رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيزنطية تحتفل بذكرى باخوميوس الكبير واخلّيوس رئيس أساقفة لارسّا الصانع العجائب

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى باخوميوس الكبير، واخلّيوس رئيس أساقفة لارسّا الصانع العجائب

وولد القدّيس باخوميوس في الصعيد المصري حول سنة 292. انتحل الحياة الرهبانية وأضحى نجماً من نجومها في الشرق، إذ التفَّ حوله سبعة آلاف راهب في وادي النيل، وهو أول من وضع باللغة القبطية قانوناًً نظّم فيه الحياة الرهبانية المشتركة. انتقل إلى الله سنة 346’، أمّا القدّيس اخلّيوس عاش في القرن الخامس أو السادس.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ها هو ملكوت الحياة قد أتى وأُسقِط سلطان الموت. لقد برزت ولادة أخرى بالإضافة إلى حياة أخرى وطريقة وجود أخرى، لا بل تحوَلٌ في طبيعتنا نفسها. وهذه الولادة ليست "مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ" .

"هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه". هو يوم مختلفٌ كليًّا عن أيّام البدء، ففي هذا اليوم، خلَق الله "سماواتٍ جديدة وأرضًا جديدة"، كما قال النبي إشعيا. ما هي هذه السماوات؟ هي أثير الإيمان بالمسيح. ما هي هذه الأرض؟ هي القلبُ الطيّب الصالح، كما قال الربّ، هي الأرض الطيّبة التي ترتوي من الأمطار التي تسقط عليها، وتنبت محاصيلَ وفيرة وفي هذه الخليقة ليست الشمسُ سوى الحياة النقيّة والنجومُ الفضائلَ والهواءُ السلوك الشفاف، والبحرُ عمق الحكمة والمعرفة اللامتناهي؛ أمّا العشب وأوراق الشجر، فهي الشريعة الجيّدة والتعاليم السماويّة التي يتغذّى منها القطيع، أي شعبُ الله. والأشجار المحمّلة بالفاكهة، فهي التقيّد بالوصايا. ففي هذا اليوم يُخلق الإنسان الحقّ، على صورة الله ومثاله.

أليس هذا عالمًا جديدًا تكون بدايته في " اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ"؟... أعظم شرف ليوم النعمة هذا هو أنّه دمّر الموت وأفسح المجال أمام ولادةِ البكر من بين الأموات... يا لها من بشرى جميلة وسارّة! إنّ ذاك الذي، من أجلنا، أصبح واحدًا منّا ليجعلنا إخوةً له، يرفع إنسانيّته نفسها إلى الآب فيرفع معه أيضًا جميع إخوته في الإنسانيّة.