رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعلنوها ولاية أمريكية «وخلصونا»!!


هل من عاقل يردع هذا العدو ويقتل له مشروعه فى مهده؟.. وهل يا دكتور مرسى يمكن أن تصل بمصرنا الحبيبة لبر الأمان وتؤكد استقلالها عن تبعية الأمريكان.. وترسى قواعد حقيقية فى دستور يعبر عن الشعب بكل طوائفه نختار نحن من خلاله رئيساً لا دخل له بالأمريكان به... ندعو الله أن يوفقك لهذا الأمر.. والله من وراء القصد.

فى حواره الجاد على إحدى الفضائيات الخاصة فاجأنا الأستاذ عادل حمودة ببعض المعلومات التى تفسر الماضى وتضفى بعض الحقائق على الواقع الحالى.. يقول الصحفى الكبير إن الرئيس السادات ـ رحمه الله ـ بعد أن اختار الرئيس السابق «مبارك» كنائب له كلف الدكتور أسامة الباز بتدريسه أصول البروتوكولات اللازمة لحكم مصر.. كيف يعارض.. متى يتحدث أو يصمت.. كيف يحصل على المعلومات من خصمه بقليل من الكلام.. وكيف يتجنب أى ورطة عندما يتحدث مع الغير..وكيف يأكل وشرب ويلبس.

ويتطرق «حمودة» فى حواره إلى أن «السادات» لم يكتف بذلك.. بل أرسل «مبارك» أيضاً إلى ضابط المخابرات الأمريكية جون كيرى فى سفارة أمريكا بالقاهرة حتى يدرس له أموراً أخرى.. ولم يكشف كاتبنا الكبير عن هذه الأمور، تاركاً المجال للمشاهد حتى يستقى منها ما يشاء!!..وهنا تأكدت كيف جاء مبارك للحكم.. وربما من جاء قبله ولا أستبعد نفس الأسلوب والتدخل لمن جاء بعدهما.. مختصر القول يا سادة يا كرام أن مصر ما هى إلا ولاية أمريكية وهذه الحقيقة سبق وأكدها د.مصطفى الفقى فى أحد حواراته الصحفية وقد رد عليه الأستاذ هيكل فى الزميلة «المصرى اليوم»، معترضاً على صراحته فى تعليق جميل جداً عنوانه «شاهد ملك» أسئلة ضرورية حول مقولة مصطفى الفقى «الرئيس القادم يحتاج إلى موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيل».

يوضح أستاذنا الكبير هيكل فى رده على رئيس تحرير «المصرى اليوم» آنذاك الزميل الكريم مجدى الجلاد، قائلاً: والحاصل أن الدكتور الفقى أجاب عن سؤال واحد من أسئلة الخبر.. وهو «ماذا».. أى ماذا حدث.. وقد لخصه فى العنوان السابق ذكره.. لكن حق المهنة وواجبها يستدعى بقية من أسئلة لابد لها من الإجابة عنها حتى يستوفى الخبر أركانه، ويضيف هيكل: هناك السؤال عن: متى؟ «أى متى وقع الخبر».. ومتى أصبح اختيار الرئيس فى مصر بموافقة أمريكية.. وعدم اعتراض إسرائيل»؟!.. وهناك السؤال عن: كيف؟ وهناك السؤال عن: أين؟.. وهناك السؤال عن: من؟ وهناك السؤال عن: لماذا.. وأخيراً هناك السؤال عن: ثم ماذا؟! وهنا اختتم هيكل تعليقه بالثناء على الجلاد وأسرة التحرير، راجياً أن تصل رسالته بما يخدم مصلحة الوطن.

كلام «الفقى».. وتأكيد «حمودة» ورد «هيكل» يصدق عليهم ما نشرته الزميلة «التحرير» أمس الأول فى حوار مع الباحث والكاتب ثروت الخرباوى فى عنوان كبير: «سر دعم الأمريكان للإخوان موجود عند مرسى وقنديل وشفيق.. والسؤال المطروح هنا هو: هل بعد ذلك نشك ولو للحظة واحدة فى أن الأمريكان يديرون مصر.. على الأقل منذ أن طرد الرئيس الراحل أنور السادات الخبراء السوفييت.. وربما يكون الأمر قبل ذلك.

