رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلوفينيا الصديقة جدًا

فى ٣٠ أبريل المقبل، تحل الذكرى الثانية والثلاثون لبدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسلوفينيا. وأمس الأول الإثنين، استضافت العاصمة السلوفينية، لوبليانا، أعمال الدورة الثانية لـ«اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى بين مصر وسلوفينيا»، على مستوى وزيرى الخارجية، استكمالًا لتعزيز العلاقات بين البلدين، التى اتسمت بالاحترام المتبادل والعمل البنَّاء، من أجل تحقيق مصالح الشعبين المصرى والسلوفينى. 

يزور سامح شكرى، وزير الخارجية، الدولة الصديقة، منذ الأحد الماضى، وإلى جانب ترؤسه الوفد المصرى المشارك فى أعمال الدولة الثانية للجنة المشتركة، عقد لقاءات ثنائية مع الرئيسة السلوفينية ناتاشا بيرك موزار، وروبرت جولوب، رئيس الوزراء، وماتجا هان، وزير الاقتصاد والسياحة والشباب. ومعهم، ومع نظيرته السلوفينية تانيا فايون، ناقش سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وتناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، على رأسها الأوضاع المشتعلة فى قطاع غزة، مستعرضًا نتائج اتصالات وتحركات مصر الهادفة إلى وقف إطلاق النار، والرؤية المصرية إزاء إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، معربًا عن تقدير مصر الكبير مواقف سلوفينيا من قضية العرب المركزية. 

للدولة الصديقة مواقف مشرفة عديدة من القضية الفلسطينية، وكان لها رد فعل قوى تجاه العدوان الإسرائيلى الأخير، والمستمر، على قطاع غزة، بدءًا من دعوتها إلى الوقف الفورى لإطلاق النار، مرورًا بتصويتها على قرارى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس انتهاءً بإعلانها عن ترحيبها بدعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية. وقطعًا، زادت أهمية هذه المواقف، وقوة تأثيرها، بعد عضوية سلوفينيا غير الدائمة فى مجلس الأمن، التى بدأت فى أول يناير الماضى، والمستمرة حتى نهاية السنة المقبلة.

تلك هى زيارة وزير الخارجية الثانية للدولة الصديقة. إذ سبق أن زارها فى ١٦ أكتوبر ٢٠١٧. وبين الزيارتين، استضافت القاهرة فى مارس ٢٠١٩، أعمال الدورة الأولى للجنة المشتركة، التى هى واحدة من ٦٨ لجنة، تجمع بين مصر ودول من مختلف قارات العالم، أعيد تفعيل هذه اللجان، منذ منتصف ٢٠١٤، فى ظل الجهود، التى قامت، وتقوم، بها دولة ٣٠ يونيو، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، و... و... وتقوية الروابط الاقتصادية، من خلال الاستثمارات المشتركة فى المجالات ذات الأولوية.

تطل سلوفينيا على البحر المتوسط، وتحدها إيطاليا غربًا والنمسا شمالًا والمجر من الشمال الشرقى وكرواتيا من الجنوب الشرقى والبحر الأدرياتيكى من الجنوب الغربى. وبعد الحرب العالمية الثانية، انضم السلوفينيون إلى الاتحاد اليوغسلافى، الذى تم الإعلان عنه، فى ١٠ أغسطس ١٩٤٥، وفور انفصالهم عن دولة الاتحاد، سنة ١٩٩١، حرصوا على إقامة علاقات قوية مع مصر، التى كانت أول دولة عربية وإفريقية تعترف بدولتهم المستقلة، وفى ٣٠ أبريل ١٩٩٢ وقع البلدان اتفاقًا لإقامة العلاقات الدبلوماسية. ولعلك تعرف أن الاتحاد اليوغسلافى، الذى كان يضم ست دول، ربطته علاقات قوية بمصر، فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، خلال عهد الرئيسين جوزيف تيتو وجمال عبدالناصر.

أيضًا، كانت مصر، ولا تزال، هى الدولة العربية والإفريقية الوحيدة، التى لها تمثيل مقيم بالعاصمة السلوفينية. ومنذ منتصف ٢٠١٤، أولت اهتمامًا كبيرة بتعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفى ٥ ديسمبر ٢٠١٦، قام بوروت باهور، رئيس سلوفينيا بزيارة مصر، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتناولت مباحثات الرئيسين العديد من الموضوعات التى تخدم مصالح البلدين، وناقشا سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائى وتطويرها. وكانت تلك الزيارة محطة مهمة على صعيد توثيق التعاون بين البلدين، الذى حقق، ولا يزال، كثيرًا من المنجزات على المستويين السياسى والاقتصادى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن رئيسة الدولة الصديقة، ورئيس وزرائها، ووزيرة خارجيتها، أشادوا بدور مصر المحورى على الصعيدين الإقليمى والدولى، خاصة فيما يتعلق بالأزمة المتفجرة فى قطاع غزة، وأعربوا عن اتفاق بلادهم الكامل مع الرؤية المصرية إزاء نهج التعامل مع هذه الأزمة، وأكدوا أن بلادهم ستقدم كل أشكال الدعم لمصر داخل أروقة الاتحاد الأوروبى، مشددين على ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خلال فترة عضوية سلوفينيا غير الدائمة فى مجلس الأمن.