رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فداك نفسى وأهلى يا رسول الله


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

إلى سيدى المصطفى.. إلى أحب الخلق إلى قلبى وروحى.. إلى شفيعى يوم العرض على خالقى.. إلى سيد الأولين والآخرين.. إلى من بعُث متمماً لمكارم الأخلاق.. إلى محمد بن عبدالله.. النبى الأمى الأمين.. إلى نبى الإسلام وخاتم الرسُل.. أقول: لا عجب ولا استغراب فيما تتعرض إليه اليوم على أيدى مرتزقة وسماسرة البشر.. لا عجب ولا استغراب من هذا الإسفاف الغربى فى الإساءة إليك دون أن يصدهم حكامنا بما يليق بهذه الإهانة.. لا عجب ولا استغراب فقد سبق وأهانك شيطان اسمه سلمان رشدى فى كتابه التافه «آيات شيطانية».. وبدل أن يحاكم.. كرمته ملكة إنجلترا!!

لا عجب ولا استغراب ممن يسيئون لشخصك الكريم.. وللدين الإسلامى الحنيف وللمسلمين كافة على أيدى الحاقدين الطامحين لهدم أركان الاستقرار العالمى ونشر الفتنة والبغضاء بين أتباع الديانات السماوية.. إنها دائماً وأبداً هى نفسها العصابة الصهيونية ومن يتبعها من الفصيل ذاته.. تلك السلالة التى كادت وقتلت وتآمرت من قبل على أنبياء الله وسعت فى الأرض فساداً.. لكن دائماً يخيب ظنها.. ولتتأكد هذه الفئة الضالة أن الخالق عز وجل حافظ نبيه ودينه وجميع الأنبياء والرسل ولو كره الصهاينة وأتباعهم. ومن حُسن الحظ أن سيد الخلق حمل رسالته للبشرية جمعاء ولم يختص بها فصيلاً دون غيره.. لقد جاء الحبيب بعد علمه اليقينى بوجود عقد نفسية عند المرتزقة، وخصوصاً تلك القلة الحاقدة.. فكان بذلك مدركاً ودارساً بواسطة ربه كل ما حوله وما واجه أخوته من أنبياء الله السابقين على أيدى أعداء الله وأعداء البشرية.. لذا أراد سيدى وحبيبى أن ينأى بنفسه عن أدنى مستوى للوساطة الروحية.. كما أدرك أيضاً حرصه على عدم الربط بين العقل والروح فى رسالته التى بينها القرآن الكريم.. وبذلك يكون هذا الوعى النبوى العظيم قد جاء بعد يقين ما قد يعلمه من ظواهر يصعب على العبد تصديقها.. وذلك لأن الناس فى حقيقة الأمر لا يقتنعون بمثل هذه الظواهر.. لأنهم دائماً وأبداً فى حاجة للمزيد منها.. وهذه الرؤية يمكن تطبيقها على بنى إسرائيل عندما ظلوا يطالبون أنبياءهم بشكل يومى بآية فيزيقية ورغم ذلك لم يقتنعوا ولم يكتفوا بما تحقق لهم.. بل عمدوا بعد معجزات الله لأنبيائهم الظاهرة إلى تدمير وقتل هؤلاء الأنبياء ليعودوا مجدداً إلى طباعهم التآمرية الدنيئة وضلالهم وما يعبدون.. هؤلاء إذا القلة الصهيونية الحاقدة.. فكيف ننتظر منهم بعد ذلك إلا المزيد من التطاول على أنبياء الله والكيد والفتنة بين الشعوب!!

مما سبق أخاطب الشعوب العربية والإسلامية أن يضغطوا على حكامهم كى يتصدوا لأمريكا وغيرها وكل من تسول له نفسه أن يسىء لنبينا وديننا، فأمريكا الآن تهيمن على العالم بقوة سلاحها المتطور.. ولن توقف هذه المهزلة إلا عندما تشعر بقوة المسلمين.. إذ كيف تسمح الرقابة الأمريكية بهذا العمل الذى يظهر النبى الكريم بأنه كان يأمر أتباعه بالقتل والسرقة والاغتصاب؟!.. وكيف يسمح الأمريكان باتهام الدين الإسلامى بأنه مزيج من آيات التوراة التى وضعها راهب مسيحى؟!.. وكيف فات على هؤلاء أن يدرسوا سيرة الصحابة الأطهار وزوجات الحبيب المصطفى «أمهات المؤمنين» قبل أن يسيئوا إليهم؟!.. إنها والله الفتنة الكبرى والاستخفاف بنا وبديننا.

إن خير البرية لم يأت ليهدم الأخلاق كما ادعى فريق هذا العمل والقائمون عليه بل ليكملها ويتممها.. لذا فإن هذا الفيلم يعد سقطة فى حق الأمريكان وضد شعاراتهم التى «قرفونا» بها ليل نهار عن احترام الأديان وحفظ حقوق الآخر. إن المدعو موريس صادق الذى أسقطت عنه الجنسية المصرية وعصمت زقلمة المعروف برئيس الدولة القبطية والقس الأمريكى المتطرف تيرى جونز صاحب دعوى حرق المصحف الشريف وكل من فكر وشارك وناصر هذا العمل لابد أن يحاكموا على جريمتهم ليكونوا عبرة لكل من تسول لهم أنفسهم تكرار مثل هذه الإساءة.. فرغم أننى أدين مقتل السفير الأمريكى ورفاقه فى ليبيا إلا أننى أشجع هذه الغضبة الإسلامية الكريمة بشكل سلمى.. ومن العجب أن أشاهد الأمريكان بعد هذا الحادث يحاصرون ليبيا براً وبحراً وجواً.. فهل هذا ما خططوا له من وراء هذا العمل المشين؟!.. وهل ستكون ليبيا هى الضحية بين فكى الناتو بزعامة فرنسا.. وضرس أمريكا بسبب قتل هذا السفير ومن معه.. وذلك انتقاماً على رد المسلمين لإساءة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ؟!

إن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم العربى سيصبح قريباً جداً فى خبر كان إن لم ننتبه لهذه المؤامرات ونقضى عليها.. ولننظر إلى سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن والصومال ونقارن بين ما يحدث فى هذه البلدان ومطامع الغرب.. سنجد فى مأزق حقيقى.. فهل ينتبه الرئيس «مرسى» ونظامه لهذه الحقيقة؟!.

ختاماً.. مع كل ما يحدث الآن.. فإننى أرى فى نهاية النفق نوراً سيخرج مصر إن شاء الله من ظلمتها وعثرتها.. بفضل تكاتف ابناءها مسيحيين ومسلمين.. وسينصر نبينا العظيم وآله وصحبه.. والله من وراء القصد.

■ كاتب صحفى