رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزلة دولية تثير مخاوف إسرائيل.. مأزق جديد أمام نتنياهو بسبب إيران

الهجمات الصاروخية
الهجمات الصاروخية الإيرانية

وجّهت عدد دول عربية، على رأسها مصر ودول الخليج تحذيرات غير مباشرة لإسرائيل من أي تصعيد للرد على الهجوم  الصاروخي الإيراني وإشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وجاءت هذه التحذيرات في ظل الضغوط الأوروبية والأمريكية المكثفة على إسرائيل للاكتفاء بالرد الدبلوماسي والعقوبات على إيران، وإلا ستواجه عزلة دولية غير مسبوقة.

مأزق نتنياهو.. ما بين الرد المحدود على إيران أو مواجهة عزلة دولية غير مسبوقة

وبحسب شبكة CNN الأمريكية، فإن إسرائيل لم تتوصل إلى قرار نهائي بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني الذي وقع في مطلع الأسبوع الذي شهد إطلاق أكثر من 300 قذيفة على أراضيها في أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل.

وتابعت أنه يتعين على إسرائيل أن توازن بين الضغوط الدولية لممارسة ضبط النفس من ناحية، والبحث عن رد مناسب على هجوم غير مسبوق، لذا لا يتعين على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يدعو ائتلافه اليميني المتطرف إلى رد فعل قوي لأنه سيقابله خطر زيادة العزلة الدولية لإسرائيل من خلال توسيع الحرب دون دعم دولي.

أضافت أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الذي ظل مجتمعًا حتى وقت متأخر من مساء الاثنين كان مصممًا على الرد على الهجوم الإيراني، وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها الحلفاء لعدم التصعيد، فإن مجلس وزراء الاحتلال يناقش الآن التوقيت ونطاق الرد المناسبين لذلك، حسبما قال مسؤولان إسرائيليان مطلعان على المداولات.

وقال محللون إن لدى إسرائيل خيارات قليلة، وكل خيار من هذه الخيارات يأتي مع ثمن لدولة الاحتلال، خاصة أنها متورطة بالفعل في حرب وحشية مستمرة منذ ستة أشهر على قطاع غزة وتواجه مختلف المسلحين المدعومين من إيران في جميع أنحاء المنطقة.

وتابعت الشبكة الأمريكية أن الهجوم المباشر على إيران من شأنه أن يشكل سابقة أخرى، ففي حين يُعتقد أن إسرائيل قامت بعمليات سرية في إيران على مر السنين، استهدفت في كثير من الأحيان أفرادًا أو منشآت يُنظر إليها على أنها تهديد لأمنها، إلا أنها لم تشن أبدًا هجومًا عسكريًا مباشرًا على الأراضي الإيرانية.

وقال راز زيمت، خبير الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب: "نحن في مرحلة جديدة، وخطيرة للغاية من المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، فقد حاولت إيران تغيير قواعد اللعبة مع إسرائيل ونتوقع المزيد من جولات الهجمات المباشرة في المستقبل".

وأضاف أنه حين أن إسرائيل قد تجد صعوبة في عدم الرد، إلا أنها قد لا تقوم “بهجوم عسكري واسع النطاق على الفور ضد أهداف داخل إيران حيث تعهدت طهران بالرد بصورة أكبر من الهجوم الذي شنته في نهاية الأسبوع”.

وتابع "أولوية إسرائيل الآن هي التركيز على حرب غزة وعدم فتح جبهات جديدة من الحرب".

وقال ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إنه من غير المرجح أن تنتقم إسرائيل بضرب إيران بشكل مباشر، لكنه قال إنه إذا حدث ذلك فإن التداعيات ستعتمد على الأهداف. 

وأشار إلى أن الأهداف قد تشمل أصولا عسكرية أو البرنامج النووي لإيران، لأن كل واحد يمثل مستوى مختلفًا من التصعيد وهو ما لا يريده أي طرف.

صرح مسؤول إسرائيلي أن من بين الخيارات العسكرية التي يتم النظر فيها هو الهجوم على منشأة إيرانية من شأنه أن يبعث برسالة إلى طهران ولكن يتجنب التسبب في وقوع إصابات أو خسائر مادية كبرى، وأضاف المسؤول أن المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن تنفيذ أي عملية عسكرية داخل إيران دون أي خسائر بشرية أو مادية هي معادلة صعبة للغاية.

رد مقيد من الحلفاء وتحذيرات الدول العربية

وأكدت الشبكة الأمريكية أن أي رد إسرائيلي سيكون مقيد بحقيقة إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما لن تشاركا في أي عملية عسكرية ضد إيران، فضلًا عن التحذيرات العربية غير المباشرة بشأن أي تصعيد عسكري في المنطقة.

وتابعت أن إسرائيل تعاني بالفعل من عزلة دولية غير مسبوقة بسبب حربها الوحشية على غزة واستشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، واليوم يحذر الغرب إسرائيل من إشعال حرب إقليمية واسعة مع إيران.

أضافت أنه بالنسبة للعرب، فقد وجه الأردن توبيخ مباشر لإسرائيل محملًا حكومة نتنياهو السبب في الهجوم الصاروخي الإيراني الذي جاء ردًا على قصف السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، بينما أرسلت مصر تحذيرات لإسرائيل بعدم استغلال هذا الهجوم لاقتحام مدينة رفح الحدودية في غزة.