رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب.. وكيفية مواجهته


إن الحديث عن الإرهاب والمواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب الدولى نظرة تحليلية يستدعى بالضرورة بداية التمييز ما بين المقاومة وما بين الإرهاب نظرًا للتضارب الحاصل فى تعريف هذين المفهومين. فبعد الحادى عشر من سبتمبر عام 2001م تفجرت موجة عارمة من الإرهاب الدولى لم تقتصر على استهداف الدول الغربية بل تعدتها لتطال أيضًا الدول العربية والإسلامية بحيث بات من الممكن القول إن هناك عولمة للإرهاب أسوة بالعولمة الاقتصادية التى ظهرت ملامحها فى بداية التسعينيات مع سقوط جدار برلين وتفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتى وتقهقر الإيديولوجية الاشتراكية بالمفهوم الشيوعى.

وظن الإرهابيون الأصوليون أنهم عبر اللجوء إلى العنف والتدمير والقتل والتفجير إنما يؤرخون لمرحلة جديدة من الصراع الدولى، حيث اعتبروا أن القوى الرأسمالية تقف فى خندق ويقف فى مواجهتها فى الخندق المقابل دعاة الإسلام من الذين فسروا تعاليم وشرائع هذا الدين الحنيف بما يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم وبما يحقق مآربهم وغايتهم الذاتية.

وللدلالة على ما يعيش هؤلاء الإرهابيون من ضياع وتشتت فى الفكر والعقيدة فقد رفعوا شعارات غير متناسقة ولا متوافقة ولا تحمل فى طياتها أى نضج دينى أو سياسى أو اجتماعى بدليل أنهم تارة كانوا يحاربون الغرب لأنه مسيحى كافر وتارة لأنه يعادى المسلمين ويستأثر بمصالحهم. وتارة كانوا يرفعون شعارات تدعو إلى تطهير العالم الإسلامى من الأجانب وتارة يميزون ما بين غربى من أهل الكتاب وما بين غربى ملحد. وهذه التصنيفات طالت أيضًا الدول العربية والإسلامية علمًا أن هذه القوى الإرهابية التى تتستر بالإسلام لم تقم بأى هجوم على أشخاص أو مصالح صهيونية ولم توظف أدنى ما تملك من طاقات وإمكانيات للدفاع عن الأقصى الشريف الذى تنتهك يوميًّا حرماته. ولعل آخر هذه التقاليع وهى ما يسمى بداعش أو تنظيم القاعدة وهى نالت من دول الشام فى المنطقة العربية وقد تمتد إلى بلدان أوروبا ودول العالم المختلفة ولعل ما حدث بفرنسا ومازال يحدث بها لأكبر دليل على ذلك، وقد يمتد إلى دول أخرى ما لم تتحد دول العالم لمواجهة ومجابهة هذا الخطر، فمن الضرورى على الحكومات أن تتحرر من قيودها لمصالح شعوبها والحفاظ عليهم وعقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتعاون والتنسيق فيما بينهم لمجابهة تلك الاخطار التى تحيق بشعوبهم، فواهم من يعتقد أن هذا الخطر قد لا يمتد إليه بل قد يكون أول من يعانى منه، ولمواجهة هذا الخطر يجب على الحكومات أن تتعاون مع شعوبها على نشر الثقافة الدينية والاجتماعية السليمة من خلال إعلام واع متحضر دون تطرف أو مفاهيم خاطئة كون تلك المفاهيم الخاطئة والمعلومات المغلوطة هى المتسببة فى تكوين هذه الأفكار المتطرفة التى كونت هذا الفكر الإرهابى المتطرف والذى يستغله جماعات سياسية لتحقيق مآرب خبيثة من أجل زعزعة استقرار العالم والمجتمعات وضرب اقتصاد العالم وتشويه صورة الإسلام . وعلى ذلك، نأمل أن يكون للدول العربية والإسلامية لاسيما الأزهر الشريف الدور الأكبر والقيادة فى تصحيح الصورة المغلوطة والمشوهه للإسلام وما يتعرض له من هجمة شرسة علماً بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن

مستشار بهيئة قضايا الدولة