رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكومة الثورة... لم تعزل فاسداً واحداً!!


«كلام مرسل».. «كلام مرسل».. «معاكم دليل»؟!.. هكذا ترد الحكومة على أى اتهام بالفساد.. لأى مسئول فى أى موقع.. وهذا ما كان يحدث بالضبط خلال الـ 40 عاماً الماضية نفس الكلام.. ونفس الرد..!! لو بعث افلاطون حيا سوف يرى من تصريحات الحكومة أن «المدينة الفاضلة» قد قامت وأصبح المجتمع كله بلا استثناء واحد لا يوجد به فاسد!! نقول هذا بعد أن أصبح الفساد له الحماية والحصانة.. بل والترقى.

 وأصبح الشريف يبحث عمن يحميه ويدافع عنه.. كانت ثورات الشعوب دائما تحطم الأنظمة.. كى تقيم أنظمة عادلة تحقق أهدافها.. دائما تدفع الشعوب الثمن غاليا وهى راضية كى تأتى بالحرية والعدالة الاجتماعية!!

كان للشعب المصرى الدور الحاسم والمهم فى إسقاط نظامين كل منهما اعتدى على هذا الشعب بصورة لم تحدث له فى تاريخه.. جاءت حكومة الثورة كى تحقق أمانى وأحلام هذا الشعب وفى طليعته شباب هذا الوطن «ورد الجناين». تمر الأيام ثقيلة وبطيئة.. والإرهاب يضرب الوطن من الداخل والخارج من تحت الأرض وفوقها ووقف الشعب المصرى يقاتل كل هذا حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة.. كانت المفاجأة مذهلة وثقيلة عندما انتظرت كل فئات الشعب أن يحدث لها التغيير.. ثم أخذت تنتظر أيضا ولكنها لم تسمع سوى كلمة واحدة تتردد نهارا وليلا وكل يوم.. «الإخوان الإخوان.. الإرهاب الإرهاب»..!! لكن الفساد قد تم إسقاطه تماما وكأنه قد اختفى ولم يعد له وجود.. لكن عيون الشعب ترى أن الفساد أصبح له حصانة.. بل لا يمكن قهره.. القرار غائب بعيد تماما.. ولم يستخدم مرة واحدة فى الإطاحة بفاسد واحد.. كأن الفساد أصبح من الماضى البعيد! نذكر بعض الوقائع.. أن من اعتدى على أموال التأمينات وتسبب فى آلام مبرحة للملايين من أصحاب المعاشات.. ورفع درجة الاحتقان الشديد بينهم وهذا مثبت بالأوراق الرسمية وتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات التى أدانته.. وبالرغم من هذا كله استمر فى حماية دائمة من كل الحكومات حتى حكومة الثورة نفسها!! وبالرغم من هذا كله قامت بترقيته فى أعلى المناصب وأهم المواقع.. ثم نسمع كلاماً غريباً «احنا مش عايزين دوشة»!!

ومازالت الملايين تعانى من الجوع والفقر. بل وعدم القدرة على شراء العلاج.. ماذا نقول للحكومة التى تصدر القرارات وتحصن وتحمى من اعتدى على الملايين من المصريين؟! لنا الحق أن نصرخ ويعلو صوتنا بالصراخ ونعلم تماما أن لا أحد يسمعنا.. رغم أن ما نقوله لا يجوز عدم سماعه.. لكن ترك الأمور هكذا أصبح يمثل تهديداً خطيراً بالوطن نفسه.. أسألوا الملايين التى تعيش فى قاع المجتمع الآن.. سوف تجدون منها ما يجعلكم تتألمون.. أيضا هناك حفنة من الكبار داخل وزارة المالية والتأمينات معلوم ومعروف اسماؤهم طبقا للتقارير المالية والرقابية هؤلاء اعتدوا مباشرة على الملايين من أصحاب المعاشات وحصلوا لأنفسهم على ثمن الصمت والسكوت على جريمة العصر.. أى الاعتداء على أموال التأمينات، كان رد الحكومة علينا عنيفا عندما وافق رئيس الحكومة على مد الخدمة بعد الإحالة إلى المعاش لأهم الرموز التى شاركت فى الاعتداء على الملايين الجائعة الآن..هل الكفاءة النادرة لهؤلاء المعتدين على بطون الفقراء تعتبر مزايا للحكومة تجيز لها أن تصدر قرارات بمد الخدمة بعد المعاش؟!

وهل مصر العظيمة وشعبها فقدت القدرة على أن تأتى بغيرهم؟! إنها نماذج محدودة للغاية ويمكن سرد العشرات منها بالأسماء والمواقع حتى بأرقام الأموال المنهوبة.. لكن الحكومة سوف ترد علينا كالعادة «كلام مرسل»!.. لكن ما رأى رئيس الحكومة فى تقرير صادر عن الجهاز المركزى للمحاسبات يعلن فيه أن هناك حفنة من كبار الموظفين بالمالية والتأمينات حصلوا لانفسهم على 3 مليارات جنيه حوافز ومكافآت وبدلات خلال 4 سنوات.. أين إذا القرار الإدارى.. القرار السياسى.. قرار حكومة الثورة؟!.. هل يريد رئيس الحكومة أن نرسل له تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات؟!.. رغم أن التقرير فى درج مكتبه..!.. هل هذا «كلام مرسل»؟! أم أننا أخطأنا وضلينا الطريق؟!.. الحقيقة أننا ضلينا.. ضلينا الطريق!!.