رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قناة السويس الجديدة .. الخطوة الأولى للتنمية


برغم أهمية قناة السويس الجديدة لحركة الملاحة العالمية وما ستدره على مصر من عائدات إضافية تتمثل فى تعزيز معدل النمو للاقتصاد المصرى لتضاعف عبور السفن، وزيادة احتياطى البنك المركزى عن طريق زيادة العائد من ٥٫٣ إلى ١٥٫٢ مليار دولار، بالإضافة إلى توصيل استحقاقات المستثمرين المصريين من شهادات الاستثمار التى تم شراؤها لحفر القناة والتى وصلت إلى 64 مليار جنيه ولكن الأهمية الأكبر لها تكمن فى أنها الخطوة الأولى لمشروع تنمية محور قناة السويس والتى بدأ العمل فور افتتاح قناة السويس الجديدة فى تطوير ميناء شرق بورسعيد، كما سيتضمن المشروع صناعات تكرير البترول والبتروكيماويات وصناعة بناء السفن وبناء الحاويات وإقامة مدن تسوق عالمية ومزارع الاستزراع السمكى، كما أن المشروعات التى من الممكن إنشاؤها خدمة السفن العابرة لخليج السويس وترسانة بحرية عملاقة لإصلاح السفن، وجدير بالذكر أن قناة السويس الجديدة تبعث برسالة ثقة للداخل والخارج بأن الشعب المصرى قادر على صنع المعجزات، أيضاً رسالة للإرهابيين بأنهم لن ينتصروا على الشعب المصرى، حيث إن مصر أثبتت للعالم أنها آمنة بحضور قادة وزعماء أغلب دول العالم لحفل الافتتاح الذى أبهر الجميع. كانت إرادة المصريين قاهرة لعنصر الزمن، حيث إن الحفر تم فى سنة واحدة بدلاً من 3 أعوام، كما كانت قاهرة لعنصر التمويل، فقد تم إنجاز قناة السويس الجديدة بخير وأموال المصريين أظهرت إرادة المصريين فى القيام بأكبر عملية تحريك للرمال فى التاريخ الحديث والمعاصر فى توقيت زمنى قصير وقاموا بحفر مجرى ملاحى جديد بطول 35كم وبعمق 24 متراً وعرض حتى 400 متر، إضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى والبلاج بطول 37 كم عن طريق أكبر عملية تكريك فى العالم شارك فى إنجازها 75% من كراكات العالم بإجمالى كميات رمال مزاحة تصل إلى نصف مليار متر مكعب .

المطلوب أن روح أكتوبر التى كانت مستلهمة فى حفر قناة السويس الجديدة، نستلهمها فى كل أعمالنا الأخرى، لأن المعركة الآن التى ستواجهها مصر هى التنمية وأننا قادرون بفضل الله على إحداث التنمية بسواعد وقدرات المصريين خاصة أن قناة السويس الجديدة أثبتت أن المصريين قادرون على تحقيق الإنجازات. إن مشروع قناة السويس الجديدة أشرفت عليه القوات المسلحة وكانت قادرة على العبور بالوطن إلى المستقبل، كما عبرنا به إلى آفاق الحرية والعزة والكرامة فى حرب أكتوبر 1973 فى المكان نفسه وعلى المجرى المائى نفسه لتحقق إنجازا عسكريا مازال يدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية حتى الآن.

مستشار كلية القادة والأركان