رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإساءة إلى القادة العسكريين ... غير أخلاقى


يحدث هذا الآن وقبل فتح باب الترشح لمنصب الرئيس.. لأول مرة نسمع إن قادة جيشنا غير مؤهلين سياسيا واقتصاديا لإدارة شئون البلاد، و إن الرئيس المدنى هو الحل!! إن الوطنية تقتدى أن ندافع عن سمعه القادة العسكريين، فهم يرفضون تماماً الدافع عن أنفسهم ويتجهون دائماً إلى إنكار ذاتهم.

يحدث هذا الآن وقبل فتح باب الترشح لمنصب الرئيس.. لأول مرة نسمع إن قادة جيشنا غير مؤهلين سياسيا واقتصاديا لإدارة شئون البلاد، و إن الرئيس المدنى هو الحل!! إن الوطنية تقتدى أن ندافع عن سمعه القادة العسكريين، فهم يرفضون تماماً الدافع عن أنفسهم ويتجهون دائماً إلى إنكار ذاتهم.. ولكن علينا كشف الحقائق وهى موجودة داخل وجدان الجماهير والبعض يحاول أن يخفيها لسبب ما فى نفسه! البعض لا يعلم إن القادة العسكريين قد حصلوا على دورات تأهيلية فى العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية .. وهذا ما جعلهم ينجحون اقتصاديا ويحققون ارتفاعات كبيرة فى النجاح الاقتصادى وانعكس ذلك على ما قدمه الجيش المصرى إلى المواطنين من طرق و كبارى حتى الأغذية، بل ونجح الجيش فى كثير من مجالات الاكتفاء الذاتى .. وكل هذا لا يهم.. والوطن الآن فى خطر حيث يتعرض لعدوان خارجى تقوده واشنطن وتل أبيب وعملاؤهم فى المنطقة وكل هؤلاء متحالفون مع العدو الداخلى وهو الأخطر حيث يسمى نفسه بأسمائنا ويسكن بجوارنا ويعتلى منابر مساجدنا.. من هذا الذى يستطيع أن يصد هذا العدوان الخارجى وينزع العدو الداخلى من جذوره؟؟ إن الرئيس المدنى هو ضرورة بعد أن نتخطى العبور نحو وطن آمن ومستقر، وهذا ما يجهله الكثير من الطامعين لقصر عابدين.. إن أبرز القادة الذين طرقوا آثار عميقة فى المجتمع المصرى هما «محمد على» و«جمال عبد الناصر» وكانوا أيضا من العسكريين وكان الرئيس المدنى «مرسى» هو الأبشع عبر التاريخ، فاق قادة التتار والهكسوس والعثمانيين.. إذا الرئيس المدنى هو حق يراد به باطل، وهذا الباطل هو ما يتحدث الآن!! إن من أعادوا الوطن إلى أصحابه المصريين، هل هم كانوا لا يفهمون؟ ولماذا فهموا إعادة الوطن ويصبحون غير قادرين على إدارته؟؟ إن أعظم القادة الذين قادوا بلادهم فى أزمنة حرجة كانوا عسكريين، اسألوا الشعب الفرنسى لماذا يعشق «ديجول»؟ وغيره من كل القادة فى العالم الذين ارتدوا الملابس العسكرية ونزعوها وارتدوا المدنية، هل كانوا أغبياء؟ أم أن الأغبياء هم الذين لا يرون ما يحدث لأوطانهم من الداخل والخارج؟ إن تلويث القادة العسكريين هو عمل خطير ليس فى صالح الوطن بل يصطدم مع إرادة الشعب المصرى ومزاجه الثورى.. إن الوطن به الكثير من المواقع القيادية الهامة لماذا لا يتطلع إليها أحد؟ إن موقع الرئاسة أصبح يمثل لنا الأمن القومى للبلاد.. وإننا لسنا على استعداد أن نأتى بــ«مرسى» جديد فقد تم إنهاك الشعب والوطن من كثرة الثورات وإسقاط الأنظمة وإننا لم نعد نحتمل اكثر من ذلك.. لقد دفع جيلنا وهذا الجيل الثمن غاليا ولسنا على استعداد نسلم الوطن مرة أخرى لمن سوف يزيده آلاما وضياعا.. إننا مع التعددية وتدوال السلطة و هذه هى أولى مبادئ الديمقراطية.. ولكن الآن.. نحن نتحدث عن الرئيس الذى يستطيع أن يستكمل مهام إنقاذ البلاد والذى تتجه إليه وجدان كل الطبقات من الفقراء حتى الأغنياء، وهذا ما يسمى بـ«إرادة الشعب».. إننا نرجو أن يبتعد أصحاب الأفق الضيق عن الاستمرار فى ثلويث سمعة قادتنا حتى لا يسقطهم الشعب من أى صفحة من صفحات التاريخ.. و ليعلم الجميع إن التاريخ تكتبه الشعوب بالمواقف و ليس بالشعارات و تقمص الشخصيات.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات