رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل الرئيس السيسي: الفترة الحالية ستشهد سيلًا من الأكاذيب حتى إجراء الانتخابات

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

- هناك إيد تقاتل بقوة وإيد تبنى بنفس القوة من أجل تغيير الواقع المظلم وبناء دولة تليق بنا وبأحفادنا

- نعتمد على «الصبر الاستراتيجى» والهدوء فى التعامل مع الأزمات بيننا وبين أى دولة

حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من التعرض لسيل من الأكاذيب والافتراءات الفترة المقبلة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية، وذلك من قِبل «الأشرار الذين بدأوا منذ سنوات مسلسل كذب وافتراء وبهتان وتشكيك فى كل ما تقوم به الدولة المصرية من جهود».

جاء ذلك فى مداخلة للرئيس خلال جلسة «السياسة الخارجية والأمن القومى» فى إطار مؤتمر «حكاية وطن»، حيث قال إن أحداث ٢٠١١ شهدت أحداث عنف ومخططات لهدم جميع مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنه حذر آنذاك- وكان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية- من تفكيك روابط الدولة المصرية.

وأوضح: «الناس اللى قعدت معايا فى ٢٠١١ قلتلهم: (الدولة المصرية الروابط بتاعتها اتفكت، فالدولة بمؤسساتها عبارة عن أحزمة تحكم الحماية والأمن بداية من مؤسسة الرئاسة إلى الدستور والمؤسسات البرلمانية والوزارات المختلفة، وكل مؤسسة بيتم استهدافها أنت بتفك حاجة فى الدولة.. لكن كانوا مش مستوعبين)».

وأضاف: «إنت استهدفت مؤسسة الرئاسة، ونحن لا نتحدث عن أشخاص، وإنما على حال الدولة وليس حالة رئيس أو نظام، إنت شلت الراس اللى بتسيطر على الدولة، يعنى إنت دمرت من يسيطر على مفاصل الدولة، ثم استهدفت وزارة الدخلية، أحد أجنحة الأمن القومى، ثم حدثت محاولة وقيعة بين الجيش والداخلية وقالوا (الجيش ساب الداخلية).. ثم مؤسسة البرلمان تم تفكيكها، بغض النظر عن تزوير من عدمه».

وشدد على أن «كل مؤسسة لإرجاعها المسار مش سهل»، موضحًا: «حليت البرلمان وعشان ترجعه لازم انتخابات، ولكن الظروف تعيق الانتخابات سواء من حيث الأمن والمال أو استعداد الأحزاب، ونفس الكلام مؤسسة الرئاسة.. دخلت فى مشكلة الدستور الأول ولا انتخاب الرئيس الأول»، مؤكدًا أن كل ذلك «تسبب فى زيادة الهشاشة وهو أمر فى منتهى الخطورة فى ظل دولة تعدادها ١٠٠ مليون إنسان وظروفها الاقتصادية صعبة للغاية».

ولفت إلى أن «هناك عناصر فاهمة غلط إن لما الدولة تقع هتاخدها، لكن اللى بيقع مينفعش يتاخد»، مضيفًا: «لما خدوها هالهم ما وجدوه»، وفى ذلك إشارة إلى جماعة الإخوان الإرهابية التى أمسكت بالسلطة بعد ما فعلته من إرهاب وتخريب فى ٢٠١١، مشيرًا إلى أن من يقول هذا الكلام «عسى أن يكون منهم رشيد يفهم ويعرف إن ربنا سبحانه وتعالى محافظ على بلدنا وعشان كدا عمر ما حد يقدر يكسرها».

واستدل الرئيس بما حدث بعد ٢٠١١، حيث كانت كل مقومات التدمير وهدم الدولة متوفرة بعد إسقاط المؤسسات، عدا القوات المسلحة، لكن الله حفظ مصر، لافتًا إلى المحاولات آنذاك- بعد ٢٠١١- للإساءة للجيش وتشويه صورته حتى لا يكون له دور فى المرحلة، مؤكدًا أنهم «الإخوان» لم يتورعوا عن هدم أى شىء تمتد إليه أيديهم، ولكن «لا يمكن ربنا يُمكن الأشرار».

وكشف عن أنه كان يتوقع وصولهم للحكم بعد ٢٠١١، موضحًا: «كانوا بيسألونى حين كنت مدير الاستخبارات: (مين اللى جاى؟).. أقول: (هما)، وذلك نتيجة تقديم أنفسهم على أنهم أفاضل الناس طوال ٥٠ سنة، بينما منهجهم الكذب وشرعنوا الكذب»، مشددًا على أنه لا يهاجم أحدًا لكن يقدم توصيفًا للحالة.

وانتقل الرئيس للحديث عن الأوضاع بعد توليه المسئولية، وقال: «لما جه الوزير سامح (سامح شكرى وزير الخارجية) أنا مكنتش أعرفه، وقعدنا عشان نتكلم عن السياسة الخارجية المصرية، ووقتها كان الانطباع سلبى جدًا عن الدولة المصرية نتيجة تحرك الجيش لمساندة الشعب فى ٣٠ يونيو، ثم الدولة نفسها غير مستقرة والاضطرابات شديدة جدًا وعمليات إرهابية فى كل مكان وتستهدف كل شىء».

