رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار معتز خفاجى: محمد بديع طلب من محاميه تحريض عناصر الإخوان على تنفيذ تفجيرات

المستشار معتز مصطفى
المستشار معتز مصطفى خفاجى

كشف المستشار معتز خفاجى، رئيس محكمة أمن الدولة العليا رئيس دائرة الإرهاب فى محكمة الجنايات السابق، عن تنفيذ جماعة الإخوان الإرهابية محاولة اغتيال له عبر وضع قنبلتين أمام منزله وتفجيرهما، وهو ما تسبب فى تدمير سيارته وواجهة منزله، مؤكدًا أن تلك المحاولة لم تثنه عن نظر قضايا الإرهاب.

وأضاف «خفاجى»، خلال حديثه مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، أن أحد المتهمين فى قضية «أحداث مكتب الإرشاد»، طلب مقابلته وأبلغه بأنه استمع إلى مخطط لاغتياله من المتهمين فى القضية، عبر قصف سيارته بـ«آر بى جى». وكشف عن أنه أصدر حكمًا ببراءة متهمى قضية «أحداث مسجد الاستقامة»، لأنه لم يجد أى أدلة تدينهم فى التحريات التى قدمتها الشرطة، وحين أصدر الحكم تعرض الكثير من المتابعين لصدمة، فأرسل الحيثيات لرئيس محكمة الاستئناف لنظرها، فقال له: «قرارك صح ١٠٠٪».

■ بداية.. ما الفارق بين نظر قضايا الإرهاب وغيرها؟

- الإجراءات واحدة فى الاثنتين، ولكن الخصوصية تكمن فى عدد المتهمين، إذا يصل عدد المتهمين فى القضايا العادية إلى ٥ بحد أقصى، ولكن قضايا الإرهاب يكون العدد من ٥٠ إلى ٧٠٠، وهذا هو أقصى عدد كان فى القضايا التى نظرتها مثل قضايا اعتصامى «النهضة» و«رابعة».

ويتم سؤال كل متهم ونواجه المتهمين بالتهم المنسوبة إليهم، ثم نطلب من الدفاع سرد طلباته، ثم بعدها تحدث مواجهة الشهود التى يترتب عليها تأجيل الجلسة، والمحامون يشككون فى شهود الإثبات أو يثبتون نفى شهادة الشهود.

وتلك القضايا تأخذ وقتًا أطول من غيرها، لأنه تتم مواجهة كل متهم بالأدلة السمعية والورقية، وإن كانت الأدلة ناقصة نبحث فى اكتمالها، «ولو مكنش فيه يتم الحكم بالبراءة».

■ كيف بدأت مناظرتك لقضايا الإرهاب؟

- البداية كانت باتصال من النائب العام الشهيد هشام بركات، وطلب منى النظر فى قضية أحداث مكتب الإرشاد، وقال لى: «قبلك فيه ٤ دوائر تنحوا عن النظر فى القضية والسبب إنهم بيدخلوا فى الجلسة والمتهمين بيعملوا شغب، إحنا عايزين نتمكن فى تلاوة أمر الإحالة».

كنت أرى أن نقل المتهمين من مكان محبسهم لمكان نظر القضايا سواء لمحكمة التجمع الخامس أو غيرها لا يجوز، لأن المتهمين يتم نقلهم من محبسهم إلى المحكمة بحراسة وتأمين وقد تزهق أرواح، وقد يتم الهجوم عليهم أو تهريبهم، وطلبت إنشاء قاعة فى مكان محبسهم بحيث يطلع المتهم من محبسه على المحكمة مباشرة.

«قلتله مش عايز غير هنجر، يطلع المتهم من محبسه للقاعة عندى، وكان عندى قاعة واحدة فى معهد أمناء الشرطة، ولغاية ما تم تجهيز القاعة كنت بنظر القضايا فى منطقة الكيلو ١٠ ونص».

■ ما سبب التعجل فى نقل قاعة نظر القضايا إلى معهد أمناء الشرطة؟

- سبب العجلة فى نقل مكان النظر فى القضايا من قاعة الكيلو ١٠ ونص إلى قاعة معهد أمناء الشرطة أن أحد المتهمين فى قضية أحداث مكتب الإرشاد طلب مقابلتى وقال لى: «إنت راجل طيب، أنا قاعد فى الزنزانة وسمعتهم بيخططوا لاغتيالك، وإنت بتلف فى الطريق للقاعة اللى فى الطريق ١٠ ونص، وهيكون فيه آر بى جى هيضرب العربية بتاعتك وأنا شايف إنك راجل طيب متستهلش كده وحاسك مش هتظلم حد».

