رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دويلات جيلى «5»


اليوم نجتمع لإصدار قرار دولى حول تجريم « الدولة الإسلامية ومحاربتها».. مع أن هذه الدولة كانت مدعومة من دول أنتم تعرفونها أكثر من غيركم.. وهى حليفة لدول كبرى أعضاء فى مجلس الأمن.. منذ عام كنتم تعتبرون نظام الأسد إرهابيًا، وكنتم تدعمون المعارضة الذين قلتم لنا إنهم ثوار، واليوم نجتمع فى هذا المجلس لمحاربة الثواربعد أن تبين أنهم إرهابيون..! «الحكومة السورية تستخدم أسلحة جيشها ولكن من أين جاءت الأسلحة التى تملكها المعارضة؟ لابد من كشف الجهات التى تزود المعارضة السورية ّ بالأسلحة!! «لقد أصدرتم قرارًا لمحاربة «القاعدة» بعد أحداث 11 سبتمبر، واستبحتم بلادًا وقتلتم مئات الآلاف من أبنائها بهذه الذريعة فى العراق وأفغانستان، ومازالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى.. رحبتم بالربيع العربى وعممتموه فى تونس ومصر وليبيا وغيرها، أوصلتم الإسلام المتشدد للحكم فى هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم ومازالت شعوب تلك الدول تعانى من وصول المتشددين الإسلاميين الى الحكم والعبث بحريات المواطنين هناك!! أما غزة.. فقد غضضتم البصر عن فداحة الكارثة التى ارتكبتها إسرائيل من خلال القصف على غزة وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين، بينما اهتممتم بالصواريخ التى سقطت على إسرائيل والتى لم تؤثر أو تحدث خسائر فيها!!من الزعيم العربى القوى الذى لا يخشى من أمريكا هوصاحب هذه الكلمات القوية الكاشفة عن قبح وجه أمريكا وفضح أكاذيبها ومخططاتها أمام الأمم المتحدة؟.. من الزعيم العربى الذى استطاع توبيخ أمريكا بكل قوة وصراحة وفضح الإرهاب الإسرائيلى فى غزة أمام العالم؟

للأسف.. أنه ليس زعيمًا عربيًا إنما هى الزعيمة الأرجنتينية «كريستينا فيرنانديز دى كريشنر» رئيسة الأرجنتين.

شكرًا.. كريستينا شكرًا على شجاعتك وقوتك التى افتقدها الزعماء العرب.. شكرا على قدرتك على مواجهة الظالم ولست كبعضهم تحاولين نيل رضا أمريكا والتحجج بحجج واهية للمشاركة فى ضرب أشقائهم والمساعدة على تقسيم الوطن العربى لصالح إسرائيل.

شكرًا.. ياسيسى على إصرارك على رفض المشاركة فى ضرب سوريا بحجة ضرب «داعش» بعد أن تم إنشاؤها وتمويلها بالأموال والأسلحة والرجال ليساعدوا أمريكا بجهل وغباء على تنفيذ مخططاتهم.

أيها العرب النائمون كالعادة.. إن التاريخ يكتب الآن.. وسيحاسب كل إنسان على مواقفه فى خيانة وبيع وطنه أو حتى فى المشاركة بسلبية وغباء فى تنفيذ هذا المخطط.. فأنتم لا تتعلمون من حكمة الذئب التى ذكرتها فى مقالى السابق «لا تثق فى أحد».

يا عرب.. ستدخلون التاريخ من أقبح وأسوا أبوابه وأقذرها وهو «باب الخيانة لن تسامحكم شعوبكم.. لن تستمروا طويلاً على الكرسى؛ لأنه سينزع من تحتكم واقرأوا تاريخ إنشاء الدول العربية.. ولا تنسوا رأى «تشرشل» الزعيم الإنجليزى فيكم الذى قرأ وشارك فى كتابة تاريخ بلاده ويعرف دوركم مع إنجلترا فى تقسيم الوطن العربى.. الذى قال: «إذا مات العرب تموت الخيانة»، والآن.. أنتم تشاركون أمريكا التى تلعب نفس هذا الدور القذر فى تقسيم هذه الدول إلى «دويلات جيلى» أى دويلات صغيرة مهزوزة.. هلامية.. لزجة.. غير متماسكة.. غير مترابطة.. غير مؤثرة.. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.