رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحيون ذكرى كاسيانوس وباسيليوس المعترف

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس كاسيانوس وهو أحد كبار معلّمي الحياة الرهبانية.

 نراه راهباً في مصر. في سنة 401 جاء القسطنطينيّة، وتتلمذ للقديس يوحنا الذهبي الفم الذي رسمه شمّاساً إنجيلياً. ثم ذهب إلى روما، بعد أن نفي معلمه، ورجا من الحبر الأعظم القدّيس اينوشنسيوس التدخل في شأنه. رُقّـيَّ إلى درجة الكهنوت في روما. ثم استوطن مرسيليا سنة 415، وبنى فيها ديرين، واحد للرجال والآخر للنساء. انتقل إلى الله حول سنة 435، تاركاً مؤلفات كثيرةً في الحياة الرهبانية غزيرة الحكمة والفائدة ووسيعه  للاطلاع.

وذلك بالإضافة إلى ذكرى القديس باسيليوس المعترف رفيق القدّيس بروكوبيوس في النسك وهو راهبٌ مناضل عن الإيمان القويم ضد بدعة محطّمي الإيقونات. في عهد الإمبراطور لاون ألقي القبض عليه، وعذّب كثيراً، وزُجَّ في السجن.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "طوبى لِلسّاعينَ إِلى السَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ اللهِ يُدعَون".

 

لا نستطيع أن نعرف ما يملك خادم الله من صبر وتواضع طالما أنّ كلّ شيءٍ يجري بحسب رغباته. ولكن عندما يأتي وقتٌ فيه يقوم مَن عليهم احترام إرادته بإنكارها بدل من أن يحترموها، فإنّ ما يظهره من صبرٍ وتواضعٍ هو كل ما يملكه بالتحديد ولا شيء أكثر من ذلك.

"طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات". كثيرون هم المنشغلون بالصلوات، والّذين يفرضون غالبًا على أجسادهم الإماتات وأعمال التقشّف.. ولكن حين تبدر كلمة ما قد تبدو وكأنّها إهانة أو غير عادلة تجاه الأنا الغالية، أو حتّى من أجل هذا أو ذاك الغرض الّذي قد نحرمهم منه، يغضبون حالاً ويخسرون سلام النّفس. ليس لهؤلاء روح الفقر الحقيقيّ: لأنّ الّذي له روح الفقر الحقيقيّ ينكر نفسه ويمدح أولئك الّذين يضربونه على الخدّ".

"طوبى لِلسّاعينَ إِلى السَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ اللهِ يُدعَون".. فهم حقًّا ساعين إلى السلام أولئك الّذين، بالرغم من كلّ ما يتألّمون منه في هذا العالم لأجل محبّة الربّ يسوع المسيح، يحافظون على سلام النفس والجسد. 

"طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله". إنّ الّذين ينكرون خيرات الأرض، ويبحثون عن خيرات السماء، ولا يكفّوا أبدًا عن عبادة ورؤية أي شيء سوى الربّ الإله الحيّ والحقّ متطهّرين هكذا من كل تعلّقٍ في قلبهم وجسدهم، يملكون بالفعل القلب النقيّ".