رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيلى السياسى «2»


فى مقالى السابق «حالة الجيلى» وصفت حالة العرب... حالة مصر الآن بأنها مصابة بأعراض «حالة الجيلى» الذى يتميز «بألوان جذابة... براقة ولكن هلامية... مرتعشة... مهتزة .. بعيدة عن القوة ...عن الصلابة... عن المتانة وعن الاستقرار».

وقد بررت فى مقالى لماذا اخترت «الجيلى» لأنه «جذبنا بألوانه ونحن صغار له أكثر من طعم محبب «الفراولة، المانجو، البرتقال....» بألوان مختلفة، جذابة، لزج الملمس لا تشعر بقوته ولا بصلابته ولا بمتانته، فهو يعبر عن حالة الاهتزاز والهلامية، لا تستطيع الإمساك به، فهو ليس صلباً أو قوياً بل متحركاً، لا نملك السيطرة عليه.... «وتعرضت لصلب مشكلتنا..» بأن نسبة استخدام المنطق، الذكاء والعلم واحد مقابل 6، الكل يتحرك بميكنة ...لا يفكر، «لا يمنطق» الظروف ولا يتبع العلم ولا الخبرة ليصل إلى الحل والإجابة بل يتبع «الفهلوة». فإذا كنا قد عانينا قديماً ولقرون طويلة من «الفهلوة» فنحن نعانى حاليا «من حالة الجيلى».

هذه هى أعراض «الجيلى» التى انتشرت فى جميع مؤسسات الدولة... عند كثير من الوزراء... المسئولين .. السياسيين... الإعلاميين.. الرياضيين .. الحزبيين... الحقوقيين ... «فهلوة كبار، أسماء رنانة، وجوه مشهورة بتلونها أو جديدة مندسة على شاشات الفضائيات، أو ملامح محفوظة لنا بالتصريحات الهلامية، المهتزة، الملونة الجذابة ولكن بلا طعم أو بطعم متغير» أحياناً بطعم الشيوعية .. وأحياناً بالطعم الإخوانى... وأحياناً بالطعم الأمريكى أو القطرى ..» هذه الوجوه المعروفة بالإنجازات الزائفة.. الوعود الهلامية الكثيرة ....لا تستطيع الإمساك بها ... لأنهم لا يمتلكون الوطنية، العلم، الخبرة، الرؤية الجديدة، المتطورة ولا الصلابة ولا المتانة ولا الاستقرار.

انتشرت «حالة الجيلي» فأصبح لدينا «الجيلى الثقافى» ... «الجيلى السياسى» .. «الجيلى الإعلامى»... «الجيلى الحزبى»... «الجيلى الرياضى»..... أما الجيلى الكبير فهو «الجيلى الدينى والتكفيرى والإرهابى».

بماذا تسمى التصريحات المتلونة، الجذابة، المعسولة التى تفوح منها رائحة السم ...للسياسيين والإعلاميين والحقوقيين؟ جيلى ولا مش جيلى.... بماذا تسمى تغير مواقف الأحزاب الليبرالية والوجوه الليبرالية والاشتراكية التى تعاونت مع الإخوان ونجحوا على قوائمهم ثم تتحدث الآن عن تاريخها «كأنها فتحت القدس»؟ جيلى ولا مش جيلى؟!

بماذا تسمى احتجاح أحد الأحزاب رسمياً بحجة واهية، لزجة وهى «اعتداء على الحرية الشخصية» وترفض إجراء جديد سيتم تطبيقه مع طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، حيث سيتعين عليهم تقديم الصحيفة الجنائية «كما سيتم إجراء تحاليل» للكشف عن تعاطيهم للمخدرات والخمور من عدمه قبل تسكينهم ؟ جيلى ولا مش جيلى..؟

بماذا تسمى موقف «حزب النور» الذى كان يرفض كشف وجه مرشحته واستبدلها بوردة ولا يقف لتحية العلم ولا للسلام الجمهورى ثم يتحدث الآن عن وضع «المرأة المتبرجة، أعضاء الحزب الوطنى، الإخوة الأقباط على قوائمهم فى الانتخابات المقبلة»؟. «جيلى ولا مش جيلى»!!!!.