والسادات كان واضحاً للجميع.. وقد كشف ذلك علانية عندما قال إن 99٪ من أوراق القضية العربية ـ الإسرائيلية فى يد أمريكا.. وهنا وجب علينا شكر هذا الرجل وتقديره.. فلولا فضل الله ثم فطنته لما كان الآن أكثر استقراراً وهدوءاً من سوريا الشقيقة بخصوص «الجولان».. إذن اعتراف السادات ـ رحمه الله ـ بقوة أمريكا وقدرتها على حل مشاكلنا جعله يسلك فى اختياره.. أو اختيار الأمريكان.. «سيان» رجلاً يبتعد كل البعد عن الناصرية وعن السوفييت ويدين بالولاء للأمريكان وفى الوقت نفسه يرضى إسرائيل.

أعتقد بعد أن القينا الضوء على تحكم أمريكا فى مصر باعتراف الرموز السابق ذكرها.. لابد لنا من مواجهة المسئولين بعدد من الأسئلة المحبوسة بصدورنا.. أولها.. طالما أن الأمر بهذه القتامة.. ما فائدة ثورة 25 يناير العظيمة؟.. وهل بعد تدخل أمريكا فى حياتنا واختيار رئيسنا ستقوم لنا قائمة؟ وهل سنختار مرشحناً القادم بإرادتنا.. بعد رحيل «مرسى» على اعتبار أنه سيرحل بعد وضع الدستور الجديد عاجلاً أم آجلاً.. أو بعد فترة رئاسته التى سيحددها الدستور؟

لقد أصبح المشهد حقيقة فى منتهى القتامة.. وعندما أسمع بعض المستشارين الذين أتى بهم الرئيس مرسى مثل الدكتور سيف عبدالفتاح وهو يدلى بتصريحاته فى سياق إرسال قوات مسلحة مصرية لمحاربة النظام السورى إلى ثوار سوريا.. فإننى حينئذ ترتعد فرائصى.. وعلى الفور أرجع إلى مخاوف عقلاء مصر عندما حذروا من دخول جيشنا العظيم فى مراهقات «الهواة».. وأتذكر أيضاً ما قاله الخبراء العسكريون الذين حرروا سيناء عن مخاوفهم على جيشنا أثناء عملية «سيناء» فى رفح والمعروفة سابقاً بالعملية «نسر».

تلخيصاً لكل ما سبق أناشد المسئولين المصريين وكل الشرفاء بعدة أمور أراها كما يراها غيرى مسألة ضياع هوية مستقبل بلد من أعظم بلدان العالم.. إذا استمرينا فى هذا الخنوع والخضوع لأمريكا وغيرها.. إذن كيف لوطن يختار له الغير رئيسه أن ينهض؟.. وكيف لشعب قام بثورة عظيمة للقضاء على الفساد والفاسدين ثم يجد نفسه مكبلاً بقيود داخلية وخارجية قتلت بداخله حلمه الجميل فى حياة أفضل؟!

ختاماً.. أنصح الرئيس «مرسى» باختيار من يتحدثون باسمه حتى لا يجد نفسه بين ليلة وضحاها أمام شعب رافض لضياع «قوته» الوحيدة المتبقية فى المنطقة.. كما أنصحه بإلقاء نظرة على جيوش كل من سوريا وقبلها العراق ثم اليمن وبعدها ليبيا والسودان.. وهذا يعنى فى مضمونه أننا بصدد «سايكس بيكو» جديد.. لكن هذه المرة سيكون من خلال مخرج «هوليوودى» وليس بريطانياً.. فهل من عاقل يردع هذا العدو ويقتل له مشروعه فى مهده؟.. وهل يا دكتور مرسى يمكن أن تصل بمصرنا الحبيبة لبر الأمان وتؤكد استقلالها عن تبعية الأمريكان.. وترسى قواعد حقيقية فى دستور يعبر عن الشعب بكل طوائفه نختار نحن من خلاله رئيساً لا دخل له بالأمريكان به... ندعو الله أن يوفقك لهذا الأمر.. والله من وراء القصد.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.