■ ماذا حدث فى أول جلسة فى قضية أحداث مكتب الإرشاد؟

- بدأنا العمل فى معهد أمناء الشرطة، بعد معرفة خطة اغتيالى، وفى أول جلسة أثبت ما فعله المتهمون من شغب فى محضر، وطالبت بإرجاعهم إلى محبسهم، وقلت لهم: «القضية هنظرها هنظرها»، ولما وجد المحامون أن «مفيش فايدة من الشغب» اشتغلت الجلسات واحدة تلو الأخرى. والجماعة تجمعهم «صفارة» وكلامهم عن النفير العام كذب، وكنت أتعامل معهم بالعقل حتى أنهى عملى، بعد الاستماع لأقوالهم وإعطائهم المساحة الكاملة، وذلك لأن المتهم إن استراح لقاضيه سيكون عنده المساحة الكافية للتحدث، «كنت بقول للمتهم لو عايز تقول حاجة هسمع كل اللى تقوله».

■ ما السبب الحقيقى وراء تنحى ٤ قضاة عن نظر قضية أحداث مكتب الإرشاد؟

- أعضاء الجماعة الإرهابية كانوا يمارسون الشغب داخل قاعات المحاكم، وهذا هو سبب تنحى ٤ قضاة قبلى عن النظر فى القضية، والمتهم الجنائى «مكنش يقدر يرفع عينه فى القاضى»، ولكن نوعية متهمى الإرهاب غير ذلك، عندنا مثلًا متهم فى قضية «حبارة» قال للقاضى: «هدبحك» وأشار بيده على رقبته.

■ لماذا قبلت نظر القضايا رغم رفض ٤ مستشارين قبلك؟

- بصراحة أنا أحب بلدى ولا أخاف، وأوقن أن ما كُتب لى سيصير، ومؤمن بالأقدار، ولا ألتفت للكلام خوفًا على نفسى أو أسرتى، وحبى لبلدى كان المحرك الأساسى لقبول هذه القضايا.

■ كيف كان انطباعك عن محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان بعدما وقف أمامك؟

- استمعت لمحمود عزت بعدما تم القبض عليه، وانطباعى عنه يتلخص فى جملة واحدة «القيادات الكبيرة للإخوان عندما تسقط تصبح ملتزمة وتتسم بالأدب»، و«الناس دى لما بتيجى قدامك وتعرف أنه لا مفر بيبقوا مؤدبين أوى وملتزمين وميعملوش الحركات الصغيرة».

■ حدثنا عن المحرك الرئيسى فى القضية.

- الإرهابى محمد بديع أثناء جلسة الاستراحة فى إحدى القضايا قال للمحامى الخاص به: «لماذا أعضاؤنا فى المنيا لا يفعلون أحداثًا تقلب البلد؟»، وطلب من محاميه تحريض عناصر الجماعة على تنفيذ تفجيرات فى المنيا.

■ محاولة الاغتيال الأولى التى تعرضت لها.. ألم تهزك؟

- لا لم أهتز، ومحاولات اغتيالى لم تزدنى إلا إصرارًا على النظر فى هذه القضايا، ولم تكن المحاولة الأخيرة، وكانت هناك محاولات أخرى عند منزلى.

عندما كنت أسكن بجوار مكان نظر القضايا، كانت هناك حراسة أمام المنزل، وفى فجر أحد الأيام وجد المكلف بالحراسة بعض الأشخاص وأحدهم يضع كيسًا تحت سيارتى، ووُجد فى هذه الحقيبة ساعة لمتفجر، وهربوا، لكن تم القبض على اثنين وهرب اثنان آخران، وعند هروبهما ضغطا على التيمر لتفجير قنبلتين، انفجرت واحدة ولم تنفجر الأخرى، وتم تدمير واجهة العمارة التى أقطن بها والسيارة، وكانت حادثة مروعة، وبعد هذه الواقعة تم اتخاذ إجراءات مشددة للتأمين، وتم نقلى لمكان أكثر أمانًا.

