية مع جولة الإعادة بين المرشحين، كاشفين عن وجود عدد كبير من بين المرشحين الذين أعلنوا خوضهم الانتخابات، قالوا إنهم لن ينفقوا علي حملاتهم الانتخابية؛ نظرًا لأن مهمتهم فقط هي تفتيت الأصوات الانتخابية، بينما ستظهر في جولات الإعادة الأسماء الحقيقية التي تسعي للفوز بمقعد في البرلمان وحينها سيزداد الإقبال علي المطابع.

أصحاب الفراشات: "الله يخرب بيت الفيس بوك"

الهتيفة.. "مهنة المصلحجية تندثر وسط علو صوت "البلطجية"

الخطاطين: "الطباعة" قضت علينا.. و"الله يرحم أيام الحزب الوطني"