رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المارونية عن مارمرقس في عيده: "كان له اسمان"

مار مرقس
مار مرقس

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى مارمرقس الرسول مؤسس الكنيسة المصرية.

وقالت عنه الكنيسة إنه عرف عنه أنه كان ابن امرأة مسيحية اسمها مريم وكان لها في اوراشليم بيت أصبَحَ مكان اجتماع المسيحيين. أنّه أيضاً نسيب برنابا الرسول اللاوي القبرصي. كان يحمل اسماً يهودياً: يوحنا، واسماً رومانياً: مرقس. ذهب اولاً للتبشير مع بولس وبرنابا من أوراشليم الى انطاكية. سافر الى قبرس ثم ذهب الى آسيا وبمفيلية. تركهما هناك وعاد الى اوراشليم. ثم رافق برنابا من جديد. نجده فيما بعد بقرب بولس المسجون في روما وبقرب بطرس الذي يسميه "مرقس ابني". كتب كرازة بطرس في روما باليونانية حول السنة 65. ينسب اليه تأسيس كنيسة الاسكندرية المدعوة "الكرازة المرقسية". تجْمَع المعلومات على شَهادَتِهِ التي تمّت في الاسكندريّة يوم عيد الفِصح إذ قَبَضَ عليه الوثنيون ووضعوا حبلاً في عُنُقِهِ وجرّوه في الشوارع والأزِقَّة مدَة النهار كله، وبذلك نال الاكليل حول السنة 70. 

بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد ساعدنا هذا النهار في أسيزي لكي نصبح أكثر وعيًا لالتزاماتنا الدينيّة. ولكنّه أعطى أيضًا العالم الذي يرانا من خلال الإعلام، وعيًا أكبر لمسؤولية كلّ ديانة فيما يخصّ مشاكل الحرب والسلم. ربّما اليوم أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، أصبح الرابط الجوهري الذي يجمع حالة دينيّة حقيقيّة والخير الناتج عن السلام بديهيًّا للجميع. يا له من حمل ثقيل للأكتاف البشريّة! ولكن، في الوقت نفسه، يا لها من دعوة رائعة ومشوّقة لاتّباعها! بالرغم من أنّ الصلاة هي عمل بحدّ ذاتها، فهذا لا يعفينا من العمل لإحلال السلام. هنا، نعمل كرسل الضمير الأخلاقي للبشريّة التي تريد السلام، والتي تحتاج إلى السلام.

ليس هناك من سلام بدون حبّ شغوف للسلام. ولا سلام بدون إرادة قويّة لإحلال السلام. فالسلام ينتظر أنبياءه. معًا، ملأنا عيوننا برؤى السلام: إنّها تطلق طاقات للغة سلام جديدة، لحركات سلام جديدة، حركات تحطّم الترابط المميت للانقسامات الموروثة من التاريخ أو الناجمة عن الأيديولوجيّات الحديثة. السلام ينتظر بنّائيه. لنمدّ يدنا لإخوتنا وأخواتنا لنشجّعهم على بناء السلام على الركائز الأربع أي الحقيقة، والعدالة، والحبّ، والحريّة. إنّ السلام هو ورشة مفتوحة للجميع، لا للمتخصّصين والعلماء والخبراء. إنّ السلام هو مسؤوليّة عالميّة: إنّه يمرّ عبر ألوف الأعمال الصغيرة من الحياة اليوميّة. من طريقة عيشهم اليوميّة مع الآخرين، يختار الناس بين الوقوف مع السلام أو ضدّه...

ما فعلناه اليوم في أسيزي، بصلاتنا وبشهادتنا لالتزامنا بالسلام، يجب أن نتابع عمله في كلّ يوم من حياتنا. لأنّ ما فعلناه اليوم هو أمر حيوي للعالم. ليبقى العالم قائمًا، وليبقى الرجال والنساء على قيد الحياة، لا يستطيع العالم الاستغناء عن الصلاة.