■ كيف رأيت فض اعتصامى «النهضة» و«رابعة» الإرهابيين؟

- «رابعة» أخذ الصدى الإعلامى الأكبر، لأنه كان المنصة الخاصة بالجماعة الإرهابية، والأمن لم يفض اعتصام «رابعة» إلا بناء على قرار من النائب العام، والأمن عرض فرصة على المعتصمين للخروج الآمن من «رابعة» و«النهضة» من خلال الممرات، وخرج بعض الأشخاص وبقى البعض، وكانت هناك فرصة كبيرة للخروج الآمن لجميع المعتصمين.

وكانت هناك محاكمة لنحو ٧٠٠ شخص قُبض عليهم فى «رابعة» و«النهضة»، وكان لدىّ مبدأ فى نظر هاتين القضيتين، وهو ما الهدف الذى جعل كل متهم يحضر لـ«رابعة» أو «النهضة»؟، وكان هذا سؤالى الدائم للدفاع، وكثير من المتهمين فى القضيتين لم يجد مبررًا للوجود فى الاعتصامين.

وبعضهم قال إنه حضر لتقديم أوراقه فى جامعة الأزهر، وقدم إثباتًا بذلك، وكنت أعطيه براءة فى الحال، وبعضهم كان يقطن فى منطقة الاعتصام وتم القبض عليه أثناء الفض، وبعض المتهمين لا علاقة له بالاعتصام وتم الإمساك به من قبل عناصر «الإرهابية».

كنت أوجه سؤالى للمحامى عن سبب الوجود، وكنت أقول له: لا تتحدث فى حيثيات القانون، وكنت حريصًا على معرفة أسباب وجود المتهمين داخل الاعتصامين، كانت الأحكام تصدر ضد القيادات المحرضة على العنف، وكذلك العناصر الخطرة من الجماعة، لأنه مجرد الوجود حتى لحظة فض الاعتصامين بعد تحذير الأمن يعد اشتراكًا فى الفعل الإجرامى مع الفاعل الأصلى.

ومشهد المحاكمة كان منضبطًا ولم يحدث شغب بعد إعطاء التعليمات الحازمة من المحكمة للدفاع والمتهمين، ولم أكن أسمح بصدور أى صوت أو إحداث أى شىء خارج عن نطاق المحاكمة، وكان أعضاء الجماعة الإرهابية على علم بإعطائى براءة لمن لم تثبت إدانته فى قضيتى «رابعة» و«النهضة».

■ ما كواليس قضية أحداث مسجد الاستقامة؟

- المتهمون فى قضية مسجد الاستقامة حصلوا على البراءة لعدم كفاية الأدلة، وهذه القضية عادت لى من «النقض» بعد أن حصل المتهمون على أحكام شديدة، وكانت القضية لكل أعضاء مكتب الإرشاد، وكان بها ١١ قتيلًا وأكثر من ٢٥٠ مصابًا، وسيارات تم إحراقها ومحلات تمت سرقتها.

وتم نظر القضية وكل شخص أدلى بأقواله، وتم سؤال الأمن الوطنى، وسؤال كل شهود الواقعة.

وعندما سألت عن تحريات الأمن الوطنى والشهود من الطرفين، وجدت أن الدليل لم يكن كافيًا حتى يُحكم فى القضية، ولم تكن الأدلة مؤهلة لتعطى حكمًا بالإدانة فأعطيت حكمى بالبراءة.

وسألت عن مصدر التحريات، لأنه لم تكن هناك أشياء أستند إليها كدليل مادى مثل التصوير من قلب الحدث، أو أدلة فنية من بصمات أو أسلحة، ولكن قيل لى إن التحريات جاءت من مصادر سرية، ومن حق مجرى التحريات ألا يفصح عن مصدره، لأنه من الممكن أن يكون مصدرًا من داخل الجماعة نفسها، ولهذا أعطيت المتهمين كلهم براءة، لأننى لا أذبح الناس.

■ هل تحدثت مع أحد قبل إصدار الحكم؟

- لا أتكلم مع أحد عن القضايا، ولكن فى قضية مسجد «الاستقامة» تحدثت مع زميلى رئيس محكمة استئناف القاهرة وأخبرته بأن لدىّ قضية ستُحدث «رجة» فرد علىّ بقوله: «مش عايز أسمع حاجة».

