رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسى فى عيون القبارصة اليونانيين


تعود علاقتى بدولة قبرص إلى يناير 1987 حينما بدأت أحضر مؤتمرات علمية تنظمها جامعة قبرص، وأتذكر أن أول بحث كنت قد ألقيته فى تلك السلسلة من المؤتمرات كان بعنوان: «الرياضيات فى مصر القديمة». ثم بدأ حضورى المنتظم فى تلك المؤتمرات ومن هنا تكونت صداقتى الأكاديمية مع أساتذة جامعة قبرص. وخلال تلك الزيارات تعرفت على المدن القبرصية المختلفة، وأحسست بجمال تلك الأماكن وبالأخص ما تضمه من آثار مختلفة وكنائس قديمة – مازالت محتفظة بطابعها القديم دون أى تعديل – وأيضاً أديرة قديمة يشهد رهبانها بفضل الرهبنة المصرية عليهم. وبمرور الوقت أضيفت إلى قائمة الزيارات العلمية زيارات سياحية، حيث أذهب لقضاء بضعة أيام أو بضعة أسابيع بمدينة لارنكا الجميلة، وهناك فندق أتوجه للإقامة به ولى حجرة مخصصة فى هذا الفندق. وبمرور الوقت تكونت صداقات مع العديد من القبارصة اليونانيين من مهن مختلفة.

اعتدت فى زياراتى أن أتوجه فى الصباح الباكر لتناول فنجان قهوة أو «شاى» فى أحد المحلات مع مجموعة من الأصدقاء القبارصة اليونانيين. وهذا العام، قضيت فترة أجازة عيد الأضحى المبارك فى مدينة لارنكا القبرصية، وكانت الزيارة متوافقة مع زيارة الرئيس السيسى لحضور دورة اجتماعات الأمم المتحدة. وكان الحديث يدور بيننا حول دور السيسى فى مصر. فقالوا لى – دون أدنى إضافة منى – إن السيسى نعتبره «بطل» لأنه أنقذ وطنه من الدمار وجنب المنطقة كلها ويلات كثيرة. فقلت لهم إنه رجل من الجيش المصرى وله رؤية صائبة فى العديد من الأمور كما أنه حازم وحاسم. فقالوا لى: إننا أحسسنا بمدى حبه وإخلاصه لوطنه وقت افتتاح قناة السويس الجديدة، ومدى حرصه على زيادة موارد الوطن وتحسين أقتصاده. وفى فترة قصيرة استطاع أن ينجز الكثير باتضاع شديد. وقال آخر، بلا شك إن الاستثمارات التى ستتم فى منطقة قناة السويس لها عائد إيجابى على الاقتصاد القبرصى، كما أن اكتشافات البترول – التى ظهرت فى الأيام الأخيرة – لها مردود إيجابى على مصر وعلى المنطقة. كما أن السيسى سيكون له دور مهم فى انتشال سوريا من حالة الدمار التى تمر بها منذ عام 2011!!

كل هذه المشاعر الصادقة أوجدت حالة من الفخر بداخل الإنسان وأظهرت قيمة الإنسان المصرى بسبب الرجل الذى – فى يوم من الأيام – حمل روحه فى يده وتحمل مخاطرة محاربة الإرهاب بثبات وثقة وبإيمان كامل فى الله دون تردد وبلا خوف.

من الأمور المُشجعة فى هذا الرجل أنه لا ينحاز لأحد حتى لو كان من أشد المقربين إليه، فالمعيار عنده يكمن فى مدى العطاء والإنجازات التى تمت فى وقت زمنى محدد، فلا تكاسل ولا تراخى ولا مراوغة ولا وعود كاذبة ولا شعارات براقة. فالعمل هو مقياس التقييم الدورى للمسئول.

من مدينة لارنكا القبرصية أرسل بتحياتى وتحيات القبارصة اليونانيين الذين يحملون حباً خالصاً للمصريين. فقط علينا أن نكون سفراء حقيقيين لمصر فى تصرفاتنا وإخلاصنا وكلامنا وأيضاً فى صداقتنا الحقيقية. فلنسعى كسفراء كأن مصر تتحدث بنا.