رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوثائقية» تفضح جرائم إسرائيل بـ«شاهد على معبر رفح» و«منكوبات فى غزة»

صورة آرشيفية للمساعدات
صورة آرشيفية للمساعدات المصرية

تظل فلسطين فى مقدمة أولويات وقضايا المصريين جيلًا بعد جيل، يتوارثون الدفاع عنها أبًا عن جد، ولا يتأخرون فى ذلك أبدًا، مهما كانت الظروف والتحديات والمتغيرات المحيطة.

ومع اشتعال الأحداث على الجانب الفلسطينى، منذ السابع من أكتوبر الماضى، تعددت صور الدعم المصرى للقضية الفلسطينية، وامتدت لتشمل الإعلام بكل ما لديه من مكانة وريادة فى المنطقة.

وجسدت قناة «الوثائقية» هذا الدعم، من خلال سلسلتين وثائقيتين جديدتين، هما «شاهد على معبر رفح» و«منكوبات فى غزة»، اللتان تضمنتا عددًا من الشهادات الحية للأشقاء الفلسطينيين، فضحوا من خلالها الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلى.

فلسطينيون: مصر عالجتنا وأعادت إلينا الحياة.. ولم ندفع أى أموال

ترصد السلسلة الوثائقية «شاهد على معبر رفح» شهادات خاصة من الفلسطينيين على جرائم الاحتلال الإسرائيلى، والجهود التى تبذلها الدولة المصرية على كل المستويات لمساندة حقوقهم والدفاع عنهم أمام هذه الجرائم.

وتحدث فى السلسلة الوثائقية عدد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين ومرافقيهم، ممن استقبلتهم مصر لعلاجهم فى مستشفياتها، وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لهم، عقب العدوان على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى.

أشاد إسلام جميل، مواطن فلسطينى، بالاستقبال الحافل الذى حظى به فى مصر، مضيفًا: «لم يكن هناك مكان آمن فى غزة، فقررت أن أنجو بحياتى، من خلال الخروج إلى مصر عبر معبر رفح البرى».

وواصل «جميل»: «بعد أحداث السابع من أكتوبر قُصفت البيوت والمستشفيات والأماكن الحيوية فى خان يونس وقطاع غزة، ولم يعد هناك مكان آدمى واحد للعيش، وخسرت الكثير من أصدقائى، وعدد من أفراد أسرتى، إلى جانب منزلى بطبيعة الحال».

وأكمل: «من هنا اتخذت قرار الذهاب والاستقرار فى مصر، بصحبة أولادى وباقى أفراد أسرتى، ورغم الصعوبة التى وجدتها فى العبور، وجدت ترحابًا شديدًا من الجانب المصرى».

وأوضح: «سألونى أنت دخلت إزاى وأنا اسمى مش فى الكشف، فحكيت لهم حالتى وحالة البنت اللى معايا، وإننا خسرنا كل شىء فى غزة، وملناش حاجة هناك ممكن أستنى علشانها، فطمنونى وردوا عليا وقالولى (متقلقش هتعدى أنت وعيالك)».

وقالت وردة أحمد، مواطنة فلسطينية، إنها أصيبت خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بعد قصف تعرض له منزل مجاور لها، ومن شدة هذا القصف انهار منزلها، فظلت تحت الركام لمدة ساعتين.

وأضافت «وردة»: «أصبت إصابات بالغة، منها تفتت فى عظام اليد وحروق فى اليد الأخرى، ولمدة ٢٥ يومًا كاملة، لم أتلق الرعاية الطبية المطلوبة، بسبب العدد الكبير للجرحى، حتى جاء اسمى فى كشوف المرضى، ودخلت من معبر رفح للعلاج فى مصر».

وواصلت: «جرى استقبالى بترحاب شديد، ووجدت رعاية فائقة لحالتى»، مشددة على أنها بسبب الجوع والألم والمرض فى غزة، كانت تعيش يومها وكأنها ميتة، لكن بعد دخولها مصر من معبر رفح، عادت إليها الحياة من جديد.

