رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

...وللخيانه وجه واحد مهما طال الزمن


استفزنى القرار السافر للبرلمان الأوروبى مؤخراً عندما طالب مصر بالإفراج عن العملاء والخونة والقتلة والإرهابيين من السجون المصرية.. وهنا عدت بذاكرتى إلى الخطاب الذى سبق ووجهه المرشد الأسبق للجماعة محمد حامد أبوالنصر للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك فى مجلة «الاعتصام» الإخوانية فى يونيو ويوليو عام 1986.
يقول هذا المدعى بالحرف: «
سيادة الرئيس.. إننا مسلمون مصريون أول ما يهمنا أن يكون شعبنا مستقراً هانئاً فى ظل تشريع الله سبحانه وتعالى».. كلام عظيم.. لكن يا ترى هل يمت للواقع بصلة بعد اغتصابهم الحكم لمدة عام وتعاملهم مع الغرب ضد وطنهم؟!.. ويواصل «أبوالنصر»: «لا أكون مغالياً إذا قلت إن تطبيق شرع الله فى مصر سيكون فاتحة خير لجميع المنطقة من أولها إلى آخرها.. بل ويتعداه إلى غيرها من البلاد الإسلامية كإندونيسيا وماليزيا وغيرهما.. ولست أدرى.. وفينا كل حصيف ذكى يعلم صدق ما أقوله حق العلم.. لماذا لا يجتمع هؤلاء جميعاً على المطالبة بتطبيق شرع الله مطالبة عملية تأخذ بالحياة من جميع أطرافها؟!!.. هنالك يسعد الحاكم ويسعد المحكوم، ويطمئن الحاكم ويرتاح الشعب كله».. هذه الفقرة تكشف المخطط الذى وصل من خلاله الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر وتونس.. ثم إرباكهم المشاهد السياسية فى دول أخرى مثل سوريا وليبيا واليمن والبقية تأتى.

ويستطرد مرشد الإخوان الأسبق مخاطباً «مبارك»: إن الإخوان تيار يعلمه ويحسنه كل الناس فى مختلف بقاع الأرض.. ذلك لأنهم أصحاب عقيدة وليسوا أصحاب فكر، وما يطالبون به ليس من عندياتهم ولكنها أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، وسُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من بعده - رضى الله عنهم أجمعين».. كسبنا صلاة الحبيب محمد.. «أبوالنصر» يقول إن ما يطالب به الإخوان ليس من عندياتهم ولكنها أوامر الله ونواهيه.. يا سبحان الله!!وفى خطاب ثانٍ لـ «أبوالنصر» موجهاً أيضاً للمخلوع «مبارك» نشر فى جريدة «الشعب» يوم 31 يناير عام 1995 يقول فيه: «إن الإخوان لا يعرفون التطرف، بل هم أول من أدان التطرف، وفندوا دعاواه وفتاواه، كما أنهم من حدد مهمة الداعية إلى الله وضوابط التزامه، وذلك من خلال الكتاب والسنة، وأن ذخيرتهم هى الحوار بالحجة والدليل والسند الشرعى المستند من القرآن وسُنة النبى - عليه الصلاة والسلام - ويدعى «أبوالنصر» أن إخوانه لا يؤمنون بالإرهاب والعنف عندما يقول: «لقد أدانوا العنف وقد استنكروا الإرهاب وأعلنوا رفضهم للعدوان على الأرواح أو الدماء أو المعتقدات والأفكار وراعوا وجه الله فى بلدهم ومواطنيهم وسعوا لخير الناس وما فيه صالحهم».. ويكذب هذا الرجل حينما يقول: «إن الإخوان أعلنوا وأكدوا فى جميع المناسبات وبجميع الوسائل أنهم لا يسعون إلى السلطة، كما أن السلطة ليست هدفهم، وإنما هم دعاة إلى الإسلام بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وينشرون الحب والود، ويحيون القيم والمثل والبذل والعطاء، ويطالبون بتطبيق شرع الله وهم الجنود المطيعون لمن ينهض بهذا الأمر».. وهنا نطرح السؤال التالى: إذا كان الإخوان بهذه البراءة وهذه الوطنية وهذا الزهد والورع.. فكيف نسمى ما حدث منهم ضد مصر وشعبها والأمة بكاملها منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن؟!ورداً على ادعاءات وأكاذيب «أبوالنصر» وغيره من مرشدى الإخوان وقياداتهم سأكتفى بما كشفه المحامى والكاتب الكبير ثروت الخرباوى الإخوانى المنشق عن الجماعة عام 2003، حيث يقول فى كتابه «سر المعبد»: جماعة الإخوان عبارة عن مجموعة مغلقة تضمر فى نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظم أفرادها، فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار فى صندوق خفى لا يستطيع أحد أن يطلع على ما فيه».. ولم يكتف الكاتب بذلك بل شبه الإخوان فى سريتهم بـ «الماسون»، مستنداً إلى ذلك برأى الشيخ محمد الغزالى عن اختراق جماعة الإخوان بواسطة شخص كان يكتب فى جريدة «التاج المصرية» وهو منظر وفيلسوف الجماعة وأحد أقطابها الفكرية التكفيرية.. إنه سيد قطب لا غيره.. إنه صاحب المقال الشهير «لماذا صرت ماسونياً» المنشور فى الجريدة المشار إليها يوم الجمعة 23 أبريل عام 1945..

ويواصل الكاتب الكبير مفاجآته ضد الخونة، فيكشف صلتهم الوطيدة بأمريكا منذ عام 2005، مؤكداً وجود مراسلات واتفاقيات بينهما ضمت طرفاً ثالثاً وهو إسرائيل.. أى أن وصول هؤلاء المجرمين للحكم كان مخططاً له بمساعدة قوى الشر العالمية.. إذ كيف نُفسر تصريح عصام العريان على قناتى «دريم» و«الحياة» عندما رحب وطالب بعودة اليهود إلى مصر؟!.. وماذا نقول عن رفض إدارة أوباما تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية؟!!.. وهل هناك دليل آخر على عمالتهم وخيانتهم لمصر والعرب والمسلمين لصالح الغرب بعد القرار السافر للبرلمان الأوروبى الذى يطالب بإطلاق سراح مجرميهم من السجون؟