رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. آخرهم "أبوجعفر".. إسرائيل توسع عمليات الاغتيال فى لبنان بعد الهجوم الإيرانى

غارة جوية إسرائيلية
غارة جوية إسرائيلية في لبنان

في تطور جديد للأحداث المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، أعلن "حزب الله" اللبناني عن مقتل أحد عناصره، وهو إسماعيل يوسف باز، المعروف بـ"أبو جعفر"، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان، ووفقًا لبيان الحزب، يعتبر باز شهيدًا سقط في سبيل "طريق القدس"، وهو لقب يطلق على الشهداء الذين يُقتلون في مواجهات مع إسرائيل، ومنذ عام 2023، شهد لبنان سلسلة من الاغتيالات التي نسبت إلى إسرائيل، والتي استهدفت بشكل رئيسي أعضاء من حزب الله وقادة فصائل فلسطينية، وفي 9 أكتوبر 2023، أعلن حزب الله عن مقتل ثلاثة من أعضائه في قصف إسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل خمسة عناصر من حزب الله في غارات إسرائيلية في 13 فبراير الماضي.

الرد الإسرائيلي

من جانبه، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر لحظة استهداف السيارة في بلدة عين إبل، معلنًا أن العملية أسفرت عن مقتل "قائد القطاع الساحلي لحزب الله". 

وأكد الجيش أن "باز" كان يشغل مناصب عليا في الجناح العسكري للحزب، وأنه كان مسئولًا عن تنظيم وتخطيط هجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات من الساحل اللبناني.

في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سقوط طائرتين مسيرتين في منطقة بيت هليل، قال إنهما أطلقتا من لبنان. وفي المقابل، أكد "حزب الله" مسئوليته عن العملية، مشيرًا إلى أنها أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في الجانب الإسرائيلي.

تأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تُشير الأنباء إلى استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة عين بعال، مما أدى إلى تدخل سيارات الإسعاف وسط تقارير عن وقوع إصابات.

يُذكر أن المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل شهدت على مدار السنوات الماضية العديد من الاشتباكات والغارات المتبادلة، وتُعتبر هذه الأحداث الأخيرة تصعيدًا قد يُسهم في زيادة حدة التوترات القائمة.

عنف مستمر

من جانبهم، يرى مراقبون أن هذه الغارة الأخيرة تعد دليلًا على استمرار التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل، وتظهر الاستعدادات العسكرية لكلا الجانبين للتصعيد، ومع تبادل الاتهامات والعمليات العسكرية، يبقى المدنيون في المنطقة الحدودية في حالة قلق مستمر من احتمال تجدد الاشتباكات، وفي ظل الوضع السياسي والأمني المتقلب في لبنان، يمكن أن تسهم هذه الأحداث في تعقيد الأوضاع أكثر، مما يُحتم على المجتمع الدولي والإقليمي الانتباه والتدخل لمنع تصاعد العنف.

تصعيد على الحدود اللبنانية

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا ملحوظًا في عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف مختلفة في لبنان، وقد بدأت هذه السلسلة من العمليات عقب هجوم حماس، الذي وقع في السابع من أكتوبر، حيث رد حزب الله بقصف مواقع إسرائيلية حدودية، ومنذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية والعمليات الخاصة التي أسفرت عن مقتل عدد من عناصر حزب الله.

وفي إحدى الحوادث البارزة، أدت ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في جنوب لبنان إلى مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة، وقد أكدت مصادر أمنية أن الضربة الإسرائيلية أصابت السيارة بين قريتي عيناثا وعيترون بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وتُعد هذه الحادثة مثالًا على الخسائر المدنية التي يمكن أن تنجم عن مثل هذه العمليات.

وفي الثاني من يناير 2024، شهدت الضاحية الجنوبية في بيروت حادثة اغتال صالح العاروري، القيادي البارز في حركة حماس ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وقد تم الاغتيال عبر ضربة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية، حيث استهدفت مكتبًا لحركة حماس في المنطقة، العملية أسفرت عن مقتل العاروري وستة أفراد آخرين، من بينهم قادة بارزون في كتائب القسام.

كما تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أحصى مقتل ستة من قواته على الأقل في الاشتباكات التي تلت عمليات الاغتيال هذه، بينما قُتل 62 عنصرًا من حزب الله. وتُعتبر هذه الأرقام دليلًا على حدة التوتر والعنف الذي يسود المنطقة الحدودية بين البلدين.

وتظهر هذه الأحداث استمرارية التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعقد الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، ومع استمرار العمليات العسكرية، يبقى المدنيون في حالة قلق مستمر، ويثار السؤال حول مدى فعالية الاستراتيجيات الحالية في تحقيق الأمن والسلام للمنطقة.