وقالت نازك عماد إنها جاءت إلى مصر مع والدتها، بعد إصابة الأم فى مفصل الركبة، مضيفة: «خرجنا من غزة عبر معبر رفح، حيث جرى استقبالنا بترحاب شديد، وكانت المعاملة ممتازة مع الكل، الجريح والسليم».

وحرصت «نازك» على توجيه الشكر للقيادات المصرية، مضيفة: «لم يطالبنا أى شخص بأموال نظير هذه الخدمة.. مصر مش قافلة المعبر، بتدخلنا المساعدات، والجرحى والحالات الإنسانية بتعالجهم فى مستشفياتها».

وقالت قمر محروس، من سكان خان يونس: «كنت مصابة بشظايا فى العمود الفقرى والرئة، وعندما ذهبنا إلى المستشفى ضمدوا جراحنا، ثم أخرجونا دون أن نكمل علاجنا، حيث ذهبنا إلى المخيم وبقينا فيه لمدة ١٥ يومًا».

وأضافت «قمر»: «بعد ١٥ يومًا سافرت على معبر رفح، وهناك استقبلونا بشكل جيد، ثم دخلت أحد المستشفيات المصرية، وخضعت لأكثر من عملية جراحية، لم أكن أستطيع الحركة، لكن بفضل الله والمصريين بدأت أمشى وأعود إلى حياتى الطبيعية بالتدريج».

واختتمت المواطنة الفلسطينية بقولها: «أوجه الشكر لكل المصريين، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ظل استقبالهم الحافل لنا، وللأمانة ما قصروا، وما حدث معنا يعود إلى فضل الله ثم المصريين».

وروى الطفل الفلسطينى قاسم سالم تفاصيل معاناته من القصف الإسرائيلى على غزة، حتى تقديم المساعدة له والعلاج فى مصر، قائلًا: «قصفونا بـ٤ صواريخ فاستشهد كل أصحابى وأقاربى، وبعدها نُقلت إلى المستشفى، ولم نكن ننام ليلًا، ثم أخرجونا من المستشفى على معبر رفح، وفى المعبر أحضروا لنا طعامًا، وتلقينا العلاج، ويعاملوننا بشكل آدمى ومحترم».

توثيق معاناة المصابات بالسرطان فى ظل قيود الاحتلال

لم تكن سلسلة «شاهد على معبر رفح» هى الأولى فى دعم «الوثائقية» القضية الفلسطينية، بل سبق أن قدمت القناة سلسلة وثائقية أخرى بعنوان: «منكوبات فى غزة»، وثقت من خلالها معاناة الفلسطينيات المصابات بالأورام فى تلقى العلاج، فى ظل سياسات التعنت والمنع التى تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلى للحيلولة بين المرضى والدواء.

وعرضت هذه السلسلة الوثائقية قصصًا إنسانية مؤثرة دارت طيلة السنوات الماضية، لاقت فيها الفلسطينيات المصابات بأورام سرطانية تضييقًا من جانب سلطات الاحتلال، وعلى رأسه منع بعضهن من تلقى العلاج فى مستشفيات غزة فقيرة الإمكانات، أو حتى فى مستشفيات الضفة الغربية.

وثائقيان جديدان عن معبر رفح والنكبة

تعرض قناة «الوثائقية» قريبًا على شاشتها الفيلم الوثائقى «معبر رفح»، الذى يبرز جهود الدولة المصرية فى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية المختلفة إليهم.

ويستعرض الفيلم جهود مصر فى دعم أهالى قطاع غزة، مع عرض مشاهد الدمار الذى حل بالقطاع نتيجة القصف الإسرائيلى، إلى جانب مشاهد وقصص الشهداء والجرحى والمصابين.

كما تعرض «الوثائقية» الفيلم الوثائقى «فلسطين.. ما وراء النكبة»، يوم الأربعاء المقبل ١٥ مايو.