وعندما أصدرت الحكم فى القضية قال لى رئيس محكمة الاستئناف: «يا نهار أسود»، وطلب منى إرسال الحيثيات وعندما رآها قال لى: «أنت صح ١٠٠٪»، فقلت له: «عمرى ما هظلم حد»، لا أحد يتدخل فى أحكام القضاء كما يُشاع بين الناس.

■ بعد ٣٠ يونيو ظهر تنظيم «أجناد مصر» ونفذ ٤٦ عملية إرهابية ولم يترك شيئًا إلا وخربه.. كيف نظرت هذه القضية؟

- قضية تنظيم «أجناد مصر»، كانت من أخطر القضايا التى نظرتها، وكان تنظيمًا رهيبًا جدًا، ونفذ بالفعل ٤٦ عملية إرهابية، بمعنى أنه توجد ٤٦ قضية فى قضية واحدة، أى ٤٦ قرار اتهام فى قضية واحدة، وكل واحدة منها بمثابة «بلوى»، لأن هناك قتلى وجرحى وشهود إثبات ونفى وأدلة.

الأدلة فى قضية «أجناد مصر» كانت مكتملة ١٠٠٪، ولم أجد تحريات بفخامة التحريات التى قدمها الأمن فى هذه القضية، لأن هذا التنظيم نفذ تفجيرات فى جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس، وفى المترو، ولم يترك مكانًا إلا ونفذ فيه تفجيرات، وحكمت بالإعدام على ١٣ متهمًا والباقى بالسجن المؤبد واثنين بـ١٥ سنة، والقضية تم تأييدها وتنفيذ الحكم على المتهمين.

■ كيف كان شعورك وأنت تصدر ١٣ حكم إعدام؟

- شعرت بالسعادة عندما أصدرت أحكام الإعدام فى القضية، لأننى اقتصصت لكل الشهداء الذين ماتوا بسبب هؤلاء المجرمين، وهؤلاء الشهداء لديهم أسر وأطفال.

الدائرة كلها كانت تجلس وتتداول القضية، وكنا نقيم فى فندق تابع للقوات المسلحة، ولم يكن هناك مكتب، وكانت القضية تتكون من ١٢ ألف ورقة، وكنا نجلس على الأرض ونفترش الورق ونتداول حكم الإعدام، ويكون الحكم بالتوافق وإذا اعترض أحدنا ينزل الحكم إلى المؤبد.

كشف المستشار معتز خفاجى، رئيس محكمة أمن الدولة العليا رئيس دائرة الإرهاب فى محكمة الجنايات السابق، عن تنفيذ جماعة الإخوان الإرهابية محاولة اغتيال له عبر وضع قنبلتين أمام منزله وتفجيرهما، وهو ما تسبب فى تدمير سيارته وواجهة منزله، مؤكدًا أن تلك المحاولة لم تثنه عن نظر قضايا الإرهاب.

وأضاف «خفاجى»، خلال حديثه مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، أن أحد المتهمين فى قضية «أحداث مكتب الإرشاد»، طلب مقابلته وأبلغه بأنه استمع إلى مخطط لاغتياله من المتهمين فى القضية، عبر قصف سيارته بـ«آر بى جى». وكشف عن أنه أصدر حكمًا ببراءة متهمى قضية «أحداث مسجد الاستقامة»، لأنه لم يجد أى أدلة تدينهم فى التحريات التى قدمتها الشرطة، وحين أصدر الحكم تعرض الكثير من المتابعين لصدمة، فأرسل الحيثيات لرئيس محكمة الاستئناف لنظرها، فقال له: «قرارك صح ١٠٠٪».

■ هل تتذكر أى أقوال لأعضاء التنظيم؟

- أعضاء تنظيم «أجناد مصر» لم يكونوا يتحدثون مع القضاة، ويقولون: لا نتحدث مع الطواغيت، كما أن المحامين كانوا يحاولون مط الجلسات ويطلبون طلبات لا أساس لها، مثل أن يُطلب رؤية الشهود جميعًا، وكنت أرد عليهم بأن الشهود جميعًا لا يختصون بمتهم واحد، ومنهم شاهد لم ير شيئًا كالمصاب فى الانفجار، وظل ذلك يحدث حتى تم تعديل قانون محكمة النقض، وأصبحت الإجراءات أسرع.