وأشار إلى أنه بدأ وقتها بناء السياسة المصرية على ثوابت «على غير المنهج القديم»، موضحًا: «قلتله: (يا سامح أنا أدبيات السياسة عندى مختلفة عن الأدبيات اللى بيتم تدريسها فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. أدبياتى نابعة من قيم أخلاقية ودينية.. وهى أننا لا نتدخل فى شئون الآخرين، ولا نكون عامل هدم، وعندنا استعداد للصبر الاستراتيجى على الأزمات والتعامل معها بهدوء، على أن نمارس سياسة تعاون وتشاور مع الآخرين)».

وأكد الرئيس السيسى أنه نتيجة ذلك «اكتسبنا ثقة الآخرين من جميع الأطراف.. الآن فيه ثقة واحترام شديد جدًا رغم ظروفنا الصعبة جدًا»، مشددًا على أنه لم يكن راضيًا عن الإعلام وتعامله مع الآخرين وقت الأزمات بيننا وبين دول أخرى، وقال: «لا أحب طولة اللسان.. لكن يجب مواجهة الغضب بالعمل والشقا والنجاح.. حوّل الإساءة لوقود لنجاحك».

وكشف الرئيس عن أنه عمل بعد توليه المسئولية على إعادة بناء الانطباع عن الدولة المصرية عبر خطط وسياسات، موضحًا: «شكل الدولة المصرية ومؤسساتها لدى المواطن المصرى كان يشعره بـ(القلة).. وكان لا بد أن كل فكرة تشعره بـ(العزة)، بمعنى أن المؤسسات تكون بمستوى عالى بحيث يصعب على الأشرار استهدافها»، وهو ما تحقق فى ظل تطوير جميع مؤسسات الدولة والانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة.

وأكد أن «اللى اتعمل فى مصر فى ٢٠١١ لازم ناخد منه دروس وعبر، واتخاذ إجراءات مضادة حتى لا يتكرر مرة أخرى»، وذلك فى إشارة لحصار مؤسسات الدولة آنذاك ووقف عملها، موضحًا: «لا يمكن بعد ذلك حصار مجلس الوزراء أو المحكمة الدستورية أو غيرهما من المؤسسات».

وتحدث الرئيس عن تصريحه بشأن إمكانية قيام الأشرار بـ«هد مصر عبر مليار أو ٢ مليار وتوزيع عقاقير (ترامادول) على أناس ظروفهم صعبة ودفعهم للنزول للشوارع وإشاعة الفوضى»، وقال: «لما قلت العشرين جنيه وشريط ترامادول أنا كنت مدير استخبارات وعارف كل حاجة بتحصل فى البلد (يقصد المظاهرات اللى كانت تحدث بعد ٢٠١١ وكونها مُمولة)».

وحيا الرئيس السيسى جميع مؤسسات الدولة، موضحًا أن الكل شارك فى البناء والتضحية، و«مؤسسات الدولة كلها اشتغلت»، مستدلًا بوزارة الخارجية «اللى خفضت المرتبات من ٣ إلى ٤ مرات، ووزارة الداخلية كانت بتعيد بناء نفسها وتكافح الإرهاب والجريمة، فضلًا عن القوات المسلحة التى دفعت تمن كبير أوى».

ووجه الرئيس رسالة للمصريين قائلًا: «لو إنتم حافظتم على بلدكم مين موجود هنا مش مهم (يقصد مَن يشغل منصب الرئيس).. المهم مصر تكمل مش أنا.. الفكرة إن مصر تفضل باقية، وتفضل بلدنا حية، وتفضل بلدنا قدام»، مذكرًا الشعب بالنجاح فى تغيير «الصورة اللى تشكلت عن مصر بعد ٢٠١١ وبناء صورة أخرى لدولة قوية قادرة مختلفة خلال ٩ سنوات».

ونبه الرئيس إلى أن «الأشرار»، ونتيجة للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد نتيجة جائحة كورونا، والأزمة العالمية بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، يحاولون إعادة بناء الحالة السيئة عن مصر مرة أخرى، و«لكن ربنا هيعنا وهتعدى»، مشيرًا إلى أنه على مدار السنوات الماضية «كانت هناك إيد تقاتل بقوة وإيد تبنى بنفس القوة من أجل تغيير الواقع المظلم، من أجل دولة تليق بنا وبأحفادنا، وذلك لن يتحقق إلا بالله وتحمل المصريين وصبرهم».

واختتم الرئيس متسائلًا: «لماذا لم تنجح مقاومة الإرهاب فى محيطنا إلا مصر؟.. ليه كل الدول اللى فيها إرهاب لم تنجح مقاومته إلا فى مصر.. مش مستغربين؟»، وأجاب: «إيد المعونة بتاعة ربنا كانت معانا.. ليا الشرف إن ربنا ساعدنى.. ليا الشرف إن ربنا أكرمنى.. وبقوله: (يارب كمل كرمك علينا)».