رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الآلاف من الفلسطينيين يواصلون معاناتهم مع استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلى

سكان رفح
سكان رفح

تحت شمس الصيف الحارقة، فر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من القصف الإسرائيلي في رفح  الجمعة، ما أدى إلى اختناق الطرق بالعربات التي تجرها الحمير والدراجات والشاحنات الصغيرة والكراسي المتحركة.

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية في تقرير صادر لها الجمعة، فقد غادر حتى الآن أكثر من 150000 شخص المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة منذ تلقي تحذيرات يوم الإثنين من جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن عملية عسكرية وشيكة، مع تحرك معظمهم بعد الغارات الجوية وتكثيف القتال في وقت لاحق من الأسبوع.

 

رحلة البحث عن الأمان فى مدينة خان يونس 

ومن بين الذين فروا يوم الجمعة إياد جربوع، مدرس التمثيل والمخرج المسرحي، الذي غادر منزله في شرق رفح يوم الخميس مع عائلته بحثًا عن الأمان في مدينة خان يونس، على بعد 6 أميال.

وقال جربوع (45 عاما): "نعاني منذ بداية الحرب، لكن هذه الليالي الأخيرة كانت الأصعب على الإطلاق، مع القصف بكل أنواعه في كل مكان، ولم يتمكن أحد منا من النوم".

وأضاف: "كنت قلقا من أن يُقتل أطفالي وزوجتي، ولكن أيضا من أننا إذا تركنا المكان بعد فوات الأوان، فلن نتمكن من الفرار أبدا".

وقد تعرض شقيقه وأخت زوجته وعمته لإصابات خطيرة أثناء النزاع.

وقال جربوع: "ليس لدينا سوى كرسيين متحركين، لذا يجب أن أحمل أحدهما على ظهري، وبالتالي سيكون من المستحيل التحرك على الإطلاق إذا تفاقم الوضع".

وقال مسئولون إنسانيون في رفح إنه لم يكن هناك ذعر، بل كانت أعداد كبيرة من الناس يحزمون كل ما لديهم استعدادا لتحرك آخر. وقد نزح العديد منهم عدة مرات بسبب فرارهم من الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتعاقبة في مختلف أنحاء غزة.

وقد لجأ مليون شخص إلى رفح، بعد فرارهم من القتال أو بعد تدمير منازلهم، ما أدى إلى تحويل المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة إلى مخيم مترامي الأطراف ومكتظ.

وقال أحد مسئولي الإغاثة: "هناك الكثير من الناس يتنقلون اليوم والقصف مستمر.. كل شيء منظم، والناس يقومون بترتيب أنفسهم".

وقال الدكتور مروان الهمص، رئيس لجنة الطوارئ الصحية برفح، صباح الجمعة، إن تسعة أشخاص استشهدوا وأصيب 10 آخرون، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وكان على الطريق أيضًا أديب السقا، 37 عامًا، وهو محاضر في جامعة غزة، مع أطفاله الأربعة. وكانت وجهته هي القرارة، شمال خان يونس مباشرة، وهي منطقة تقع ضمن "المنطقة الإنسانية" التي تم توسيعها مؤخرًا التي حددها الجيش الإسرائيلي.

وفي الأسابيع الأخيرة، وصلت المزيد من المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر ومعبر كرم أبوسالم، حيث خففت إسرائيل النقص الحاد في الغذاء والمياه، مع انخفاض أسعار بعض الضروريات الأساسية إلى مستويات ما قبل الحرب.

ومنذ سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح، الذي لا يزال مغلقا، ارتفعت الأسعار، وتقول وكالات الإغاثة إن لديها احتياطيات من الوقود تكفي لمدة 48 ساعة، لكنها ستضطر بعد ذلك إلى إغلاق مضخات المياه الحيوية والمخابز التي تغذي مئات الآلاف من الأشخاص.